منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أدونيس : إرث وثني و ورؤية نقدية للتوحيد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-11-28, 17:11   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
intissarat
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

... في الحقيقة أن أدونيس هو سليل إرث ثقافي ملحد قديم كان يصرح بمعاداة الإسلام من خلال شعره وكان بعضهم يقع بأيدي الخلفاء فيعملون على قتله وتصفيته بعد اتهامه بالزندقة كما حصل لـ’’ بشار بن برد ’’ الشاعر فقد كان يفضل إبليس المخلوق من النار على آدم المخلوق من الطين وهو القائل :

إبليس أفضل من أبيكم آدمٍ

فتنبَّهوا يا معشر الفجارِ

النار عُنصُرهُ وآدم طينةٌ

والطينُ لا يسمو سمو النارِ

... وكان أيضاً يدين بالرجعة أو عودة الإمام المختفي ويُكفّر جميع الأمة ويشيد بعبادة النار وأنها أفضل من الأرض والطين . [ تاريخ الأدب العربي ، العصر العباسي الأول ، ص 202 تأليف: شوقي ضيف . نقلته بتصرف يسير ] .

... وكان ’’ الرازي وابن الراوندي ’’ يجحدان النبوة و’’ المعري ’’ يرى بطلان القرآن وله مؤلف يعارض به القرآن ومن شعره يُكذّب القرآن :

تلوا باطلاً وجَلوا صارماً

وقالوا صدقنا، فقلنا : نعم

ويقصد بالباطل القرآن وأنه صدّق بعد أن شُهر الصارم - وهو السيف - وليس من باب الاقتناع ولذا يقول ’’ ابن عقيل الحنبلي ’’ في الأخيرين منهم : " عاشوا سنين وعُظمت قبورهم واشتريت تصانيفهم وهذا يدل على برود الدين في القلب " [ الآداب الشرعية ،ابن مفلح 1/255] .

... وقد كشف أدونيس عن متابعته وتأييده للرازي وابن الراوندي في جحد النبوات فقال : " لقد نقد الرازي النبوة والوحي وأبطلهما وكان في ذلك متقدماً جداً على نقد النصوص الدينية في أوروبا في القرن السابع عشر أن موقفه العقلي نفي للتدين الإيماني ودعوة إلى إلحاد يقيم الطبيعة والمحسوس مقام الغيب ويرى في تأملهما ودراستهما الشروط الأول للمعرفة وحلول الطبيعة محل الوحي جعل العالم مفتوحاً أمام العقل : فإذا كان للوحي بداية ونهاية فليس للطبيعة بداية ونهاية إنها إذن خارج الماضي والحاضر : إنها المستقبل أبداً .

... لقد مهد الرازي وابن الراوندي للتحرر من الانغلاقية الدينية ففي مجتمع تأسس على الدين باسم الدين كالمجتمع العربي لابد أن يبدأ النقد فيه بنقد الدين ذاته
" [ الثابت والمتحول 2/214] .

... وعلى أي حال فكتب أدونيس وشعره تنضح بالانحرافات والوثنيات وبالإباحة الجنسية والسخرية بالإسلام والأخلاق والدعوة إلى تحكيم غير الشرع لأن الشريعة تضيق عليهم الخناق وتحد من نفوذهم وتقمعهم .

... والحق والحق أقول أن أدونيس أشد خطراً وأكبر جرماً من سلمان رشدي ومن مشركي العرب الذين يعظمون الله لكنهم يجعلون الآلهة واسطة بينهم وبين الله بسبب أنه تطاول على الذات الإلهية وجحد وجود الله الذي هو مقدس عند جميع الديانات السماوية .

... وفتنة أدونيس وغيره من الحداثيين هي المقصودة في قول الله تعالى :
{...وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ...} [البقرة /191] أي أخراج الناس من الدين إلى الكفر تكون أشد من القتل لأن بقاء المسلم على دينه بعد الموت خير له من حياته على الكفر - هذا مضمون قول المفسرين - وليس المقصود بالفتنة هي الاقتتال والفوضى بين الناس كما يظنه بعض العوام .


تاريخ النشر : 2007-08-04









رد مع اقتباس