اشراقة زنجبار في عهد السلطان سعيد
استمرت عمان مركزا لإدارة المملكة البوسعيدية حتى جاء عام 1818 حيث وجه السلطان سعيد بن سلطان ابن الإمام احمد البوسعيدى همته إلى شرق أفريقيا فسافر إليها بأسطول ضخم واستقبله أهلها بالترحاب ورأى بثاقب رأيه اتخاذها عاصمة له . وكان مما أنجزه لإعلاء شأنها:
1- قام ببرنامج اصلاحى يشمل العملة والرسوم الجمركية.
2- ادخل زراعة القرنفل واهتم بتنمية تجارته بين مسقط ومملكته في أفريقيا حتى أصبحت زنجبار فيما بعد رقم واحد في تصديره عالميا .
3- اهتم بتجارة الذهب والعاج وانتشر الرخاء بعد اكتشاف مناجم الحديد في مومباسة وتطور صناعة الأقمشة وأصبحت زنجبار اكبر سوق لتجارة العاج .
4- اهتم ببناء أسطول حربي فكان عنده 75 سفينة على ظهر كل منها 56 مدفعا مما جعله أقوى أسطول على الساحل الممتد من رأس الرجاء الصالح إلى اليابان .
5- ومن أهم ما قدمه السلطان سعيد هو مكافحة تجارة الرقيق عندما وقع اتفاقية مع بريطانيا عام 1822 حيث كان شرق أفريقيا قبل هذه المعاهدة هو المصدر الاساسى لهذه التجارة مما يدحض مزاعم الغرب حول دور المسلمين في الترويج لهذه التجارة .
مقدمات زوال الحكم العربي الاسلامى
على الرغم مما حققه السلطان سعيد بن سلطان في تقدم وازدهار زنجبار وإعلاء شأنها فيما حولها من بلدان إلا انه زرع بذور ضياع هذه الجزيرة الغنية الجميلة من يد العرب والحكم الاسلامى دون ان يدرى.
وذلك ان السلطان وكان قد اطمأن إلى حكمه في شرق أفريقيا وافق على التعاون مع عدد من الدول الغربية ومنها أمريكا وبريطانيا معه خاصة في المجال التجاري حيث سارعت هذه الدول إلى التقرب إليه بالهدايا والمشاريع والسلاح كعادتها في عدم ترك اى مكان غنى وجميل في الدنيا دون ان يكون لها فيه نصيب .
وكان لبريطانيا النصيب الأكبر في السيطرة على اقتصاد الجزيرة أوصلهم إلى السيطرة على أمورها سياسيا بل ورفع علمهم عليها عام 1843 في ظل حكمه .
وفى 19 أكتوبر من عام 1856 توفى السلطان سعيد على متن الباخرة فيكتوريا (لاحظ ما يوحى إليه هذا الاسم من تقارب بريطاني) ودفن في زنجبار فوقع الخلاف بين أولاده على الحكم وبعد تقسيمه كانت الجزيرة من نصيب يرعش بن سعيد وذلك بعد ان تدخلت بريطانيا في تقسيم الملك بزعم فض الخلاف بين الإخوة مما أسفر عن انفصال زنجبار عن المملكة البوسعيدية بعمان ولكن بشكل غير تام حينئذ .
وفى عهد السلطان على بن سعيد أعلنت بريطانيا الوصاية (الاحتلال) على الجزيرة نوفمبر عام 1890 ولم يكتف الغرب بذلك بل مدت أمريكا ذراعها هي الأخرى في إدارة البلاد .
واستمرت هذه الوصاية حوالي 70 عاما وعندما أرادت الانسحاب قامت كعادتها بترتيب خطة تستطيع بها البقاء الفعلي بعد خروجها ظاهريا فكانت المؤامرة التي دبرته للإطاحة التامة بالحكم العربي الاسلامى والذي تم عام 1964 .
(((يتبع)))