منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدين والمجتمع
الموضوع: الدين والمجتمع
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-12-02, 01:50   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse تابع - لدين والمجتمع

الدين الإسلامي والمجتمع.
الإسلام والضمير الجمعي.
إنّ الدين الإسلامي قد جاء بأحكام بالغة الروعة تشير إلى تكوين الذات وإلى غاياتها وما يرمي إليه من خير وشر ثم الدعوة إلى ترتيبها والسير بها دوما في الطريق السوي بعيدا
عن الانحرافات وتتبع الشهوات فالدين يكون الذات العليا والضمير بتعاليمه الأخلاقية السامية التي تعتمد الحق والفضيلة والعدالة الشاملة والمساواة واجتناب الرذيلة والظلم والاعتداءات وهو يرعى هذه المعطيات ويحميها ويدعو إليها في كل ما يأمر به ونجد هذا جليا في عدة آيات منها قوله تعالى((وما أبرئ نفسي إنّ النفس لأمارة بالسوء))، والمراد بالنفس هنا الذات السفلى وقوله أيضا ((كل نفس لما عليها حافظ)) فالحافظ هو الضمير الذي يراقب ويردع الذات السفلى، ولم يبخل الإسلام بثقته على الضمير البشري بعد تهذيبه وإصلاحه وإرشاده وتوجيهه فأقامه حارسا على التشريعات ينفذها ويرعاها، وجعل تنفيذ الكثير منها في ضماناته، ولنأخذ لذلك مثلا الشهادة التي هي أساس إقامة الحدود في أحوال كثيرة وفي إثبات الحقوق ودرئ التهم، هذه الشهادة مردها إلى الضمير الفردي وإلى رقابة الله على هذا الضمير وتراه هكذا يمنح الثقة للضمير البشري في الحدود التي قد تصل إلى الإعدام والرجم وفي الحقوق المالية.
والإسلام لم يدع هذا الضمير لذاته هو ينيط به هذه الشؤون الخطيرة ويقيمه حارسا على تنفيذ التشريع والتكليف ويدعوه من السمو فوق ما يوجبه التشريع والتكليف لقد أقام عليه رقيبا إلى خشيه الله سبحانه وتعالى.
ومن هنا ترى كيف أن التعاليم الدينية ترمي هذا الضمير في المجتمع وتنميه حتى تنضج ثمرته.
فالضمير ككل الكائنات الحية في حاجة إلى عناية ورعاية وحماية فهو يتلون ويتشكل بلون البيئة والأهل والوالدين والمربين والمجتمع بصفة عامة فهو يتكون ويولد على الفطرة والدين.
اجتماعية الدين الإسلامي.
إن الإسلام دين لا يمكن أن نتصوره منعزلا عن المجتمع ولا يجوز لمعتنقه أن يترك الجماعة ويسلك سلوكا فرديا لا يتحمل المسؤولية الاجتماعية يقول رسول الله r ((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)).
إن الإسلام دين جاء لرفع مكانة الإنسان فهو اجتماعي بفطرته مضطر للتعايش مع أبناء نوعه والتدين منه الإسلام لابد وأن يتجلى في سلوكه مع الناس.
إن أعداء الإسلام يرون أن الدين أمر للفرد في أعماقه ولا يمس المجتمع ولا يؤثر في أعماله، فرد عليهم العلامة الطبطبائي في تفسير القيم الميزان ((لا ريب أنّ الإسلام هو الدين الذي أسس بنيانه على الاجتماع صريحا ولم يهمل أمر الاجتماع في شأن من شؤونه)). ويقول أيضا ((الرابطة الحقيقية بين الشخص والمجتمع لا محالة تؤدي إلى كينونة أخرى في المجتمع حسب ما يمده الأشخاص من وجودهم وقواهم وآثارهم فيتكون في المجتمع ما للفرد والخواص ولذا أعنبر القرآن للأمة وجودا وأجلا وكتابا وشعورا وفهما وعملا وطاعة)).
وهذا هو الملاك في اهتمام الإسلام بالشأن الاجتماعي وذلك الاهتمام الذي لا نجد ولن نجد ما يماثله في واحد من الأديان الأخرى ولا في سنن الملل المتدينة، فوضع الإسلام أهم أحكامه وشرائعه كالحج والصلاة والجهاد والإنفاق على أساس الاجتماع.
إن المجتمعات الإسلامية تتطبع كل منها بطابع خاص لعلل سياسية وطبيعية وثقافية وعرقية، لكن هناك عوامل أخرى تحد من هذا التمايز.
وتشد المسلمين على تعدد أوطانهم واختلاف مجتمعاتهم إلى وحدة متماسكة ورابطة روحانية فيصهرهم على مختلف جنسياتهم وأصولهم وألوانهم في بناء حضارة واحدة لم تكن تتسم بروحانية غير الروحانية الإسلامية بعيدا عن الاحتكارات العرقية.
والخلاصة أن الإسلام عبارة عن أسلوب عام وشامل للتربية الاجتماعية والسلوك الفردي وموضوع الأوامر والنواهي لا يقتصر على أمور الاعتقاد والشعائر والمناسك بل هو يتناول جميع شؤون الحياة بحيث ينبعث الإنسان قويا عزيزا متمكنا من ممارسة الحياة على الوجه الأفضل فهو بهذا وحدة تنظيم لكل تلك الأجزاء بحيث تتماسك كيانا، كل جزء فيه يتم الأجزاء الأخرى ... وهذه هي العبادة الصحيحة الكاملة في نظر الإسلام(1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) د.عباس مهاجران وآخرون، الدين والمجتمع، (تونس: منشورات الحياة الثقافية 1977م)، ص345.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
قائمــة المراجــع.

1. محمد سليمان، الدين والمجتمع، موقع الانترنت.
2. د.محمد بيوني، علم الاجتماع القيم، (مصر: دار المعرفة الجامعية، الازاريطة، 2002م)
3. د.معمر القماطي وآخرون،الدين والمجتمع، ط3 (ليبيا: منشورات المركز العالمي للدراسات والأبحاث الكتاب الأخضر1989م).
4. د.عباس مهاجران وآخرون، الدين والمجتمع، (تونس: منشورات الحياة الثقافية 1977م).
5. مجهول، الإنسان والدين، (بيروت: دار مكتبة الحياة للطباعة والنشر، بدون تاريخ).