[الزمزوم]

شيماء الحداد

مَا كُلُّ مَا يَرجُو الأَنَامُ مُحَقَّقُ
وَرَحِيلُكمْ - يَا غَاصِبُونَ - مُوثَّقُ

رَاياتُ نَصْرِ المُسْلِمِينَ وَمَجْدِهِمْ
فِي العَالَمِينَ مَدَى الزَّمانِ سَتَخْفُقُ

لا لَنْ يَدُومَ بَقَاءُ أَعْدائي هُنا
قَلْبي بِنَارِ عِدائِهمْ يَتَدَفَّقُ

كَمْ جَرَّعُونا مِنْ أَسًى وَمُصِيبةٍ!
قَهْراً وَظُلماً، هَاكُمُ فَتَحقَّقُوا:

أَسَرُوا الأُسُودَ، وَقَتَّلُوا أَبْطالَنا
يا وَيْلَهُمْ كَمْ بِالشُّرورِ تَخَلَّقُوا!

قَتَلُوا الكِبارَ مَعَ الصِّغَارِ بِحِقْدِهمْ
هَلْ مِنْ لَبِيبٍ سَامِعٍ فَيُصَدِّقُ؟!

كَمْ مِنْ رَضِيعٍ آمِنٍ في مَهْدِهِ
بِرَصَاصِهمْ في الخُلْدِ صَارَ يُحَلِّقُ!

كَمْ مِنْ صَبِيٍّ رَاحَ يَلْعَبُ في الفَلا
مَا عادَ لَيلاً، فَالحَنَانُ سَيَقْلَقُ!

كَمْ مِنْ صَغِيرٍ صارَ كَهْلاً بِالأَسَى
وَالقَلْبُ نَارٌ بِانْتِقامٍ يَخْفُقُ!

وَطَنِي جَرِيحٌ، وَالجُرُوحُ أَلِيمَةٌ
لَمْ يَرحَمُوا أَطْفَالَنا، لَم يَرْفُقُوا!

يَا غَاصِبِي أَوطانِنا وَدِيارِنا
وَيلٌ لَكُمْ، إنَّ الإلهَ سَيَمْحَقُ

وَيلٌ لَكُمْ إنَّ العَذابَ لَمَسْكَنٌ
لِلكافِرينَ الحاقِدِينَ وَخَندَقُ

قُولوا.. بأَيِّ شَرِيعةٍ وَعَقيدةٍ
قَلبُ الصَّغِيرِ مُهَشَّمٌ وَمُمَزَّقُ؟!

لا لَنْ تَرَوا أَوطَانَنا أَوطَانَكُمْ
بَلَدُ العَراقَةِ بِالمُجاهِدِ يَسْمُقُ

مُوتُوا بِغَيظٍ صَاغِرينَ أَذِلَّةً
أَنْتُمْ فَسَادٌ لِلفَسادِ يُسَوِّقُ

أَنْتُمْ لِذُلٍّ عاجِلٍ وَهَزِيمَةٍ
وَالذُّلُّ أَصْلٌ في اليَهُودِ مُعَتَّقُ

وَالنَّصرُ للإسْلامِ رَغْمَ أُنُوفِكمْ
فَالشَّمسُ مِنْ بَعدِ الظَّلامِ سَتُشرِقُ

قَدْ تَحْلُمُونَ بِأَرضِنا، لكِنَّمَا
مَا كُلُّ مَا يَرجُو الأَنامُ مُحَقَّقُ!