منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - شرح متن الأصول الثلاثة ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-11-22, 09:08   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


قوله : وهو معرفة الله : كيف يعرف العبد ربه ؟ يعرفه بآياته ومخلوقاته فمن آياته الليل والنهار ، ومن مخلوقاته الشمس والقمر ، كما يأتي بيان هذا إن شاء الله .

يعرف الله بآياته الكونية وآياته القرآنية . إذا قرأ القرآن ، عرف الله - سبحانه وتعالى - أنه هو الذي خلق السماوات والأرض ، وأنه هو الذي سخر ما في السماوات والأرض ، وأنه هو الذي يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ، وأنه الرحمن الرحيم . فالقرآن يعرف بالله - عز وجل - وأنه هو الذي أنعم علينا بجميع النعم ، وأنه هو الذي خلقنا ورزقنا ، فإذا قرأت القرآن عرفت ربك - سبحانه وتعالى - بأسمائه وصفاته وأفعاله .

وإذا نظرت في الكون عرفت ربك - سبحانه وتعالى - أنه هو الذي خلق هذا الخلق ، وسخر هذا الكون وأجراه بحكمته وعلمه - سبحانه وتعالى - هذا هو العلم بالله - عز وجل - .

قوله : ومعرفة نبيه : هو محمد - صلى الله عليه وسلم - لأنه هو المبلغ عن الله - عز وجل - وهو الواسطة بيننا وبين الله - عز وجل - في تبليغ الرسالة ، لا بد أن تعرفه ، تعرف من هو ؟ وتعرف نسبه وتعرف بلده ، وتعرف ما جاء به - صلى الله عليه وسلم - تعرف كيف بدأه الوحي ؟ وكيف قام بالدعوة إلى الله - عز وجل - في مكة والمدينة ، تعرف سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولو باختصار .

الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف إلى آخر النسب النبوي الذي ينتهي إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، وتعرف كيف عاش قبل البعثة ، وكيف جاء الوحي من الله - عز وجل - وماذا عمل - عليه الصلاة والسلام - بعد بعثته ، تعرف ذلك بدراسة سيرته - صلى الله عليه وسلم - ولا يليق بالمسلم أن يجهل الرسول - صلى الله عليه وسلم - كيف تتبع شخصا وأنت لا تعرفه ؟ ! هذا غير معقول .
قوله : معرفة دين الإسلام : الذي هو دين هذا الرسول - صلى الله عليه وسلم - بل هو دين الله - عز وجل - الذي أمر به عباده ، والذي أمرك باتباعه وأنت مطالب به لا بد أن تعرف هذا الدين والإسلام هو دين جميع الرسل ، كل الرسل دينهم الإسلام بالمعنى العام ، فكل من اتبع رسولا من الرسل فهو مسلم لله - عز وجل - منقاد له ، موحد له ، هذا الإسلام بمعناه العام ، إنه دين الرسل جميعا ، فالإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك وأهله .

أما الإسلام بمعناه الخاص فهو الذي بعث الله به نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - لأنه بعد بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا دين إلا دينه - عليه الصلاة والسلام - والإسلام انحصر في اتباعه - صلى الله عليه وسلم - فلا يمكن لليهودي أن يقول : أنا مسلم ، أو النصراني يقول : أنا مسلم ، بعد بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو لا يتبعه ، فالإسلام بعد بعثة النبي هو اتباعه - صلى الله عليه وسلم - قال تعالى : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ هذا هو الإسلام بمعناه العام وبمعناه الخاص .

قوله : بالأدلة : لا بالتقليد وإنما بالأدلة من القرآن ومن السنة هذا هو العلم .

قال ابن القيم في الكافية الشافية :

العلــــم قــال اللــه قـال رســوله قــال الصحابـة هـم أولـو العرفـان
مـا العلم نصبك للخلاف سفاهة بيـــن النصــوص وبيـن رأي فلان

هذا هو العلم ، العلم هو علم الكتاب والسنة ، أما أقوال العلماء فهي تشرح وتوضح فقط كلام الله وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - وقد يكون فيها أو في بعضهما خطأ ، والأدلة ليست كلام العلماء إنما الأدلة هي الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ، وأما كلام العلماء فهو شارح وموضح ومبين لذلك لا أنه دليل في نفسه .

هذه هي المسألة الأولى وهي الأساس ، بدأ بها الشيخ - رحمه الله - لأنها هي الأساس وإنما يُبدأ بالعقيدة وبالأساس بالتعلم والتعليم والدعوة إلى الله - عز وجل - يبدأ بالعقيدة لأنها هي الأصل وهي الأساس .


يتبع










رد مع اقتباس