منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - علم النفس الاجتماعي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-12-02, 16:52   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse تابع - علم النفس الاجتماعي

موجز عن تاريخ علم النفس .
يعتبر علم النفس من العلوم الحديثة التي لم يمضي عن ظهورها أكثر من مئة عام تقريبا ، ونستطيع أن نقول بشيء من الدقة أن علم النفس لم يظهر كعلم إلا منذ عام 1860 م عندما نشر فشنر كتابه عن أسس السيكو فيزيقيا .
ولا يعني هذا انه لم يكن هناك اهتمام بدراسة سلوك الإنسان وهو موضوع علم النفس قبل ذلك التاريخ فلقد اهتم الإنسان منذ القدم بملاحظة سلوك غيره و بمحاولة تفسيره بل وتنبئ به و إنما ما نقصد إليه هو أن علم النفس كعلم لم يظهر إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر .
لكن قبل ذلك الوقت كانت هناك نظريتان عن تكوين العقل ، ولم يكن لأي منهما أي سند تجريبي ، فهما نابعتان من الفلسفات التي انتشرت في ذلك الوقت .
الأولى وكانت تعرف باسم نظرية الملكات ومؤدى هذه النظرية أن العقل يتكون من عدد من الملكات أو القدرات ، مثل : التفكير ، العاطفة ، الإرادة .... و التي تنقسم بدورها إلى عدد آخر من الملكات : كتذكر و التخيل ... الخ .
أما النظرية الأخرى فكانت تعرف باسم النظرية الترابطية أو علم النفس الترابطي ، ونادت بان العقل يتكون من عناصر أساسية وهي : الإحساس ، المشاعر، والصور ، وان هذه العناصر تتكامل ، مكونة الأفكار التي بدورها تترابط ببعضها نتيجة للتشابه أو التضاد أو الاقتران الزمني مكونة نظاما اكبر من الأفكار ، وهي التي أطلقت عليها محتويات العقل .
وجاء عام 1850 م وبدا فشنر تجاربه وابتعد عن الفلسفة مقتربا من العلوم الطبيعية و البيولوجية وبدء يدرس العلاقة بين الإحساس وبين شدة المثير ، وحاول أن يبتكر معادلة توضح هذه العلاقة .
ونشر فشنر تجاربه في عام 1860 م وبدا علم النفس يدخل في إطار جديد وهو إطار العلوم ثم جاء فونت وأسس أول معمل لعلم النفس التجريبي في عام 1879 م وبدا في تجاربه ، وكان كل من فشنر و فونت متأثرين بالعلوم الطبيعية فقد اعتبرا أن وظيفة علم النفس هو تحليل العقل إلى عناصره الأولية تماما كما يفعل الباحثون في الكيمياء .
وقد ظهر منافس لفونت ، في أواخر القرن التاسع عشر وهو " برنتانو " الذي نادى بان دراسة محتويات العقل ليس موضوع علم النفس و إنما موضوع علم النفس هو دراسة العمليات العقلية ، وتصور العقل كجهاز ديناميكي يقوم بعمليات معينة فعالم النفس يهتم بعملية الإدراك و ليس بالمدركات ، بعملية التفكير وليس بالأفكار ، بعملية الإحساس وليس بالمحسوسات .
واتى عام 1900 م ونغير علم النفس واتجهت الأنظار إلى شخص آخر نشر كتاب سماه تفسير الأحلام وأعلن فيه أن الجهاز النفسي يتكون من جزأين رئيسيان و هما المنطقة الشعورية و المنطقة اللاشعورية ، وكان ذلك الرجل هو " سيجموند فرويد " مؤسس مدرسة
التحليل النفسي ، وكان هذا الإعلان تحدي مباشر لمجهودات علماء النفس الذين قصروا دراستهم على المنطقة الشعورية .
ثم بعد ذلك ظهرت نظرية الجشتالت ، والسلوكية بجانب نظرية الاشتراطية وغير ذلك من النظريات .
علم النفس الحديث .
يتكون علم النفس الحديث من ثلاث مكونات رئيسية .
1. معلومات تم اختبارها : يتكون العلم أساسا ، من مجموعة متماسكة ومنظمة من المعلومات اختبر صدقها ، وعلم النفس كغيره من العلوم يتكون من معلومات وحقائق خضعت للبحث و الدراسة وثبت صدقها . ويبذل علماء النفس جهدا كبيرا للالتزام بالأسلوب العلمي في الدراسة حتى يقترب علم النفس في دقته وموضوعيته من العلوم الطبيعية ، وعلى الرغم من هذه الجهود المبذولة فلا تزال هناك مسافة ليست بقصيرة بين علم النفس و العلوم الطبيعية .
2. نظريات تفسر السلوك : ويتكون علم النفيس أيضا من مجموعة من النظريات التي تجمع الحقائق التي ثبت صحتها في بنيان منطقي متكامل ومتماسك وخال من التناقضات ، وقد تكون النظرية شاملة تقدم تفسيرا عن سلوك الإنسان ككل ، وقد تقتصر النظرية على تفسير جانب من جوانب سلوكه ، وعلم النفس مليء بهذه النظريات الجزئية ، خاصة في مجال التعليم و الشخصية و الإضرابات الانفعالية الاجتماعية . وتعمل النظرية على تنسيق المعلومات و الحقائق التي لدينا حول الظاهرة موضع الدراسة بما يساعدنا على الإلمام بها وفهمها ، كما تساعدنا النظرية على استنباط الفروض الجديدة التي تؤدي إلى ازدياد حجم المعلومات لدينا والتي تساعدنا في الوصول إلى فهم أدق لما ندرسه .
3. أسلوب معين في البحث : وعلم النفس كالعلوم الطبيعية يلتزم بأسلوب معين أو منهج معين في البحث و الدراسة ويطلق على هذا الأسلوب ، الأسلوب العلمي أو المنهج العلمي . البحث العلمي نشاط يقوم به الباحث عندما يواجه مشكلة ينبغي لها حلا . ويلتزم الباحث في بحثه بشروط معينة حتى يصبح نهجه نهجا علميا ، وفيما يلي بعض هذه الشروط :
1. الموضوعية : و الموضوعية اتجاه يتصف به الباحث وهي صفة تميز البحث العلمي ويتضمن هدا الاتجاه بعد الباحث عن التأثر بالعوامل الذاتية قد تؤثر على تفكير وإدراكه للأمور .
2. الدقة في اختيار العينة :وترتبط هذه الصفة بالموضوعية والدقة و الأمانة فاختيار العينة من أهم مقومات البحث العلمي .
3. الدقة في التعميمات : كثيرا ما يهدف الباحث أو يحاول أن يصل إلى تعميمات معينة يستنتجها من بحثه وهنا ينبغي عليه أن يحدد إطار هذه التعميمات ، فينبغي على الباحث أن يذكر أن ما وصل إليه من نتائج وما استخلصه من تعميمات ينطبق فقط على أفراد العينة المستخدمة أو على كل من تشابه مع أفراد العينة .