منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أنت مسلم إذن فأنت للأبد عدو...
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-11-27, 21:21   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
intissarat
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

المؤامرة الأمريكية السوفييتية
مؤامرة إخفاء الصور الحقيقية لحرب أكتوبر بدأت ملامحها في الظهور أثناء الأيام الأولى للحرب، حينما قدم السوفييت للرئيس المصري السادات صورا التقطتها الأقمار الاصطناعية السوفييتية، تكشف بوضوح دخول الولايات المتحدة بكامل قوتها الحرب، وتكشف أيضا أن الأمريكيين تكبّدوا خسائر فادحة في المعدات وربما في الأرواح، وكان لهذا الإجراء انعكاسات هامة ليس فقط داخل الولايات المتحدة وإنما على جميع الدول التي تمتلك تكنولوجيات التصوير الفضائي آنذاك، فاندلعت معركة جديدة وحدت العالم ضد العرب، وفي هذا السياق يقول »فيكتور غوراليوف« ـ الذي كان موظفا في سفارة الاتحاد السوفيتي في سوريا وقت الحرب ـ يقول في مذكراته: اشتعل الغضب في البيت الأبيض بمجرد أن سمع الأمريكيون بموضوع تلك الصور، ولم نفهم في البداية مبرر انزعاجهم من علم المصريين بتدمير معظم القطع العسكرية الأمريكية المتطورة على يد القوات المصرية، فالمصريون توصلوا لهذه الحقيقة وكانوا بصدد إعلانها للعالم مدعومة بالأدلة التي قدمها لهم السوفييت، كما أن أمريكا كانت تدعم إسرائيل جهرا، وحقيقة الجسر الجوي كانت معروفة على مستوى العالم، وكذلك تطورات المعركة أثبتت للمصريين أنفسهم أنهم قادرين على الصمود في وجه أمريكا لأمد طويل، أما الأمريكيون فكانوا متأكدين أنهم على شفا كارثة جديدة لا تقل عن فاجعة فيتنام، ورغم ذلك قاتلوا بضراوة في سيناء، وداخل الاتحاد السوفيتي وصل القادة لقناعة مفادها أن الولايات المتحدة تخوض معركتها هي، وقبول فكرة تدعيمها لحليفتها إسرائيل مجرد فكرة ساذجة، فقد كان واضحا أن واشنطن لن تقبل أبداً بأي انتصار للعرب، وبالرغم من ذلك لم تتطور مشاعر السوفييت لتضاهي المشاعر والرؤى الأمريكية، ولم يكن لديهم استعداد لفعل أي شيء أكثر من تشغيل مصانع الأسلحة والحصول على المزيد من الأموال العربية، وأظهرت الوقائع من بعد أن أمريكا نظرت لمثل هكذا انتصار على أنه هزيمة مباشرة لها حتى وإن لم تخض الحرب، وكان لذلك انعكاسه على الساسة السوفييت الذين دفعوا في اتجاه هذا النصر، لكنهم اقتنعوا بعد ذلك أنه هزيمة للعالم بما فيه الاتحاد السوفييتي نفسه.
ويضيف غوراليوف: في ساعة متأخرة من مساء 15 أكتوبر 1973 حل إلى موسكو في زيارة سرية وزير الخارجية الأمريكي هنري كسينجر حاملا رسالة سرية من الرئيس الأمريكي نيكسون للرئيس بريجنيف، وبعد اجتماع دام لأكثر من ساعتين، خرج نيكسون سعيدا بالرغم من الصعوبات التي تواجهها بلاده في سيناء، وبعد ذلك أصدر بريجنيف قرارا هاما يفيد بعدم تزويد العرب بأية صور فضائية للحرب، وقد تسبب هذا القرار في غضب الكثيرين داخل الكرملين، معتبرين إياه ضد المصالح السوفييتية العليا، وحتى الآن لم يبرر القادة الروس سبب هذا القرار، وفي عام 1991 وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، تسربت وثائق كثيرة بما فيها وثيقة الاجتماع السري بين بريجنيف وكسينجر، والرسالة التي حملها له من نيكسون.
إغلاق الطريق المؤدي لتل أبيب
ويفند غوراليوف فحوى هذا اللقاء بالقول: كسينجر أخبر بريجنيف أن نيكسون ليس مستاءً من هزيمة الولايات المتحدة في سيناء ولا تهمه اهتزاز صورة أمريكا أمام العالم، بقدر خشيته على العالم من العرب إذا ما تأكد لهم ذلك، ويقول غوراليوف: تسجيلات الفيديو لهذا اللقاء تظهر اهتمام بريجنيف لما يقوله كسينجر، وميله بشدة تجاه المترجمة ليسمع بتركيز عبارات محدثه، الذي واصل قائلا: إن مصلحة الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة والعالم المتقدم، بل والعالم أجمع تتقاطع حينما يتعلق الأمر بميلاد إمبراطورية جديدة في الشرق الأوسط يقودها المسلمون... أنتم في غنًى سيادة الرئيس عن تذكيركم بالتاريخ، ولستم في حاجة لتوضيح مدى خطورة ذلك على مستقبلنا ومستقبل أولادنا، فرد بريجنيف ـ يقول غوراليوف ـ: أتطالبوننا بوقف إمدادات السلاح لمصر وسوريا؟، فأجابه كسينجر بسرعة: إطلاقا... لم يكن هذا أبدا مطلب الرئيس نيكسون، ولكن فقط لا تمدوهم ولا تمدوا أية جهة أخرى بالصور أو المعلومات التي توضح ما يحدث في المعركة، الولايات المتحدة تواصل الحرب، والأصدقاء السوفييت يواصلون سياساتهم، فالعرب لن يحققوا انتصارا حاسما، وبقاء إسرائيل يخلق توازن قوى يحقق مصالحنا جميعا، نريد أن تنتهي الحرب بصيغة لا غالب ولا مغلوب، فلا أنتم تريدون انتصارا حاسما لإسرائيل وهذا لن يحدث، ولا نحن نريده للعرب وهذا أيضا لن يحدث، فيرد بريجنيف ضاحكا: ولكن لِمَ الإصرار على موضوع الصور ودباباتكم تحمل علمكم ووقودكم وذخيرتكم مدمرة في سيناء أمام أعين الجميع؟، يرد كسينجر بابتسامة دبلوماسية: سيدي الرئيس... العرب يتحركون بهمجية وشراسة كلما اتقدت عواطفهم... هذا يعقد الأمور أكثر ولا يحلها، مجرد شعورهم بأنهم يحققون نصرا علينا سيزيد ذلك من مطالبهم في الحرب، وربما يفكرون في التوجه صوب تل أبيب... إنهم لن يصلوا إليها... لكنهم سيعتقدون أن الطريق إليها في المستقبل سيظل مفتوحا...
ويختتم غوراليوف قائلا: وبالفعل أغلق السوفييت الطريق إلى تل أبيب في وجه العرب.
وثيقة أخرى يقول فيها »فيتسلاف موتوزوف«، مستشار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ورئيس رابطة الصداقة السوفيتية ـ العربية سابقا ـ: دار جدل كبير في الاتحاد السوفييتي عقب زيارة كسينجر لموسكو، إلا أن التحليل الدقيق للنوايا الأمريكية من وراء تلك الزيارة، جاء ليثبت صدق مبررات الرئيس الأمريكي، فتفهم بريجنيف تلك النوايا، واتبع سياسة ذكية لا تفقده ثقة العرب، حيث حمل رئيس الوزراء السوفييتي معه بعض الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية، وأقول هنا البعض، حيث تم انتقاء الصور التي ليست ذات أهمية وقدمها للسادات في الزيارة التي جاءت في اليوم الرابع عشر للحرب، فلم يستفد منها المصريون عسكريا، ولم تقدم لهم إجابة حقيقية عن حجم الخسائر التي منيت بها الولايات المتحدة وإسرائيل في الحرب.










رد مع اقتباس