القدس قضيتنا في الوقت الذي تدعو فيه الحكومات العربية الانهزامية لعقد قمة مستعجلة لمناقشة المستجدات على الساحة الفلسطينية للخروج بقرارات الاستنكار والشجب والتنديد بما يقوم به جيش اليهود المحتل الغاشم من انتهاكات صارخة لقرارات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، في الوقت نفسه الذي يدك فيه هذا الجيش أبناء المسلمين في فلسطين الحبيبة ليقتل منهم العشرات بل والمئات ويدمر ما شاء من ممتلكات المسلمين هناك غير آبه بما ينعق به الحكام العرب وما يتشدقون به في خطبهم وهتافاتهم ذلك أنهم ممن رضعوا حب اليهود وخوفهم منذ القدم، وما عقد تلك القمة في حقيقتها إلا لمص غضب الشعوب الإسلامية الذي يوشك - وهم يعون ذلك - أن يوقع بهم في مهوى الردى والجحيم. إن القضية الفلسطينية أيها الاخوة المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها هي قضيتنا نحن المسلمين أجمعين، قضيتنا تجاه ديننا ومقدساتنا وأعراضنا ودمائنا وشرفنا وعزنا ومجدنا، فإلى متى هذا السكوت والركون والانتظار إلى متى؟ وما بقي لنا في حياتنا من شئ نخاف عليه بعد هذا الكم الهائل من التسلط والاستعباد والإذلال من قبل خنازير لا يساوون عند الله جناح بعوضة؟ وإن مما يبعث على الأسى والأسف أن اليهود الذين لا يتجاوز عددهم الأربعة ملايين خِسٍ، ناصبون غرزهم في قلب العالم الإسلامي، وفي مقدسة من مقدساته، وفي مهبط الوحي، ومسرى نبينا صلى الله عليه وسلم وقبلتنا الأولى استخفافا واستهجانا واحتقارا لمعتقداتنا ومشاعرنا - ونحن قد جاوزنا المليار مسلم. فهذه دعوة أدعو فيها علماءنا الصادقين وجموع المسلمين في كل أصقاع المعمورة أن يهبوا ويثأروا لدينهم وإخوانهم ومقدساتهم في القدس الشريف ممن دنسوه وعاثوا فيه فسادا على مرأى ومسمع كل العالم لنسن بهم سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في أسلافهم وآبائهم من يهود بني قريظة.