لكن بالحق دعيني أخبرك دعيني
الدنيا صارت غير الدنيا
و ما عاد فيها من أقلام تكتب للحرية
بل ما عاد فيها من يقرأ للكتاب
أو يصغي لنصح الأحباب
و ما عاد فيها من يقبل بالارشاد
فكيف لقلم واحد
أن يحيي همة شبان البلاد
و يعيد الطهر لقلوب العباد
كثيرون لن يقرأوا كلماتك يوما
فهم لا يهتمون الا بالموضة و أخبار نجوم السينما
كيف لا و قد لبس الحق ثوب الباطل هذه الأيام
و تجلى الفاجر في ثوب فقيه عالم
ما عاد في الدنيا من حماة أو فرسان
قد خلت الأرض من الأبطال و كل الشجعان
فلا تحزني سيدتي أرجوك
و اكتبي عما يكتب عنه غيرك
*****************************
نظرت اليه و الدمع لا زال في عيني
و قلت : لا تحسب يا قلمي أن كلامك يحزنني
فوالله اني أعرفه
قبل حتى أن تنطقه
آلاف المرات من غيرك سمعته
لكن صممت آذاني عنهم و رفضته
أعرف يا قلمي أن العالم بسطوري لن يتغير
و أعرف يا قلمي أن كلماتي لن تمحو في الدنيا الشر
أعرف يا قلمي أن قرائي سيكثرون
ان كتبت عن تفاهات لها شباب هذه الأيام يحبون
لكن لا يا قلمي ، لا
فمبادئي هي الأغلى
يكفيني قليل من القراء
يكونون لي في زمن الغربة خير أصدقاء
و غيرك يا قلمي آلاف الأقلام العربية
تصرخ بصوت الحرية
فلنساندها و لنكتب معها
فلننصرها و نقف بصفها
و لو خسرنا حربا لن ننكسر
غدا باذن الله في المعركة ننتصر
ثم لا تنس أني قطعت و عدا لفلسطين حبيبتي
بأن أهديها كل كلماتي
و لكل من مات فداها
أو يصرخ بهواها
كل أبنائها المناضلين
و أبطالها المقاومين
أنت يا قلمي سيفي البتار
و سلاحي في وجه الأشرار
فهل ترضى أن تتخلى عني
هيا يا قلمي أجبني
*****************************
نظرالي مستغربا
في همس قال : و اعجبا
عذرك سيدتي فاني لا أملك الا الصمت
لأني من كلامك صدقا قد احترت
لكني أبدا لن أتخلى عنك
و حتى آخر قطرة مداد سأساندك
سأكون أنا صوتك
سأكون أنا سيفك
و هذا وعد مني
فاكتبي ما شئت و دوني
*****************************
فرحت بما قاله من كلام
و أمسكته بكل تقدير و احترام
قلت : يكفي يا قلمي
قد أسعدت قلبي و طردت كل ألمي
و لا تقل شيئا بعدما قلت
فأحيانا قد يعبر بروعة الصمت
و يقول كل ما تعجز الحروف عن قوله
و كل ما لا تستطيع الكلمات توصيله
0