العدالة وبأنهم يتخذون الضرائب وسيلة للابتزاز فابعدوا من الحكم لكنهم عادوا بعد ذلك واستولوا عليه فغرسوا في عقول الناس الأساطير الدينية فتمثلت في بعض المظاهر مثل دفن الطعام والأواني مع الميت لاعتقادهم بوجود حياة أخرى حياة خالدة.
وكان الكهنة يعلمون الناس العلوم ويلقنوهم الأساطير، وما من شك في أنهم يتخذون من هذه الأساطير سبيلا إلى تعليم الناس ما يريدونه لهم وإلى حكمهم والسيطرة عليهم ويغرسون في نفوس الأطفال مبادئ الوطنية والصلاح ويعدون يعضهم للمهن العليا.
أما عند المصريين فالدين أثره في الأدب وفي نظام الحكم وفي الفن وفي كل شيء عدا الأخلاق لأن الكهنة لم يجدوا متسعا من الوقت لتعليم الناس المبادئ الخلقية ومن أجل هذا كان الكهنة في مصر دعامة العرش كما كانوا هم الشرطة السرية القوامة على النظام الاجتماعي وتطلب هذا الدين الكثير من التعقيدات تقوم عليه طبقة بارعة في فنون السحر والطقوس الدينية لا يمكن الاستغناء عن قدرتها يتضح أن الدين كان له الأثر البالغ في النظام الاجتماعي في كلتا الحضارتين وكذا الحضارات القديمة التي تلت.