ابن خلدون رائد معاصر ـــ د.سهيل عروسي
تحتفل الإنسانية في هذا العام بذكرى مرور ستمائة عام على رحيل الفيلسوف ورائد علم الاجتماع ابن خلدون (1332-1406)، إذ يعد ابن خلدون واحداً من أبرز المفكرين العرب سمحت ثقافته الواسعة وممارسته للحياة السياسية بمختلف عناوينها وتجلياتها بأن يكون ليس فقط أحد مشيدي صروح الفكر العربي الإسلامي بل أحد نوابغ الفكر البشري.
كما تثير هذه الذكرى أوضاع هذه الأمة التي لم تستطع حتى الآن إنتاج ابن خلدون آخر أو ابن رشد آخر وهو ما يستوجب من حكماء هذه الأمة، التفكر قبل التفكير في الأوضاع التي آلت إليها الأمة العربية وابتداع الآليات المناسبة للخروج من المأزق.
لقد كتب ابن خلدون العديد من الكتب لكن أهم مؤلفاته هو كتابه الشهير "العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر". وكان هذا الكتاب على مقدمة وثلاثة كتب(1):
المقدمة في فضل علم التاريخ وتحقيق مذاهبه والإلماع بمغالط المؤرخين.
-الكتاب الأول: في العمران وذكر ما يعرض فيه من العوارض الذاتية من الملك والسلطان والكسب والمعاش والصنائع والعلوم ولذلك من العلل والأسباب.
-الكتاب الثاني: في أخبار العرب وأجيالهم ودولهم منذ مبدأ الخليقة إلى هذا العهد وفيه من الإلماع ببعض من عاصرهم من الأمم والمشاهير ودولهم....
-الكتاب الثالث: في أخبار البربر ومواليهم من زناته وذكر أوليتهم وأجيالهم وماكان بديار المغرب خاصة من الملك والدول.
يلاحظ من هذا النص أن ما يعرف الآن باسم المقدمة هو عبارة عن المقدمة +الكتاب الأول وقد جمعا في مجلد واحد وهو المعروف الآن باسم مقدمة ابن خلدون.
أو كما يقول د.محمد عابد الجابري(2): "إن كتاب العبر هو الكتاب الذي يشتمل على الدروس المستخلصة من الماضي وهي تلك الدروس التي تشرحها المقدمة. أما ديوان المبتدأ والخبر فهو السجل الذي يشتمل على أخبار الدول وتفاصيل قيامها وسقوطها وهذا ما يحتوي عليه القسم المخصص للتاريخ من كتاب العبر. أما الكتاب الثالث (أيام العرب، والعجم والبربر) فهو في أخبارهم.
وتعد مقدمة ابن خلدون: "حسب تأكيد جميع الباحثين والدارسين عملاً موسوعياً قدَّم لنا فيه ابن خلدون صورة بانورامية كاملة للحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية في المجتمع العربي- الإسلامي الوسيط. والمقدمة هي في الوقت ذاته وبالدرجة الأولى صورة حية للحياة الاجتماعية في مختلف البيئات التي تقلّب فيها وعاصرها ابن خلدون وللعصر الذي عاش فيه. ويعرض ابن خلدون في هذا الكتاب الهام آراءه وتصوراته حول المجتمع البشري و الدولة، كما يعرض فيها آراءه النفسية والاجتماعية والسياسية والتربوية"(3). لقد قيل في المقدمة ما يعكس تنوعها وتغطيتها لمساحات واسعة من التاريخ والفكر العربيين وأظهرت ابن خلدون قامة مديدة في حقلي الفلسفة وعلم الاجتماع.
فقد قال ناتانيل سميث(4): إن ابن خلدون كشف عن ميدان التاريخ الحقيقي وطبيعته وهو فيلسوف مثل أوغست كونت وتوماس بكل وهربرت سبنسر وصل في علم الاجتماع إلى حدود لم يصل إليها كونت نفسه في النصف الأول من القرن التاسع عشر. وقال عنه تارد في كتابه (علم الاجتماع النظري): كانوا يظنون أن أول من قال بخضوع الحياة الاجتماعية لمبدأ الحتمية هو مونتسكيو أوفيكو في حين أن ابن خلدون وهو من رجال القرن الرابع عشر كان قد قال بذلك قبلهما بمدة طويلة. وقال عنه دي بور في كتابه (تاريخ الفلسفة في الإسلام): في مقدمة ابن خلدون كثير من الملاحظات النفسية والسياسية الدقيقة وهي في جملتها عمل عظيم مبتكر. إن ابن خلدون هو أول من حاول أن يربط بين تطور الاجتماع الإنساني وبين علله القريبة مع حسن الإدراك لمسائل البحث وتقريرها مؤيدة بالأدلة المقنعة وهو يرى أن للمدنية والعمران البشري قوانين ثابتة يسير عليها كل منهما في تطوره.
أما المستشرقة الروسية س.باتسييفا فقد رأت أنه لأول مرة في تاريخ العلم يتم طرح نظرية التطور التقدمي الحتمي للمجتمع من المرحلة الدنيا إلى المرحلة العليا عن طريق تطوير أشكال نشاط الناس الإنتاجي وفسَّر تطور أشكال الحياة بتطور الإنتاج. وكذلك رأى المستشرق الروسي بارتولد: حيث تعود المحاولة الأولى لوضع قوانين التطور التاريخي إلى ابن خلدون الذي وضع نصب عينيه هذا الهدف في القرن الرابع عشر قبل أن تظهر التجارب الأولى في اللغات الأوربية بوقت طويل.
أما المؤرخ الشهير ارنولد توينبي فقد عد أن مقدمة ابن خلدون أعظم عمل من نوعه خلقه أي عقل في أي زمان ومكان.
وأمام هذا الفيض من الآراء المختلفة والمتنوعة يجد علي الوردي صعوبة في فهم مقاصد ابن خلدون حيث يقول: ((أعترف أني لم أستطع أن أفهم مقاصد ابن خلدون إلاَّ بعد أن قرأت مقدمته عدة مرات قراءة إمعان واستقصاء. وفي كل مرة أقرأ المقدمة منها، أكتشف منها وجهاً جديداً من آراء ابن خلدون. ومن يدريني فلربما كنت حتى هذه الساعة بعيداً عن فهم ابن خلدون كما هو في حقيقة أمره))(5).
ما يهمنا في هذا البحث المكثف ليس الدخول في تفاصيل الفكر الخلدوني والمرتكز أساساً على الإجابة على السؤال التالي: لماذا انهارت الحضارة العربية الإسلامية بعد أن كانت قد بلغت من العظمة والمجد ما بلغت. إن الإجابة على هذا السؤال كما يرى د.محمد عابد الجابري(6). هي الإطار العام لتأملات ابن خلدون. إن ما يهمنا هو تسليط الضوء على ما قدمه ابن خلدون من أفكار ومفاهيم في مختلف المجالات تخديماً لبحثنا منطلقين في ذلك من الورقة التي قدمت إلى الندوة الخاصة بسوسيولوجيا البلدان النامية في جامعة كارل ماركس –لايبزغ- ألمانيا الديمقراطية-12/تموز/1984-د.محمد أحمد الزعبي (نشرتها مجلة المستقبل العربي):
-إن ابن خلدون قام لأول مرة في العصور الوسطى بمحاولة لتحويل التاريخ الأدبي إلى مادة علمية أي إلى فرع من الفلسفة.
-لأول مرة في تاريخ العلوم تصبح الحياة الاجتماعية للبشر قوة أساسية خلاّقة في المجتمع تحدد جميع الجوانب الأخرى من حياته ومن بينها الإيديولوجية ((المعاش ضروري طبيعي وتعلم العلم كمالي أو حاجي والطبيعي أقدم من الكمالي)).
-كان ابن خلدون أول اقتصادي معروف في الوقت الراهن كشف عن أسرار القيمة وأنه أول من اكتشف مضمون القيمة في العمل ((أعلم أن اختلاف الأجيال في أحوالهم إنما هو باختلاف نحلتهم من المعاش)) وهذا ما يجعله رائد المادية التاريخية.
-لقد حدَّد ابن خلدون مبدئياً، درجتين متفاوتتين للحاجات. حاجات ضرورية وحاجات كمالية فإذا أدت الأولى إلى تأسيس المجتمع فإنه بقدر إشباعها تنشأ الحاجة الثانية ((لأن الضروري أصل والكمالي فرع ناشئ عنه)). وانطلاقاً من هذا المنعطف الصارم لتطور الاحتياجات، يبدع ابن خلدون نظرية التطور التقدمي للمجتمع ((ولهذا نجد التمدن غاية للبدوي يجري عليها.... والحضري لا يتشوّف إلى أحوال البادية إلاَّ لضرورة تدعو إليها أو لتقصير عن أحوال أهل مدينته)).
-لأول مرة في تاريخ العلم يضع ابن خلدون نظرية التطور القانوني التقدمي للمجتمع من المرحلة السفلى إلى المرحلة العليا من خلال نوع النشاط الإنتاجي للناس.
-لأول مرة في تاريخ العلم يرفض ابن خلدون العقيدة التي بموجبها يتطور المجتمع نتيجة لضغط أية قوة خارجية عليه وحينما يبحث عن الباعث على التطور يرده إلى المجتمع ذاته (مرت فترة ليست بالقصيرة، كنا نرجع عدم تطور مجتمعاتنا إلى الاستعمار والإمبريالية إن كان ذلك صحيحاً في جلِّه لكنه ليس صحيحاً في كلِّه).
-ابن خلدون كعالم تجريبي حقيقي يصر على أن الإنسان لا يمكنه أن يعرف سوى العالم المادي الذي يدركه بأعضاء الحس فحسب، أما ما يتعلق بالعالم غير المادي فإنه ينتمي جميعه إلى نطاق الدين.
-لأول مرة في تاريخ الفكر البشري يقوم ابن خلدون بمحاولة ابتداع علم خاص بالمجتمع البشري وقوانينه الداخلية.
-ويرى د.عبد المجيد مزيان أن أهم الاكتشافات الخلدونية كانت شبه قوانين اقتصادية يمكن تلخيصها فيما يلي:
-إثبات موضوعية الحياة الاقتصادية.
-الإلحاح على أن الحياة الاقتصادية مربوطة بالأرض مع الإقرار أنه قد يحصل شبه استقلال عن الأرض في الحياة المدنية التي تعتمد كثيراً على اختراعات الإنسان.
*التأكيد على أن العمل الإنساني هو تقريباً كل المعاش.
*إثبات أن الحياة المعاشية تمتد آثارها إلى مختلف النشاطات والميادين المجتمعية الأخرى من سياسة وسلوك أخلاقي وتنظيمات.
*التأكيد على أن الصراع مستمر بين المجموعات التي يتباين ويتناقص معاشها(=الصراع الطبقي) أما النظرية الاجتماعية والتغير الاجتماعي عند ابن خلدون فيمكن إيجازها بالتالي:
*الإنسان مدني بالطبع، أي لابد له من الاجتماع الذي هو المدنية في اصطلاح الحكماء وهو معنى العمران.
*يحمل البشر بقايا من تكوينهم السابق هي العدوانية. إذن فلابد من وازع يحميهم من أنفسهم وله سلطة القهر. ولكن مسألة من سيكون الحاكم ومن سيكون المحكوم استلزمت ظهور العصبية ابتداء من صلة الرحم وانتهاء بالرابطة المعنوية. ومن واقع هيمنة عصبية قوية على بقية العصبيات الأخرى ضمن مجموعات جغرافية وأثنية ولغوية وثقافية محددة، ظهر الملك. وبما أن القوة عنصر لازم ولكنه غير كاف للملك كان لابد من رابطة إيديولوجية أعم من الروابط العصبية فكانت السياسة وكان الدين.
وتنطلق هذه العملية من البادية القاسية الفقيرة باتجاه المدينة حيث الرفه والغنى وهذا يعني أن غاية البدوي المدنية وغاية العصبية، الملك. وإن الحضارة تحفر قبرها بواسطة معولي الترف والظلم وهكذا تؤول الحضارة والدولة إلى الموت المحقق على يد عصبية جديدة ما تزال تحتفظ بعناصر شبابها. تتكرر هذه العملية كل حوالي مائة عام مرة لكنها تتكرر بأشكال مختلفة يحددها عبد الله العروي كالتالي:
-تطور التاريخ العام الذي يقود الاجتماع البشري من البداوة إلى الحضارة.
-تطور الحضارة التي تمر بخمسة أطوار هي: البدء-التعمير-العمران-الهرم-التجديد.
-تطور الدولة التي تمر بثلاثة أطوار هي: الشباب-الرجولة-الكهولة.
-تطور السلطة من الملك الطبيعي الذي هو من ضرورات الاستمرار للجنس البشري إلى السياسة العقلية ومنها إلى السياسة الشرعية. وهذه الأنماط السياسية موجودة في التاريخ الإنساني ولا تنفي الواحدة الأخرى (انظر المخطط الذي يجسد نظرية التغير الاجتماعي عند ابن خلدون في نهاية البحث المأخوذة من ورقة د.محمد أحمد الزعبي).
لقد عد ابن خلدون مرحلة الحضارة أعلى مراحل تطور الدولة وثقافتها ((فطور الدولة من أولها بداوة ثم إذا حصل الملك تبعه الرفه واتساع الأحوال والحضارة إنما هي تفنين في الترف وأحكام الصنائع)). و((الصنائع من توابع الحضارة، وتعلم العلم من جملة الصنائع التي تكثر في الأمصار الموفورة الحضارة)).
إن أهمية فكر ابن خلدون بهذا الصدد تتجلى ليس فيما يتعلق بمعالجته الدقيقة والصائبة لمفهوم الحضارة على أنها أعلى مراحل التقدم المادي والفكري فحسب وإنما أيضاً لتمييزه المفهوم المرتبط بهذا الموضوع الذي هو مثار جدل حتى أيامنا هذه ألا وهو مفهوم الثقافة(7).
إن الثقافة عند ابن خلدون هي الدراية الجيدة بكل ما يتعلق بمجال من المجالات فكراً وممارسة. ويشير مفهوم الثقافة لدى ابن خلدون إلى جانب التعليم والممارسة (الاكتساب) وإعمال الفكر والدراية، إلى الذوق وأساليب التعامل التي تزداد رقياً برقي الدولة وتهذيب الحضارة((إن طبيعة الملك تقتضي الدعة وإذا اتخذوا الدعة والراحة مألفاً وخلقاً صار لهم ذلك طبيعة وجبلة شأن العوائد كلها وإيلافها فترى أجيالهم الحادثة في غضارة العيش ومهاد الترف والدعة وينقلب خلق التوحش وينسون عوائد البداوة التي كان بها الملك من شدة البأس وتعود الافتراس وركوب البيداء وهداية القفر فلا يفرق بينهم وبين السوقة من الحضر إلا في الثقافة)). و((ينسون الحماية والمدافعة والمطالبة ويلبسون على الناس في الشارة والزي وركوب الخيل وحسن الثقافة)).
أما مسائل التربية والتعليم فيعدهما ابن خلدون ظاهرتين اجتماعيتين، تولدان في المجتمع وتتطوران بمقدار تطوره وتزدهران بازدهاره ((فالعلم والتعليم طبيعي في البشر)).
وتنطلق آراء ابن خلدون في التربية والتعليم من النقاط التالية(8):
*مراعاة مقدرة المتعلم العقلية.
*التدرج بالمتعلم من السهل إلى الصعب.
*لا يشتغل المتعلم إلا بعلم واحد حتى يتمكن منه ثم ينتقل إلى غيره.
*ألا تفصل مدة طويلة بين الدرس والدرس.
*الشدة على المتعلمين مضرّة ولاسيما على الصغار.
*العلم ملكة لا تتم بالحفظ بل بالفهم (على العكس مما هو قائم في نظامنا التعليمي القائم على مبدأ: التلقين من قبل المعلم والحفظ من قبل التلميذ. ومبدأ: بضاعتكم ردت إليكم من قبل التلميذ.
*أهمية التكرار في رسوخ العلم في عقل المتعلم.
*العلم يعتمد على الاستعداد الشخصي لقبول هذا العلم أو ذاك.
*العلم والتعليم عمل جماعي لهذا كان موجوداً في الحضر أكثر منه في البدو.
*التعليم بالمحاكاة والمباشرة لا ينقل المعارف والمذاهب إلى المتعلم فقط بل ينقل الأخلاق والفضائل أيضاً.
*من الأفضل أن يبدأ الأطفال علومهم بالحساب لأنه رياضة لعقولهم.
ولكن وبالاستناد إلى ما سبق من مفاهيم تربوية وتعليمية هل يمكن القول بوجود نظرية خاصة لابن خلدون في هذا المضمار؟..
يجيب د.محمد عابد الجابري ((الحقيقة –فيما نرى- أن ابن خلدون لم تكن له نظرية خاصة في هذا الموضوع، فهو في هذا الميدان، إما يصف طرق التعليم السائدة في عصره، واختلافها باختلاف العمران في الدول الإسلامية إلى عهده، رابطاً وصفة هذا؛ باختلاف أحوال العمران في طور البداوة عنها في طور الحضارة، وإما يتحدث بإيجاز، هنا وهناك عما يجب أن يكون عليه منهج التعليم. وفي هذا المجال نجده –في الغالب- ينقل عن أسلافه مفكري الإسلام خاصة منهم الغزالي والقاضي أبا بكر بن العربي، بل إنه ينقل عن أرسطو دون أن يذكر اسمه. على أن الذي حمل ابن خلدون على ذكر هذه الموضوعات وأمثالها في مقدمته، هو ما يقرره من أن ((التعليم والعلم من جملة الصنائع)) و((أن العلوم إنما تكثر حيث يكثر العمران وتعظم الحضارة... والسبب في ذلك هو أن تعليم العلم... من جملة الصنائع... وأن الصنائع إنما تكثر في الأمصار، وعلى نسبة عمرانها في الكثرة والقلة والحضارة والترف تكون نسبة الصنائع في الجودة والكثرة لأنه أمر زائد على المعاش....(9).
إذاً المسألة عنده، داخلة في نطاق ما يعرض للعمران بطبيعته من الأحوال كما يرى د.الجابري وذلك نتيجة دخول الدولة طور الحضارة والترف، ومن ثمَّ فهي ذات صلة وثيقة بنظريته العامة في العصبية والدولة، مثلها في ذلك مثل تطور اللغة وآدابها، وظهور الموشحات والزجل الشعبي.
هذه الرؤيا، على الرغم من أن ابن خلدون لم يتحرر نهائياً من أطر التفكير القديمة وقوالب الفكر السائدة وهي قوالب المنطق الأرسطي –كما يرى د.الجابري- إلاَّ أنه لا يمكن النظر إليها إلاَّ على أنها عمل رائد ضخم لم تحظ بالاهتمام العربي الكافي إلا في مطلع عصر النهضة (اليقظة العربية).
واهتم به البعض الآخر على خلفية كونه فقيهاً مالكياً، أشعرياً بالأساس وليس لكونه رائداً لعلم الاجتماع!...