فريدرك غرافيرو:
كان يمتلك اصرار الفوز
فى سنه 1981 التحق يزيد الصغير بناشىء نادى سانت_هنرى الذى يبعد ثلاثه كيلومترات عن الكاستيلان (مرسيليا).
...كان الصغير غالبا ما يقطع هذه المسافه على رجليه..ولكنه ابدا لم يتاخر يوما عن التدريبات ولو دقيقه واحده.
..ويروى فريدريك غرافيرو هذه الشهاده..وقد قضى معه كلاعب ناشىء فى نادى سانت_هنرىسنتين...وهو اليوم استاذ للرياضه البدنيه فى الثانويه سانت_اليزابيث
(عندما كانت اول مقابله لى مع زيدان..كان عمرنا بين 9و10 سنوات ..وكنت اعرفه لاعبا لفريق لافوريستا فى حينه ..وفى اول حصه تدريبيه..احسست بانه ليس مشاغبا..مقاتلا..لكنه ..لايترك حقه..او يترك احدا يتجاوزه..احسست منذ الوهله الاولى بانه يتمتع بعقليه الاصرار على الفوز ..كان يغضب حتى من ضربات الخطا المهدره..او التمريرات الضائعه ..او الفرص السائبة..لدرجه ان فريقنا كان الافضل فى كل الاقليم لاننا لم ننهزم طوال الموسم كله.
...فى هذا الفريق..وجد يزيد مكانه فيه بسهوله كبيره..كان يمتلك قبلا طريقته الخاصه به لقيادة كرته بخارج قدمه..بطبيعه الحال..بسرعه وضع نفسه كقائد للعب قبل ان يضعه المدربون..واصبح يقول كل شىء فى اللعب...حتى ان المدرب الاول..كان يتحدث الى زيدان وحده ؛اما نحن فكان المدربون الاخرون يصححون اخطاءنا (اللعب الاساسى).زولم اعرف يوما ان مدربا من الطاقم المشرف على فريقنا ذهب ليزيد ليصحح له خطا فى كتم الكرة او توقيفها او تمريرها او تسديدها او نقلهااو...او..وكانه ولد بلا اخطاء...وهوفعلا كان يعرف اللعب..ويلعب بلا اخطاء..وعلى المستوى التقنىالفردى..كان زيدان يفعل بالكره اشياء مستحيله..وما زال يلتصق فى ذاكرتى لقاء دورى سانت _تول..وكنا كالعادة اسياد اللعب وسيطرين..ولكننا لم نستطع ان نصل المرمى ونسجل..فى هذا اليوم..سجل يزيد هدفا من تسديده بعيده جدا..وبعد ان قفز وارتمى على الكره وقذف هوائيا..سارت معها الكره كالبرقفوق الحارس لتدخل المرمى..واننى اتذكر هذا الهدف..لانه من النادر ومن المستحيل احيانا ان يسجل مثله لاعب فى هذه السن وهذه الفئه من الناشئين وبهذه الطريقه...مما اكد للجميع انه افضل تقنيا ومهاريا من جميع ناشئىء فريقه فى سانت هنرى والاقليم بكامله....))
ويضيف فريدريك غرافيرو
(اتذكر ان الدوريات التى كنا نخوضها كانت تجرى يوم الاحد....(دورى واحد فى يوم واحد)...كانت المنافسات تبتدىء فى الساعه السابعه صباحا....ولاننا دائما ومن دون استثناء نلعب المباراة النهائيه فكنا نظل فى سانت _هنرى حتى الساعه الثامنه ليلا!!!
....كل عائلات الاطفال تكون موجوده...واتذكر ان يزيد كان يصحب معه كثيرا امه وشقيقهوغالبا والده...كان الجو عائليا...وكنا نحس بالسعادهاننا نستمتع...ونحظى بالدفء الاسرى.
واعتقد ان السنتين اللتين قضاهما يزيد فى سانت _هنرى وتحت اشراف المدرب المربى فرانسيس كولادو وهو حاليا المشرف ضمن الطاقم التقنى الاحترافى لنادى لانس.....رسخت فى عقليته.....فكر المثابره والاصرار والتحدى وعقلية الفوز ورفض الخسارة ذهنينا....باختصار.....فترة خلفت من يزيد منافسا مقاتلا)).
__________________