سادساً: الأسئلة في مستوى التقويم :
المستوى الأخير من التصنيف هو التقويم ، وهو شأنه شأن التحليل والتركيب من العمليات العقلية العليا. وأسئلة التقويم ليس لها إجابة واحدة صحيحة وهي تتطلب من التلميذ أن يحكم على فكرة معينة أو حل لمشكلة معينة أو تقييم عمل فني ، وقد يستخدم الفرد في حكمه أو تقويمه للفكرة أو الشيء محكات موضوعية وقد يستخدم محكات شخصية أو ذاتية ، فمثلاً إذا كان السؤال :
أي حكام الدول الأموية أكثر كفاءة ؟ فإن الإجابة عليه قد تعتمد على محكات شخصية ، وقد تعتمد على محكات موضوعية. فإن كنت من المعجبين بالفتوحات ، واخترت حاكماً اتسم عصره بها ، أو كنت من أنصار التقدم العلمي والحضاري واخترت حاكماً اتسم عصره بهما، فإنك في كلتا الحالتين قد استخدمت محكات شخصية . أما إذا اخترت الحاكم الكفء على أساس مجموعة من المؤشرات التي تأخذ في الاعتبار جوانب متعددة ، فأن تقويمك في هذه الحالة يستند إلى محكات أكثر موضوعية . وفي كل الأحول ، فإنه لابد في الإجابة على أسئلة التقويم من استخدام بعض المحكات .
وأسئلة التقويم سهلة في صياغتها ووضعها كما أنها كثيراً ما تستخدم في المناقشات الصفية ، على أن فائدتها تكون قليلة في كثير من الأحيان نظراً لأن الطلاب يجهلون قواعد هذا المستوى من التفكير ، ولهذا فإن أسئلة التقويم ـ شأنها شأن أسئلة التحليل ـ تحتاج إلى إعداد خاص للتلاميذ حتى يستطيعون الاستفادة منها والإجابة عليها بشكل سليم .
وقد يشعر كثير من التلاميذ بأنهم ليس لديهم الكفاءة لكي يصدروا أحكاماً تقويمية .