السلام عليكم
قلنا أن المراهقة مرحلة لا بد لأي كان المرور بها و مواجهة تحدياتها و الطيش الذي يميز التصرفات فيها و هذه حقيقة لا مرد لها , و لكن هل يعقل أن تمارس هذه المرحلة بعد الأربعين و الخمسين و الستين و السبعين و الثمانين و على طول العمر؟ ...
هو سؤال يعجز كل لبيب و كل فاهم و كل عاقل , أدرك مقومات مجتمعاتنا بالخصوص ثم أدرك ما علم من الحياء و العفة و الحشمة فيها فكان كل هذا بالواقع صادما له , ثم المشكل ليس في المراهقات أو المتزوجات بل المشكل في التفكير لديهم و العقيدة التي تبنوها لتسيير حياتهم , و هم يرون في تحرر المرأة جوادا يمتطونه لتحقيق رغبات فكرهم المنحرف ذاك , و ما سهل هذا الفكر هو قصور الدور الديني و محاولات البعض بإملاء خارجي تحييد الدور الديني من حياة الفرد و بالتالي المجتمع و لكم أن تدركوا ذلك ببعض المطابقات مع الواقع القريب منكم و الأمثلة كثيرة و متعددة الأشكال ...
ثم إن ذلك لا يقتصر على الفراغ العاطفي و هو ليس سببا واقعيا في إطلاق العنان للعاطفة دون التقيد بضوابط تحد من جموح الشهوات و غيرها من المفسدات للفرد أولا ثم الهادمة للمجتمع ثانيا ... قد تساءلت في ردي السابق بقولي في المراهقة و عرفنا أنها مرحلة جموح للعاطفة و غيرها فما هو سبب انحلال كل القيود لها و فيها في أعمار متقدمة مصقولة بالتجارب و الخبرات و العقل فيها متوفر , و هنا الحجج و البراهين على من يفعل ذلك مضاعفة و مغلظة لأنه جمع مع الإدراك و العقل التجربة و الخبرة ثم كل ذلك في إطار القيم الدينية و أعراف المجتمع , فكان التغليظ أشد وطئا و أكبر حجية ... بارك الله فيكم و نسأل الله أن يبصرنا بعيوبنا و يعيننا على إصلاح ما فسد منها اللهم آمين آمين و السلام عليكم.