center]السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.[/center]
اولا اقول لبعض اخوانى المعلمين والاساتذة ارفعوا من مستواكم فى الحوار ولا تتكلموا بهذا الاسلوب الساقط لانكم مربون وصانعوا رجال المستقبل. اتركوكم من هؤلاء اشباه الاباء ينبحون الذين لا يحبون المعلم ولا يقدرون تعب هذه الفئة التى قال فيها الشاعر " كاد المعلم ان يكون رسولا ". فليسالوا انفسهم من صنعهم لينتقدونا اليوم ؟
اما الكلام حول هذا المدير " الوحش " الذى خرج عن عقله حسب ما جاء فى الجريدة. فلا اعتقد ان رجل التربية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ان يقوم بهذا الفعل الشنيع وهذا التعدى على البراءة. ونحن كمعلمين ندينه ولا نشجع مثل هذه جريمته فى حق ابنائنا رغم ان الجريدة الموقرة لم تسمعنا راى الطرف الاخر كما تعمل العدالة ( الرجاء ان تنقل لنا راى الطرف الاخر قريبا ). واظن ان المدير بهذا التصرف الوحشى اما لم يكن فى وعيه اوربما اسمعه التلميذ كلاما قبيحا لا يليق به وهذا غير مستبعد لان الكثير من ابناء جيل اليوم غير مربين ولا يحترمون اباؤهم ناهيك عن معلميهم ومدرائهم ويتحمل الاباء مسؤولياتهم امام الله والمجتمع. واذا كان المدير قد قام بهذا الفعل فلعله بلغ من الكبر والتعب عتيا وقد تعدى 30 سنة من العمل الشاق وهى المدة الزمنية التى يفقد فيه المربى عقله ولا يتحكم فى اعصابه ونحن نتكلم من باب التجربة لان الوزارة تعمدت انصاف المعلم ورفضت التقاعد المطلوب فى حدود سن 25 سنة من التدريس ولا الادارة. ولعل هذا الاعتداء هذه المرة يدفع بها ان تفكر جليا فى هذا التقاعد الذى اصبح الشغل الشاغل للنقابات لاننا لسنا مثل بقية الموظفين الاخرين لا من حيث التعب ولا من حيث المسؤولية واننا نتعامل مع العقل ولا المادة. انظروا الى العدالة عند الاوربيين وكيف يقدرون مهنة التدريس وعيوبها. ان مثل هذا التصرف لا يعاقب عليه القانون عندهم لان المعلم فى نظرهم مسموح له بالخطا فى حدود المعقول وعندما يبلغ هذه المدة من العمل تمنح له بطاقة بيضاء carte blanche لتحميه فى مثل هذه الحالات امام العدالة رغم ان مجتمعهم يقدر التعليم والمعلم فى ان واحد. اما عندنا فالسيد وزير التربية هو من يحرض الاباء والتلاميذ وعلى المباشرة عبر شاشة التلفزيون ضد المعلمين والاساتذة ويامرهم بالانتقام عند الضرورة. كما انه ير يد من المعلم ان يبقى حلوبا دائما حتى بعد بلوغ سن الياس وهو مخطىء المسكين لا يعرف هذه المهنة حسب اعتقادى ولا لانه من يعرف مهنة اتدريس لا يعرف شيئا وهى مهنة شاقة متعبة مملة حقيرة فى بلد الاميين والجهلة وهى من اصعب المهن فى الوجود عند المثقفين واتحدى من يقول العكس " هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ". ان مثل هذا التصرف من الطبيب اولا وربما العدالة من بعد وكان عليهم ان يتوسطوا للخير ما دام الوالد تخلى عن حقه لان هذا يدفع بنا ان لا نحرص على التلميذ وان نقصر فى واجبنا ولا نحرص عليهم كما يلزم لاننا اصبحنا عرضة للشارع ولا احد يحترمنا رغم اننا نطمع فى الله سبحانه وتعالى ان ينصفنا وان يحمينا من الظلام. ان قطاع التربية منذ ان سنت فيه الوزارة قوانين منع الضرب الذى هو فى الحقيقة وسيلة للتربية كما امر الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن ضربا خفيفا ليس مبرحا كهذا واصبحت تطالب به الدول الكنقدمة لما فيها من خير بحيث اصبح المعلم اليوم مهان وبدون كرامة ويتعدى عليه كل واحد فى هذا المجتمع النكار الحقود فمن الاب الى الابن الى غيرهم دون ان نجد من يحميه. تصوروا اخوانى لو كانت الضحية المدير هل الصحافة تناول الموضوع بهذه الهجمة الشرسة وتهتم به لهذه الدرجة ويكون رد فعل الاباء هكذا ؟ كلا ثم كلا. كم من معلم واستاذ اعتدى عليهما من طرف التلاميذ وحتى من طرف الاولياء حتى داخل حرم المدرسة ( ولعل الحدث الذى وقع الاسبوع الماضى فى احدى مؤسساتنا عندما اشبع التلميذ ضربا استاذته لخير دليل على ما اقول ( ولم يجدوا من يحميهم لا من الوزارة الوصية ولا من المدير ولا حتى من زملائهم. اننا بهذه التصرف والنظرة الحثيرة للمربى نكون قد شجعنا ابناءنا على الخروج من الطاعة وهذا ما يجعل جيل اليوم يفتقر الى كل شىء بدءا بالتربية التى هى اساس التعلم مرورا باحترام الاباء الذين وصى عليهم الله ورسوله وصولا الى ارتكاب الجرائم التى لا يغفرها الله. اننا من هذا المنبر نقول لا ثم لا لمثل هذا التصرف ولا نقبل به فى مدارسنا ولكن ايضا لا نقبل بالاهانة والتعدى علينا كما اننا لا نقبل ان نسمع كلاما غليظا فى زميلنا من طرف الحقودين على المربين فهذا ما لا نطيقه ويدفعنا للاتحاد والوقوف صفا واحدا مع زميلنا "ظالما او مظلوما ". اننا نسمع يوميا كم من الاعتداءات ترتكب على ابناء الشعب فى الادارة وغيرها من القطاعات الاخرى وفى بعض الاحيان حتى التعدى على الشرف ولكن الكثير من هؤلاء الاولياء الببغوات لا يفتحون افوههم كان الشىء لم يكن. ولكن اذا صدر من المعلم والاستاذ اى فعل فويحهم فالدنيا تنقلب كلها ضدهم ولا يجدون الحماية من احد ولا من يقف بجنبهم للاستماع لهم او لمؤازرتهم. وعلى هذا فان التربية فى بلادنا منعدمة وبدون قيمة وقد ضاعت مند ان سنت قوانين تحمى التلميذ ولا تحمى المربى معه. ولا ننتظر من هذا الجيل العاق لوالديه الا ارتكاب المعاصى والجرائم وحتى التعدى على الوالدين وهذا ما نسمع به هنا وهناك وهى من علامات الساعة. فلنتقى الله اخوانى فى رجل التربية المسكين لانه منكم واذا قدر الله عليه مثل هذا الفعل فارحموه يرحمكم الله وليعلم الاباء والامهات انه انسان يخطىء و يصيب ولا داعى لجعل من الحبة قبة كما يقال. واليوم وبعد ان اصبح المربى فى هذه الوضعية التى لايحسد عليها فاننى لا اشجع احدا للمغامرة والدخول الى هذا القطاع المجحف الخطير الذى يحقر ابناؤه وهذا بدءا بابنائى ان لا يمتهنوا التدريس حتى وان بقوا دهرا بدون عمل وافضل ان يبقوا بطالين " حيطيست " على ان يكونوا معلمين واساتذة لابناء مجتمع حقود علي رجال التربية من طرف الكل وعلى راسهم الوزير واولياء التلاميذ. فى الاخير اننا ندعوا لزميلنا بان يسهل الله عليه العقوبة وللتلميذ الشفاء العاجل ولكل حقود على المربين الرجوع الى الله واحترام من علموهم بالامس وهم نفس الطينة التى علمتهم تعلم ابناءهم اليوم حتى كيف يدخلون للمراحض. اللهم اجعلنا ننهى ما تبقى من عمرنا فى الخير والعمل الصالح وان يحمينا من الظالمين فيما تبقى لنا من ايام قبل التقاعد بعد ان بلغنا من الاقدمية ما يدفعنا اليها ( 31 سنة مع التلاميذ بركات وليست بالهينة ) بعيدا عن مثل هذه التصرفات. اللهم اجعل عاقبتنا خير واختم بالباقيات الصالحات اعمالنا. امين والحمد لله رب العالمين.