2008-12-02, 01:45
|
رقم المشاركة : 3
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
تابع - لدين والمجتمع
نظرة كارل ماركس وماكس فيبار للدين.
نظرة ماركس.
لقد اعتقد كارل ماركس أن التغيرات في إنتاج التكنولوجيا مع تغيراتها الملازمة في مجال الطبقية تحدد التغيرات في العناصر الأخرى في المجتمع حيث يؤكد أن التغير الاجتماعي يبدأ بصراع جماعات المصلحة، والناس يقبلون بدء التغير عندما يصبحوا واعين بأن مصالحهم الخاصة قد استغلت من يناء النظام الاجتماعي نفسه، ويذهب ماركس إلى أن كل القيم النظامية ما هي إلا قيم الطبقة الحاكمة، ولقد عبر ماركس وانجلز عن ذلك بقولهما(الأخلاق، الدين، الميتافيزيقيا وكل العناصر الأخرى الإيديولوجية والأشكال المطابقة لها من الوعي، لم تعد بعد تحفظ صورة الاستغلال، فليس لها تاريخ أو تصور، ولكن الناس يتغير إنتاجهم المادي وهذا التغير المادي بدوره تعبير عن وجودهم الحقيقي وتفكيرهم))(1).
وقد لاحظ ماركس وإنجلز أن تاريخ الأفكار لن يثبت أكثر من الإنتاج الفكري فإنه يتغير بقدر ما يتغير الإنتاج القومي، فأفكار العصر ما هي إلاَّ أفكار الطبقة الحاكمة.
نظرة فيبر للدين.
إن أعمال فيبر تقف كتناقض لنظرية ماركس عن التغير الاجتماعي، إذ يعتبر أن نسق القيم كمتغير مستقل في التغيير الاجتماعي وخاصة القيم الدينية ولم ينف تماما أثر الأنساق الطبقية على الدين والقيم، وقد لاحظ أن كل دين ما هو إلاَّ تعبير عن الطبقة أو المراتب الرئيسية مثل طبقة رجال الدين في الكونفوشيوسية وطبقة العلماء المثقفين في الهندوسية.
وباختصار فإن اهتمام فيبر هو إثبات أن كل نسق قيمي للدين أو الأخلاق مستمد من مصادر دينية بحته وليس من اعتبارات اقتصادية أو اجتماعية أو سيكولوجية.
حيث يبين في كتابه الأخلاق البرتستنتية كيف أن القيم الدينية تدعم شكلا من الفعل الاقتصادي وأصر على أن وسائل وغايات الفعل في ظل الرأسمالية ليست ببساطة تعبيرات عن بعض الدوافع العامة لكنها تشكل شكلا محددا ومقبولا اجتماعيا يهتم بمطلب إنساني عام لإرضاء أكثر، ويعطي فيبر اهتماما للدين ليس على أنه لاهوت ولكن على أساس أنه مصدر للقيم ونسق للدافعية حيث يقول ((إننا لسنا مهتمين بتأكيد ما كان يدرس نظريا ورسميا في مجال الأخلاق في ذلك الزمان ... ولكننا مهتمون بشيء مختلف كلية وهو تأثير التصديقات السيكولوجية المتولدة عن الاعتقاد الديني والممارسة الدينية، والتي تعطي توجيها للسلوك العملي يلتزم الفرد بها)).
وعند دراسته للقيم الدينية للإصلاح البرتستنتي خاصة الاتجاه الكالفاني تساءل فيبر: هل لها تأثير مباشر على تطور الرأسمالية الحديثة ؟ الحق أن هذا الفرض السوسيولوجي أصبح نقطة مركزية لمناقشة علمية بين علماء الاجتماع والمؤرخين الاقتصاديين وكذا اللاهوتيين.
ويذهب فيبر إلى أن الروح الرأسمالية على أساس القيم الدينية أدت إلى تطور روح جديدة وبهذا سهلت ظهور مجتمع رأسمالي جديد وقد استخدم فيبر التاريخ ليبين أن الحياة الاجتماعية والاقتصادية بدرجة قاطعة بعناصرها القيمة، فبعد ملاحظات أساسية تاريخية وإحصائية قام بها، وجد أن الطبقات التجارية الكبرى البرجوازية موجودة بكثرة بين البرتستنتية فتساءل: هل هذا مجرد مصادفة تاريخية أو أن هناك، اتصالا عضويا داخليا بين انتشار الكالفانية وظهور الرأسمالية الحديثة؟.
فخلص إلى نتيجة مفادها أن الرأسمالية الحديثة تتميز بالترشيد الذي يعني الدعوة للواجب الديني والعمل الشاق وهو نوع من الالتزام الذي يفترض أن الفرد يشعر باتجاه الرضا والقناعة بنشاطه الوظيفي دون أي اعتبار آخر لمكانته وكنتيجة لهذه الأخلاق فإنه لأي فرد من جماعة المتطهرين ... أصبح الكد الدنيوي نوعا من الشعائر الدينية.
ـــــــــــ
(1) د.محمد بيومي، علم اجتماع القيم،(مصر: دار المعرفة الجامعية،الازاريطة، 2002م) ص136.
|
|
|