دوافع الإستشراق وأهدافه.
دوافع الإستشراق.
وهناك سبع دوافع للاستشراق بالإضافة إلى دوافع ذاتية شخصية تتعلق بكل مستشرق، والدوافع الموضوعية هي:
1. الدافع النفسي: وهو حب المغامرة وروح الاستكشاف لدى كل فرد، مع الفضول المعرفي لدى الإنسان.
2. الدافع التاريخي: إن الهزائم التي تلقاها الغرب من العرب والمسلمين بدءا من دحر الروم إلى فتح الأندلس وفتح القسطنطينية، وهزائم الحروب الصليبية .. هي التي أدت بحركة الاستشراق لمعرفة أسباب الهزائم ثم الانتصار على الشرق المنتصر.
3. الدافع الاقتصادي: وهو من أهم الدوافع، فحركة نشر الكتب العربية خاصة والشرقية عامة كانت تدر على الغربيين أموالا طائلة.
4. الدافع الأيديولوجي: اختلاف الأفكار والفلسفات والتوجهات الفكر بين الشرق والغرب أجج حركة الاستشراق لغرض أيديولوجيته على الشرق، كما تفرض العولمة الآن عليه.
5. الدافع الديني: إن تفوق الإسلام على المسيحية، حرك في المسيحيين الفضول المعرفي فكان تعلم العربية هدفا لدراسة القرآن.
6. الدافع الاستعماري: ويتمثل في الحروب الصليبية والرحلات الاستكشافية واحتلال الغرب للوطن العربي في القرن 19م والهيمنة الحديثة على العالم العربي ... كان وراءها الاستشراق للسيطرة والاستغلال لخيرات الشرق.
7. الدافع العلمي: وهو أخلصها وأقلها بين المستشرقين، لأن معرفة ما توصل إليه العقل المسلم كان في آخر درجة من السلم الاستشراقي.
أهداف الإستشراق.
1. الهدف العلمي المشبوه: ويهدف إلى:
· التشكيك بصحة رسالة النبي r ومصدرها الإلهي ، وفي تفسيرهم لنزول الوحي أرجعوا ذلك إلى: الصَرَعْ الذي كان ينتاب النبي r حينا بعد حين. أو التخيلات التي كانت تملئ ذهن النبي، أو لإدعائهم لمرض نفسي كان يعاني منه النبي r ، كما كانوا ينكرون أن القرآن كتابا منزلا من عند الله عز وجل ويرجعون كل ما جاء فيه من حقائق تاريخية إلى أناس كانا قد أخبروا النبي r بها . أما الحقائق العلمية التي وردت فيه فيرجعونها إلى ذكاء النبي r .
· إنكارهم بأن الإسلام دين منزل من عند الله . وممن يدعمون هذا القول من المستشرقين اليهودي "جولد تسيهر" و"شاخت" ويؤيدهم في ذلك المستشرقون المسيحيون.
· التشكيك في صحة الحديث النبوي الذي اعتمده علماؤنا المحققون وحجتهم في ذلك ما دخل على الحديث من دس ووضع، متجاهلين بذلك الجهود التي بذلها علماؤنا من أجل وضع الأحاديث الصحيحة.
2. الهدف الديني السياسي: ويتضمن:
· تشكيك المسلمين بمولاهم ونبيهم .
· تشكيك المسلمين بقيمة تراثهم الحضاري، بزعمهم أن الحضارة الإسلامية منقولة عن الحضارة الرومانية ولم يكن للعرب أي إبداع فكري ولا ابتكار حضاري.
· إضعاف ثقة المسلمين بتراثهم وبث روح الشك في قيمهم وعقيدتهم ومثلهم العليا. وهذا يسهل على الغرب نشر حضارتهم وثقافتهم.
· إضعاف روح الإخاء الإسلامي بين المسلمين وإثارة الخلافات والنعرات بين شعوبهم عن طريق إحياء القوميات التي كانت لهم قبل الإسلام.
3. الهدف العلمي الخالص: وهو دراسة التراث العربي والإسلامي دراسة تجلي لهم بعض الحقائق الخافية عنهم، ولكن هؤلاء متهمون من قبل المستشرقين أصحاب الهدفين السابقين بأنهم قد انحرفوا عن النهج العلمي والرغبة في مجاملة المسلمين والتقرب إليهم، وهذا ما حدث لأرنولد توماس الذي أتهم بالانسياق نحو عاطفته في مؤلفه الدعوة إلى الإسلام الذي أكد فيه على تسامح المسلمين مع أصحاب الديانات الأخرى. ومن هؤلاء من يؤدي به البحث الخالص إلى اعتناق الإسلام والدفاع عنه، كما فعل المستشرق الفرنسي الفنان نصر الدين دينيه الذي عاش في الجزائر فأعجب بالإسلام وأعلن إسلامه.