منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من كتاب تعطيرالأنفاس من حديث الأخلاص
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-12-02, 16:26   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زهيرة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية زهيرة
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 من كتاب تعطيرالأنفاس من حديث الأخلاص

من كتاب تعطيرالأنفاس من حديث الاخلاص

للدكتور // سيد بن حسين العفانى



عبودية القلب أعظم وادوم من عبودية الجوارح

{{ طوبى لعبد عرف الطريق إلى الله ، ووا أسفاه وا حسرتاه لعبد انقضى الزمان ، ونفد عمره وقلبه محجوب عن تصحيح المعاملة وحسن الصيانة والرعاية لحق مولاه ، ما شم للإخلاص رائحة . فداو قلبك وأصلحه واخلص ، وصحح النية وأخلص الطوية ، فإن حاجة الله من العباد صلاح قلوبهم . }}




قال رسول الله : صلى الله عليه وسلم " ألا وإن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهى القلب "
رواه البخارى ومسلم فى صحيحيهما .




قال ابن القيم - رحمه الله - " من تامل الشريعة ، فى مصادرها ومواردها ، علم ارتباط اعمال الجوارح باعمال القلوب ، وانها لا تنفع بدونها ، وأن أعمال القلوب أفرض على العبد من اعمال الجوارح ، وهل يميَز المؤمن من المنافق إلا بما فى قلب كل واحد من الأعمال التى ميَزت بينهما ؟ وعبودية القلب أعظم من عبودية الجوارح ، واكثر وأدوم ، فهى واجبة فى كل وقت "

وقال أيضا : -رحمه الله - " أعمال القلوب هى الأصل ، واعمال الجوارح تبع ومكملة ، وإن النية بمنزلة الروح ، والعمل بمنزلة الجسد للأعضاء الذى إذا فارق الروح فموات ، فمعرفة أحكام القلب اهم من معرفة أحكام الجوارح "





مع الإخلاص


قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن الأعمال القلبية : " هى من أصول الإيمان وقواعد الدين ،
مثل محبة الله ورسوله ، والتوكل على الله ، وإخلاص الدين لله ، والشكر له ، والصبر على حكمه ، والخوف منه والرجاء له ، وهذه الأعمال جميعها واجبة على جميع الخلق باتفاق
أئمة الدين "

وقال : " الأعمال الظاهرة لا تكون صالحة مقبولة إلا بتوسط عمل القلب ، فإن القلب ملك والعضاء جنوده ، فإذا خبث الملك خبثت جنوده "





صلاح القلب وصلاح أعماله موقوف على إخلاصه .

قال الجنيد : رحمه الله : " إن لله عباداَ عقلوا ، فلما عقلوا عملوا ، فلما عملوا أخلصوا ،
فاستدعاهم الإخلاص إلى أبواب الخير أجمع "

وباب الإخلاص مفتوح ، فادخل منه تصل لإلى رحمة الله وتكن فى كنفه وحفظه وستره وأجره ورزقه وكفايته ، ادخله ترتع فى رياض المخلصين وتدرك المعنى النفيس
فى حياتك ، وإلا ففقدان هذا الشىء الغالى فقدان لحياتك ذاتها فحياة البدن بدون حياة القلب من جنس حياة البهائم قال تعالى :

﴿ "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ " ﴾






فيا طيب قلوب امتلأت من توحيد الله والإخلاص له ومحبته وخشيته ومراقبته ، قد انساها إخلاصها لمولاها ذكر غيره ، أوحشهم انسها به ممن سواه ، وبذكره عن ذكر سواه ، وبإفراده بالخوف والرجاء والرغبة إليه والرهبة منه والتوكل عليه والإنابة إليه والسكون أليه والتذلل والإنكسار بين يديه عن تعلق ذلك منهم بغيره

منقول من طريق الايمان