إن مشكلة مفتشي التربية تكمن في ضعفهم و عدم فهمهم لعمل المربي لأنهم جاؤوا إلى التفتيش بالخطأ الذي كان في البداية فلو أن المسابقات و الترقيات مبنية على أساس الكفاءة العلمية و المهنية لكان لنا مفتشون يكونوننا و يساعدوننا على هموم المهنة لكن ضعفهم جعلهم لا يرون إلا بأعينهم و يحكمون على عمل سنة في ساعة ولا يتساءلون حتى عمن أوصل هؤلاء التلاميذ إلى هذا المستوى الدراسي.
و كما تعرفون يحتاج هؤلاء المفتشون ـ ليس كلهم و لكن أغلبهم ـ إلى إثبات الوجود ليس عن طريق الإقناع العلمي و التربوي و المنهجي و لكن عن طريق تصيد الأخطاء و الهفوات و كأنهم لا يخطئون أبدا فوالله لو أعطيتهم نفس الدرس الذي انتقدوك فيه و أعطيتهم الفرصة لتحضيره لاتخذت عليهم عدة ملاحظات فهذا هو العمل الجاد لا يكون كاملا دائما لكن علينا أن نقيم عمل المعلم عن طريق التلاميذ ومستواهم وليس عن طريق درس واحد.