محاربة الجهل والتفكك الأسري
- وما هي ملامح الطريق نحو مواجهة هذه الانحرافات الفكرية التي تؤثر على عقيدة المسلم.؟
- كما قلت الحل ينبني على ما جاء في كتاب الله. وهنا أؤكد لا بد من محاربة الجهل بملء الفراغ الفكري والروحية بالحقيقة الدينية العلمية التي لا يقبل العقل سواها كونها منسجمة مع نواميس الكون. و لا مناص في هذا السياق من ضرورة إعادة المسجد إلى ممارسة دوره الحقيقي الأصيل في توحيد المسلمين وتثقيفهم وزرع بذور العلم والفكر السليم في عقولهم.
كما يجب الاهتمام بتكوين الخطباء وحالتهم المادية، وهؤلاء يجب عليهم بدورهم بذل جهود متواصلة لتطوير أساليب اشتغالهم ومسايرتهم للتطورات التي يعرفها الواقع. لا بد كذلك من إنشاء سياسة تعليمية تكون التعاليم الإسلامية والدروس الشرعية حاضرة فيها في جميع المستويات على عكس ما يطالب به بعض التغريبيين من بني جلدتنا.
ولا أنسى كذلك توجيه دعوة لرجال الإعلام والفن والفكر والسياسة لمراعاة ثوابت الأمة في ما يصدر عنهم من أفكار وتصرفات.. وبخصوص العلماء والدعاة سواء على مستوى العالم الإسلامي أو داخل كل دولة، أقول آن الأوان لتوحيد الجهود في إطار جمعيات ومؤسسات لتفعيل الأداء وتقويته، وعيب علينا أن نسمع بجمعيات توحد جهود الراقصات، في حين نرى العلماء والدعاة والوعاظ مشتتين...
إذا ما تمت مراعاة كل ذلك ولو بشكل نسبي، فلا شك أن الأسباب التي تقف وراء تكريس "قابلية" الشباب المسلم للتأثر بالأفكار الدخيلة ـ والتي تتلخص في الفراغ الفكري والروحي ـ ستنتفي.. مثلما ستنتفى دواعي الصراعات المذهبية التي تطفو على السطح بين المسلمين.. والكل سيتحمل المسؤولية أمام الله تعالى في نهاية المطاف.