في
رحاب اللحظات المتعانقة هناك بعيدا عن العتمة المفعمة تجنح الروح في
قنديل النور متخطية حواجز الخوف والحيرة والحزن مطمئنة في روضتها
تاركة خلفها خريف الحزن سابحة في ربيع السعادة .
قفزت بيه تلك اللحظات من عصر الى غروب لم تكن المسافة التي أحدثها
بدفع الكرسي الى الوراء الى جنوحا عن مكانه المعتاد في الزمن المحدد
ككل أمسية تعاقبت عليها الفصول دون شعور وحين حلقت روحه بعيدا
عن مكانه المعتاد شعر بانبعاث جديد يختلف عن الميلاد منذ الصراخ الأول
الممتد مع امتداد أيامه , ومع اللحظات الثاوية مقام بلغه وسرا انكشف كان
عنه يحيد هل هو المكان الذي بلغته أفروديت ؟ هل حقا اكتشفته واستوطنته ..؟
لم يكن المقام الا نقطة تتوهج في مساحات الظلام يدركها حيثما ولى وجهه
تتسع فتبتلع الظلام حين يدنوا منها , كان عنها يحيد بل كانت عدم بالنسبة اليه
ولا أثر لها في الوجود كمن تاه في فلاة ثم أدرك بعد يأس سبيل فيه نجاته
مد بصره لحظة الغروب في لحظة يتصارع فيها السواد والبياض ثم نكس رأسه .
هل هو وهم أم هروب واغتراب ..؟ أم هي حقيقة مثل ما أحب أفروديت وتعلق
بها ثم اذا هي تتربع على بساط مشاعره , حاضرة في وجدانه وفكره حقيقة
المحبة ولا سلطان له عليها مثل ما يتعلق الرضيع بأمه ثم ينبت في حجرها
متعلقا بها يبكي لبكائها ويخشى عليها من كل خطب ويبرر ذالك بسلوك يفقهه
من حوله , بدا له في لحظته أن يصرخ فيبلغ صراخه المعمورة رغبة في التملك
وماذا يملك من هذه الدنيا سوى قلب وعقل ..........