[م.عبد الوهاب]

بار ك الله فيك اخي

إلاّ أن العلماء في هذا المجال اختلفوا و في اختلافهم رحمة ، و بفضل هذه الرحمة الربّانية فإن البحوث مازالت و العلماء يكدّون و يجتهدون لبلوغ الحقّ

فمن العلماء من يقول ان الخليفة المقصودة في الاية الكريمة (( ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)) البقرة الآية 30 ))

هي أن آدم خليفة لبشر قبله و ليس لعالم من الجنْ أو البنْ أو الحنْ و جاءت هذه التسيمات كلها متشابهة لعدة عوالم و ظهرت قيّامته كما كانت بدايته لكنّ عقولهم ليست كعقول الانسان الحالي و عليه قال تعالى (( إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ))
و كان الانسان الاول يمشي من غير ملابس ، كما أراد الشيطان هذا لأبوينا آدم و حواء حين أنكشفتا سوءاتهما و بالتالي كذلك كان الانسان الاول جاهل غير عاقل لا يستطيع حتّى كيف يصنع لنسفه شيء يطيل بقاءه فوق الارض و على هذا كان فناءه في ظرف قصير جدا قدّره العلماء بحوالي 10 إلى 20 قرن و هو كما أوضحته بعض الدراسات في إيجاد هياكل عضمية لإنسان يشبه الى حدّ كبير الانسان الحالي و هذا بالصورة و الدليل و هذا ما لم يقف عنده ابن كثير و العماء و الفقهاء و المفسرين القدامى .

و بالتالي يا اخي الفاضل العلم في تزايد و البحث لن ينقطع حتّى يظهر الخيط الابيض من الاسود و لن تفنى الفانية حتّى يبلغ العلم ذروته المنشودة ثم يبدأ في التراجع كما سيتقلص الكون ليعود الصفر كما بدأ من الصفر فالكون صفر ناطق و الله كاتبه


و بعض العلماء قالوا ما أسردت من قصة أعلاه أخي أو كما اتيتنا من سرد لها و هو بعيدا عن الصواب و عن فهم العقلاء قدر ما هو قريب منه الى البعض


و ليكن في علمك اخي و علم الجميع أنه في الثمانينات و السبعينيات حين كنّا نعاني نقصا فادحا في العلم و طلبه و السبيل اليه أنّ العلماء كانوا يقولون ان آدم هو خليفة الله في الارض في تفسير الاية الكريمة أعلاه و هذا خطأ وقع فيه الكثير حتّى بدأت تضح الامور و تصحح المفاهيم و الحمد لله على كل الاحوال إنما كما قلت الاختلاف رحمة و هي البحث للمعرفة فلا ملل و لا كلّ لقاء معرفة النور من الظلام .


و هذا الموضوع أخي حمزة هو ما سيتوه العالم بأسره في البحث عن اسراره للقرن الاتي و هو القرن الثاني و العشرون و ما فوق و كما تعرف أن الانسان هذا هو طبعه و هو عناده و طلبه المستميت و تضحيته لقاء أن يعرف فقط و هو ما سيتوصل اليه و لن يهنأ له البال و لن يكفّ حتى يعرف السر الذي لأجله غابت تلك الطائرات و تلك البواخر و البارجات في مثلث الشيطان كما يسميه المسلمون

و بالتالي ستنكشف الخيوط سواء كان في هذا القرن أو القرن القادم أو ما يليه من قرون و الله المستعان


إن كلمة خليفة لها اربع أو خمس تفسيرات كلّ تفسير يقول مفهوم أقرب الى العقل تصديقه و الاخذ به لكن لا ننسى أن ابن كثير فنّد و قال الكثير و هذا اقرب الى الصواب برغم تطور العلم و ان بعض العلماء يقولون عكس ما يقول ابن كثير و هم علماء معاصرين

بارك الله فيك