منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - المسجد في المجتمع
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-12-01, 23:12   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

1. التربية الإعلامية للمسجد:
إن المجتمع الإسلامي – وهو في طور التكوين – في حاجة إلى معرفة كثير من الحقائق والأمور التي تكشف لأفراده حقيقة هذا التكوين.
وإذا علمنا أن الرسالة المحمدية رسمت الطريق لقيام هذا المجتمع – الإسلامي – وأن الرسول صلى الله عليه وسلم يستقبل الأوامر من ربه عن طريق الوحي، إذا علمنا هذا يتبين لنا أهمية الوسيلة التي تصل بها هذه الأوامر إلى الناس في ذلك المجتمع. ولن تكون هناك وسيلة أقوى وأنجح من المسجد … حيث يجتمع المسلمون في المسجد خمس مرات في اليوم والليلة فضلا عن اجتماعهم جميعا، مرة كل أسبوع يوم الجمعة وفي المسجد تملى الأوامر وتبلغ إلى المسلمين على هيئة آيات يتلوها الرسول صلى الله عليه وسلم أو أحاديث يبلغها إليهم، أو توجيهات وإرشاد يشير إليها صلى الله عليه وسلم.
ولقد كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤدي هذا الدور الإعلامي إلى جانب إقامة الصلاة فيه، وإلى جانب الأدوار التربوية الأخرى سواء الاجتماعي أو التعليمي أو الصحي أو العسكري أو الخلقي.
"وإذا كنا نقول اليوم – إن أبرز مجموعة الأهداف التي تتجه إليها وسائل الإعلام– مقروءة أو مسموعة أو مرئية هي:
* الإعلام أو الأخبار.
* التوجيه والإرشاد.
* التفسير والإيضاح.
* التثقيف.
فمن الحق أن يقال إن الأحاديث النبوية الكريمة، وإن الخطب قد أتت على هذه الأهداف "الجادة" جميعها.. بحيث تحققت هذه الأغراض تماماً من خلال الوسيلتين.
(ومن دور المسجد الإعلامي إعلان النكاح فيه كما أُثر ذلك عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كانوا يعقدون فيه عقود زواجهم امتثالاً للحديث الشريف: (أعلنوا هذا النكاح واجعلوه في المساجد، واضربوا عليه بالدف)(1).
وهكذا يتبين لنا الدور الإعلامي الذي كان يؤديه المسجد في المجتمع الإسلامي الأول. وهو دور له أهميته وأثره في بناء المجتمع الإسلامي على الخُطَة والقواعد التي رسمتها التربية الإسلامية المستمدة أهدافها من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
1. التربية الجسمية والجمالية:
فالصلاة بحركاتها وما يسبقها من غسل ووضوء وطهارة للثوب والمكان، تحفظ للإنسان صحته، وتعمل على سلامة بنيته، فقد سبق هذا المنهج النظم الصحية في العناية بالنفس الإنسانية، ووجوب المحافظة عليها لوقايتها من الأمراض، وهذا ما يسمى حديثاً "بالطب الوقائي"، ومعالجتها مما يصيبها من أمراض، وهذا ما يسمى "بالطب العلاجي". والصلاة ذات طابع جمالي سواء في حركاتها أو سكناتها أو في الاستعداد لها. قال تعالى: }يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ{(2).
بمعنى أن المسلم يجب أن يتهيأ لأداء هذه العبادة، ,أن يتزين عند كل صلاة. ولاسيما يوم الجمعة، ويوم العيد، والطيب لأنه من الزينة، والسواك لأنه من تمام ذلك ومن أفضل اللباس البياض.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(1)مرجع سبق ذكره ، ص227

(2)سورة الأعراف 31.