منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - دعوة للحوار (بين السلفية و الاشعرية)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-04-30, 16:14   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

اقتباس:
أليست كلمات عربية بلغة فصحى

و قد شرحتها من قبل

لا شك أنها كلمات عربية فصيحة لكن رغم ذلك تبقى ألفاظ محدثة لن ينعقد عليها ولاء ولا براء ولا إنكار إلا إذا قصد بها صاحبها معنى مخالف للمعنى الذي جاء في الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
فقد يراد بالعلو الحسي المماثلة والمشابهة لعلو المخلوقات.
وقد يراد به معاني تدخل في الكيفية كالمسافة والمماسة وما إلى ذلك.
وقد يراد بها إثبات الفوقية والعلو ((للذات)) لله تعالى دون تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل .
فإن أريد بها المعنى الأول فهذا منفي تماما.
وإن أريد به المعنى الثاني فهذا مجهول ومفوض لأنه دخول في كيفية الإستواء والعلو.
وإن أريد به المعنى الثالث فهو حق جاء في الكتاب والسنة.
اقتباس:
أين رأيتني نفيت العلو. أنا نفيت الجهة و الفوقية الحسية المكانية التي تقول بها
أنت استدللت بذاك الحديث في معرض ردك علي حين أثبت لك الفوقية مع أنني لم أقل لا مكانية ولا حسية بل منهجي في هذه الألفاظ المحدثة هو الإستفصال.

اقتباس:
فوقية مطلقة أي الله فوق الزمان و المكان و لا يحده زمان و لا مكان

كلامنا عن فوقية الذات وأن الله في السماء...هل تقول بذلك أخي الفاضل؟.



اقتباس:
و لا علاقة له بقول السلفيين
في الفوقية الحسية المكانية

السلفيين بحمد الله إسم على مسمى فهم على نهج السلف وإلا لما صح تسميتهم سلفيين فالألفاظ قوالب المعاني كما لا يخفاك.
وهم لا يقولون بمكان لا إثباتا ولا نفيا إنما يستفصلون فيه فإن قصدتم بالمكان ما يكون فوق العرش وفوق العالم فإن الله فوق العالم وفوق العرش سواء سميتموه أنتم مكان أو إسم آخر .
وإن قصدتم بالمكان أي المكان المخلوق فهذا لا يقول به السلفين بحمد الله.
اقتباس:
و قال إمام المفسرين ابن جرير الطبري في "جامع البيان"

عن آية البقرة ( ثم استوى إلى السماء):

{ الاستواء فـي كلام العرب منصرف علـى وجوه: منها انتهاء شبـاب الرجل وقوّته, فـيقال إذا صار كذلك: قد استوى الرجل, ومنها استقامة ما كان فـيه أَوَدٌ من الأمور والأسبـاب, يقال منه: استوى لفلان أمره: إذا استقام له بعد أوَد. ومنه قول الطرماح بن حكيـم:
طالَ علـى رَسْمٍ مَهْدَدٍ أبَدُا وعَفـا واسْتَوَى بِهِ بَلَدُهْ
يعنـي: استقام به.
ومنها الإقبـال علـى الشيء بـالفعل, كما يقال: استوى فلان علـى فلان بـما يكرهه ويسوءه بعد الإحسان إلـيه. ومنها الاحتـياز والاستـيلاء كقولهم: استوى فلان علـى الـمـملكة, بـمعنى احتوى علـيها وحازها. ومنها العلوّ والارتفـاع, كقول القائل: استوى فلان علـى سريره, يعنـي به علوّه علـيه.

كل هذا الذي نقلته خارج عن محل البحث لأننا نبحث عن معنى (استوى على العرش)) .
اقتباس:
وأولـى الـمعانـي بقول الله جل ثناؤه: "ثُمّ اسْتَوَى إلـى السماءِ فَسَوّاهُن": علا علـيهنّ وارتفع فدبرهن بقدرته وخـلقهنّ سبع سموات.

فانظر كيف فسر الإستواء إلى السماء بالعلو والإرتفاع.
وفسر قوله تعالى((فسواهن)) بالتدبير والخلق.

اقتباس:
و قال في تفسير آية البقرة:

{ وأما تأويل قوله:"وهو العلي" فإنه يعني: و الله العلي.
و"العلي"هو"الفعيل" من قولك:"علا يعلو علوا"، إذا ارتفع،"فهو عال وعليّ".
و"العلي" ذو العلو والارتفاع على خلقه بقدرته..}اهـ

لا خلاف في هذا بارك الله فيك فكلنا نثبت العلو المطلق لله تعالى ((علو القدر وعلو الرتبة وعلو الذات)) وخلافنا يكمن في الأخير((علو الذات)).
وقد قال به الطبري في أكثر من موضع:
1 في تفسير قوله تعالى ( وهو معكم أينما كنتم ) يقول : وهو شاهد لكم‎ ‎أيها الناس أينما كنتم يعلمكم ‏ويعلم أعمالكم ومتقلبكم ومثواكم ,
وهو‎ ‎على عرشه فوق سماواته السبع‎ . ( ‎تفسير الطبري 27 / 216‏‎
2-قال الطبري رحمه الله((يقول تعالى ذكره ‏‎:‎‏
تصعد الملائكة والروح وهو ‏جبريل عليه السلام-إليه يعني ‏‎:‎‏ إلى الله جلا وعز ,والهاء في قوله(إليه) عائدة ‏على إسم الله))جامع البيان(م14/ج39/ص78).‏

وهنا كذلك يقصد الطبري بالعلو أي علو الذات وليس علو الرتبة والقدر-الذي نحن متفقان عليه-.
قال الإمام أبو بكر محمد بن الحسن الحضرمي القيرواني (489 هـ) في رسالته التي سماها "رسالة الإيماء إلى مسألة الاستواء" لما ذكر اختلاف المتأخرين في الاستواء: (قول الطبري –يعني أبا جعفر صاحب التفسير الكبير-، ومحمد بن أبي زيد، والقاضي عبد الوهاب، وجماعة من شيوخ الحديث والفقه، وهو ظاهر بعض كتب القاضي أبي بكر، وأبي الحسن –يعني الأشعري- وحكاه عنه أعني القاضي عبد الوهاب نصاً، وهو أنه سبحانه مستو على العرش بذاته، وأطلقوا في بعض الأماكن فوق العرش) اهـ نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في نقض التأسيس (ص105)، والذهبي في العلو (ص261)، وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص190).







اقتباس:
اقتباس:
كلامنا عن الفوقية الحسية المكانية بالتحديد. فقولك ما دخل الفوقية الحسية المكانية في المكان و البعد. أمر محير حقا

لكنني لم أسألك لا عن حسية ولا عن معنوية ولا عن مكان ولا عن بعد ولا.........
فلماذا تدخل هذه الألفاظ المبتدعة عند كل سؤال؟.
اقتباس:
أنت تلف و تدور حول الألفاظ دون المعاني للأسف و هذا لن يوصلك إلى شيء، و هذه الجملة التي تعيد كتابتها في كل ردودك. كيف تظن أنه تناقض
و قد شرحت معنى ( لا خارج ) من قبل، الذي يقولون بها و أنهم يقصدون المسافة و ليس الحلول

لكن الذين قالو((لا خارج)) قالوها في معرض كلامهl عن البيونة والحلول فدل هذا أنه يقصدون بها أنه ليس بحال في خلقه ولا بائن عنهم ويدل على ذلك أيضا قولهم بعدها هذه المقولة مايلي(((لا متصل ولا منفصل)).
فهم يقصدون بلفظ((لا خارج) أي أن ليس منفصل عن خلقه.
كما يقصدون بلفظ(لا داخل)) أي ليس متصل بهم.

وبالتالي قولك(خارج)) يناقض قولكم(لا خارج)) في اللفظ والمعنى معا وليس في اللفظ فقط.
قال الإمام الذهبي ( 748 هـ ) فقد قال (مقالة السلف وأئمة السنة بل الصحابة والله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين : وأن الله فوق سماواته ... , ومقالة الجهمية الأولى أنه في جميع الأمكنة , ومقالة متأخري المتكلمين من المعتزلة والماتريدية و الأشعرية أن الله تعالى ليس في السماء ولا على العرش ولا على السماوات ولا في الأرض ولا داخل العالم ولا خارج العالم ولا هو بائن عن خلقه ولا هو متصل بهم
... , قال لهم أهل السنة والأثر : فإن هذا السلوب نعوت المعدوم تعالى الله جل جلاله عن العدم , بل هو متميز هن خلقه موصوف بما وصف به نفسه في أنه فوق العرش بلا كيف ).

أقول : أرجو أن يتدبر كلام هذا الإمام فقد ذكر في مسألة علو الله ثلاثة مذاهب :
الأول : مذهب أهل السنة والجمعة أصحاب الحديث : وهو أن الله فوق العالم بائن من خلقه عال على العرش وأن هذا هو قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وجميع المؤمنين .
الثاني : قول أصحاب جهم بن صفوان وهو أن الله تعالى في كل مكان , وهو قول الحلولية الصوفية أيضاً .
الثالث : قول المعطلة كالمعتزلة والماتريدية والأشعرية وهو : أن الله تعالى لا فوق العالم ولا تحته ولا داخل العالم ولا خارجه ولا متصل بالعالم ولا مفصل عنه وهو قول الفلاسفة أمثال ابن سينا والفارابي والطوسي وغيرهم من الملاحدة والزنادقة .
فقولكم إن الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق العالم ولا تحته ولا متصل بالعالم ولا منفصل عنه بعينه قول هؤلاء الفلاسفة ومن سائرهم من المعتزلة والأشعرية والماتريدية .
اقتباس:
ظن المكان قد تكلمنا عنه و قد اعترفت أن الله خالق المكان و أنه موجود بلا مكان و قد قلت من قبل الله ليس في مكان. هل تريد الرجو ع على أقوالك ؟
أما الجهة فهذا ما نحن نتكلم عنه في المشاركات الأخيرة و أظنك بدأت تميل لنفيها.
و بقت مسألة الحد.

و على كل حال سأعيد تلخيص ما قلت و توضيح هذه النقاط.
لم تجب عن سؤالي بعد:
هذه الألفاظ(مكان-حد-جهة-حيز-جسم-مسافة-......))ة محدثة لم تثبت لا في كتاب ولا في سنة ولم يقل بها أحد من السلف لا نفيا ولا إثباتا.
فما هو الموقف الصحيح منها عندك؟.
هل نثبتها نفيا مطلقا(مع أن النصوص الشرعية لم تثبتها))؟
أم ننفيها نفيا مطلقا((مع أن النصوص الشرعية لم تنفيها))؟
أم نستفصل فيها ؟

اقتباس:
صفات الله ليس كمثلها شيء. فقولك فوقية حسية مكانية ماذا ينقص سوى أن تجعلوا الله سبحانه و تعالى مدرك بالحواس.

كما قال
اقتباس:
العلامة ابن الجوزي في كتابه دفع شبهة التشبيه

"
وقالوا يجوز أن يمس و يمس ويدنى العبد من ذاته ، وقال بعضهم ويتنفس ،ثم أنهم يرضون العوام بقولهم لا كما يعقل.

"
1-لم تجب على سؤالي:
ماذا تقصد بالحس؟

هل تقصد أن الله لم يستوي على عرشه وأن الله ليس في السماء كما أثبت لنفسه وأنه لا ينزل ولا يأتي ولا يتكلم .
2-قال تعالى((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) ففي الآية تنزيه وإثبات وليس تنزيه فقط فالذي يتمسك بشطر الآية الأول يعتبر معطل والذي يتسمك بالشطر الثاني دون الأول يعتبر مشبه والذي يتمسك بالآية كاملة يعتبر سني سلفي فاختر لنفسك مذهبا.
اقتباس:
القرطبي يتكلم عن السلف و ليس السلفية .
السلفية إسم على مسمى وهي مذهب السلف فالألفاظ قوالب المعاني.

اقتباس:
و السلف كانوا يقلون ما قال الله عز وجل و لم يقل أحد فيهم بالفوقية الحسية المكانية و لا باقي الخزعبلات التي يقول بها اليوم أدعياء السلفية.

هذه الخزعبلات من اختراعاتكم لنفي ما أثبته الكتاب والسنة.
فأنتم لا تفهمون من علو الله وفوقيته الذاتية إلا المكان والجهة وغيرها من الخزعبلات.
ولا تفهمون من النزول إلا الحركة والإنتقال.

اقتباس:
و هناك فرق بين المعنى الظاهر و ظاهر اللفظ

أحسنت وكلامنا عن المعنى الظاهر الذي دل عليه سياق الكلام وليس عن اللفظ الظاهر.
اقتباس:
اقتباس:
كلامي كان واضح جدا . و بالنسبة لي مثلا قول الله تعالى " كل شي هالك الا وجهه " و آيات غيرها
و ما تفسرونها بها هو تأويل و أنت سمه ما شأت




أهل السنة السلفيون بحمد الله أصلهم ثابت لا يتزعزع على إطلاق يبتون الصفات لا ظاهرها بدون تحريف ولا تمثيل وظاهرها مادل عليه سياق الكلام.
إن العرب في لغتها تعبر بالوجه عن الذات ، فتجد العربي يقول : ( أنا قاصد وجهك ) ويعني : أنا قاصدك أنت . [ذكر هذا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في شرح القواعد المثلى _الشرح الثاني،أشرطة_ ]
وكذلك : إن الوجه يُطلق ويراد به الوجه والذات معاً . [ تقييد الشوارد للراجحي ص77]قلت : وهذا يظهر لك في قوله تعالى : {فول وجهك شطر المسجد الحرام ... } فالمقصود : أن يولي وجهه مع ذاته جميعاً .

اقتباس:
هذا الكلام فيه نسبة من الصح و أمور أخرى فيها لبس.
و على كل حال هذا الكلام يثبت أن جهة الفوق إنما هي أشرف الجهات و ليست الجهة الحسية الحقيقية أو من يسميها الفوقية الحسية المكانية. فالجهات الحقيقية الحسية تصل إلى العرش و تنتهي عنده و الله لا تحويه الجهات الست و ليس الله بجسم مصور بل هو الخالق البارئ المصور.



قال الله تعالى:" قل الله خالق كل شيء" , وقال تعالى:" وخلق كل شيء " ...

و قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم " كان الله و لم يكن شيء غيره "

فالله هو خالق كل شيء بما في ذلك الزمان و المكان و كما يقال كان الله و لا زمان و لا مكان وهو على ما كان.
و قال الله تعالى " ليس كمثله شي وهو السميع البصير "

فالله لا كالهواء و لا كالنور و لا كالأرواح..و........ و لا جسم مصور
و كما قال الأئمة " مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك "

فالله عز و جل هو خالق المكان و الجهات الست فكيف يكون في جهة منها و قد ثبت بالعقل و النقل أن الله كان قبلها بلا مكان.
فهذا القول وحده يكفي لنفي من قال بالجهة الحقيقية و الفوقية الحسية المكانية. لأن الجهة الحقيقية فوق هي ضمن هذه الجهات الست المخلوقة.
و القائل بعد أن خلق الله الخلق كان هو في الفوق و جعل الخلق في السفل. أيضا كلام متناقض و لا يعقل.
لأن قائل هذا فكأنما يقول أن الله و الخلق مشتركان في مكان واحد مقسوم بينهما و إنما سمى واحد بلا مكان أو فوق العالم و سمى الثاني مكان. و هذا خطأ
الله كان موجود بلا مكان و بلا الجهات الست كان الله وحده و لا شيء غيره
فلما خلق الله المكان . فالمكان محصور في الجهات الست محاط بالعرش أما الله فهو على ما كان لا يحد و هو ليس في هذه الجهات أصلا..
لأن جعل الله في جهة الفوق بالنسبة للعالم فقد أدخل الله في هذه الجهات الست ( أو الأبعاد الثلاث) و الله خالقها و هو غني عنها. فالله ليس في هذه الجهات (الأبعاد الثلاث).
و كيف يمكن أن يشار إلى الله ( بغض النظر أنه ليس جسم ) إشارة على الحقيقة و الله ليس في جهة من الجهات الست.
إلا أن تكون إشارة رمزية للإثبات كما قلت. أما على الحقيقة الحسية فلا يعقل.

فالفوقية الحسية المكانية هي كالسلم كلما علوت درجة فأنت أقرب إلى الفوق و أعلى مكان هو في نفس الجهة مع السفلى.




و لله المثل الأعلى سبحانه و تعالى و لا يمكن للعقل البشري أن يتصور شيء إلا في حدود الجهات الست. و الله ليس كمثله شيء و كما قيل " مهما تصورت فالله خلاف ذلك "
و الله ليس جسم مصور.


قال العلامة حجة الإسلام أبو جعفر الوراق الطحاوي بمصر رحمه الله ‏:‏ هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة ، على مذهب فقهاء الملة ‏:‏ أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي ، وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري ، وأبي عبدالله محمد بن الحسن الشيباني رضوان الله عليهم أجمعين ؛ وما يعتقدون من أصول الدين ، ويدينون به رب العالمين‏.‏ *

" ..... فإن ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية ، منعوت بنعوت الفردانية ، ليس في معناه أحد من البرية ‏.‏ وتعالى عن الحدود والغايات ، والأركان والأعضاء والأدوات ، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات "

هذه عقيدة الأئمة الأربعة أبى حنيفة النعمان و أبى يوسف الأنصاري و كلاهما عاصر الإمام مالك و أبى عبد الله محمد بن الحسن الشيباني صاحب الأمام الشافعي و أحمد ابن حنبل أخذ العلم عن الشافعي رحمهم الله

نقل الإمام أبو الفضل التميمي الحنبلي في كتاب " اعتقاد الإمام أحمد " عن الإمام أحمد أنه قال : "والله تعالى لا يلحقه تغير ولا تبدل ولا تلحقه الحدود قبل خلق العرش ولا بعد خلق العرش ".

كلهم ينزهون الله عن الحدود و الغايات. فالله لا تحويه الجهات الست ( لا فوق و لا تحت و لا يمين و لا شمال و لا خلف و لا أمام )
فالله سبحانه و تعالى أعلى من الزمان و المكان و لا يحده زمان و لا مكان و لا يعجزه لا زمان و لا مكان.
( افهم الله أعلى من المكان بنفس معنى أن الله أعلى من الزمان)

و حتى لو قلت أنها كلمات لم تأتي لا في الكتاب و لا في السنة فإنها ألفاظ قالها الأئمة الأربعة المشهود لهم بالعلم و الفقه و الصلاح. وهم أئمة أهل السنة و الجماعة بلا خلاف. فهؤلاء الأئمة ما كانوا ليقولوا ما قالوا لو لم يتبين لهم أن معانيها من الكتاب و السنة.

و في الختام أقول فوقية الله في الكتاب و السنة ليست فوقية حسية مكانية

بل فوقية ليس كمثلها شيء أو ليس كفوقية شيء


سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

كلامنا ليس عن جهة ومكان وغيرها من الألفاظ المبتدعة بل عن الفوقية وعن علو الله تعالى.
أما جهة ومكان فهي ألفاظ محدثة يجب الإستفصل في معناها قبل أن نحكم على صحتها.
الجهة ‏‎:‎
: قد يراد ب ( الجهة ) شيء موجود غير الله فيكون ‏مخلوقا كما إذا أريد ب ( الجهة ) نفس العرش أو نفس السماوات وقد يراد به ما ليس بموجود غير الله تعالى كما ‏إذا أريد بالجهة ما فوق العالم . ومعلوم أنه ليس في النص إثبات لفظ الجهة ولا نفيه كما فيه إثبات العلو والاستواء ‏والوفوقية والعروج إليه ونحو ذلك وقد علم أن ما ثم موجود إلا الخالق والمخلوق والخالق سبحانه وتعالى مباين ‏للمخلوق ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته فيقال لمن نفى : أتريد بالجهة أنها شيء ‏موجود مخلوق ؟ فالله ليس داخلا في المخلوقات أم تريد بالجهة ما وراء العالم فلا ريب أن الله فوق العالم . وكذلك ‏يقال لمن قال : الله في جهة . أتريد بذلك أن الله فوق العالم أو تريد به أن الله داخل في شيء من المخلوقات ؟ فإن ‏أردت الأول فهو حق وإن أردت الثاني فهو باطل ).‏
المكان:
المكان ‎:‎

إما أن يراد بالمكان أمر وجودي وهو الذي يتبادر لأذهان جماهير الناس اليوم ويتوهمون أنه المراد بإثباتنا لله تعالى ‏صفة العلو .
فالجواب : أن الله تعالى منزه عن أن يكون في مكان بهذا الاعتبار فهو تعالى لا تحوزه المخلوقات إذ ‏هو أعظم وأكبر بل قد وسع كرسيه السموات والأرض وقد قال تعالى : { وما قدر الله حق قدره والأرض جميعا ‏قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه } وثبت في ( الصحيحين ) وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏أنه قال : يقبض الله بالأرض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول : أنا الملك أين ملوك الأرض ؟ )‏
وأما أن يراد بالمكان أمر عدمي وهو ما وراء العالم من العلو فالله تعالى فوق العالم وليس في مكان بالمعنى ‏الوجودي كما كان قبل أن يخلق المخلوقات.


الحد:
وكذلك يقال في الحد ‏
فتقول:ما المراد من قولكم ( الحد ) , و ( المحدود ) ؟ ‏

فإن كنتم تعنون أن المراد من الحد والمحدود : أن يكون الله تعالى محبوساً ‏محاطاً , فهذا منفي ‏عن الله تعالى بلاريب ولكن لا يلزم من قولنا ( إن الله ‏فوق العالم بائن عنه ) أن الله محدود ‏محبوس محاط .‏
فإن الله تعالى وهو المدبر وهو الرب الخالق للخلق والكون , على هذا ‏المعنى يحمل قول من ‏نفي ( الحد ) عن الله تعالى من بعض السلف .‏
وإن كنتم تعنون بالحد والمحدود : أن الله تعالى متميز عن الخلق بائن عنه ‏‏.‏
فالحد بهذا المعنى صحيح , ولا يلزم عن هذا المعنى أي محذور , لأن الله ‏فوق العالم عال على ‏العرش , وعلى هذا المعنى يحمل قول من أثبت الحد ‏لله تعالى من بعض السلف كعبدالله بن ‏المبارك والدارمي , وهو رواية عن ‏الإمام أحمد
.









رد مع اقتباس