منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - المشكلات السلوكية مذكرة تخرج
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-04-26, 18:33   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
hounada
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية hounada
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تمهيد :
سنحاول من خلال هذا الفصل اعطاء شروحات و تعاريف تبين المفهوم او المقصود بهذه السلوكات .كما سنقدم اسبابها و اصنافها و كيفية الوقاية منها او تعديلها .















التعريف بالمشكلات السلوكية
يشير احمد اوزي (1993 ) الى ان مرحلة الطفولة تتميز بخصائص تفرضها البيئة و انماط التنشئة و المقبول و المرفوض و المرغوب و المألوف و التوقع ضمن التقاليد و القيم و المعايير السائدة في تلك المراحل . و تعرض الطفل لمشكلات نفسية او اضطراب سلوكه يشير الى عدم انسجام تصرفات الطفل في جانب او اكثر من المألوف في نيئته الاجتماعية . و دليل على اخفاق الطفل في احراز ضوابط للتفاعل المتوقع منه احمد اوزي (1993ص 28 )
هذا و قد شرح لنا زكريا الشربيني (1994 ) كيف ان الطفل الذي يصبح مشكلة سلوكية دائمة في الروضة او في المدرسة . و الذي يتصرف او يتكلم بشكل مختلف عن باقي الاطفال و بطريقة غريبة قد يشخص على انه طفل مشكلة او يضطرب انفعاليا او نفسيا او غير ذلك .اما الطفل الذي تأتي نسبة ذكائه 60 درجة او اقل في احد اختبارات الذكاء فيصف على انه متخلف عقليا و ربما اثر هذا كثيرا في عمله و واقعه المدرسي . و قد يوضع في مؤسسة خاصة لآنه احدث مشكلات حادة لأسرته ، و معلميه و ربما لنفسه .
الا ان هناك عوامل اخرى لا تقل تأثيرا و تتمثل في الجوانب التكوينية و النفسية لدى الاطفال مما يجعلهم اكثر عرضة لأخطار و سلبيات الاسر و المجتمع . كما ان لكل اسرة و بيئة ضوابط و اعراف سلوكية تختلف عن بعضها البعض في التقيد و الالتزام بما هو سائد بين افرادها .
و قد يختلف حتى موقف نفس العائلة ذاتها في سلوك ما من حين الى اخر فيكون سلوك ما صدر عن الطفل مقبولا في مرحلة معينة و غير مقبول في وقت اخر . و عليه يصبح التعامل مع هذا النوع من الاطفال في ضوء توجيهات الاسلوب التربوي الحديث و هذا نحو ترسيخ الجوانب المقيدة في سلوكاتهم و تخفيف الجوانب السلبية و ازالتها فالسلوك المفيد و المقبول ينبغي تشجيعه بينما السلوك غير المرغوب فيه ينبغي ان يزول و ينطوي الامر هنا على فكرة الاستعانة بمبادئ تعديل السلوك و الثواب و العقاب زكريا الشربيني (1994 ص 280) .
اذا هكذا نلاحظ تنوع هذه المشكلات حسب مرحلة النمو . غير ان الاطفال نادرا ما يطلبون المساعدة لأنفسهم . و اعتبار مشكلات الاطفال دالة لموقف الاسرة و اسلوب التفاعل مع الطفل الى اشباع حاجاته بطريقة صحيحة و من ثمة الاسهام في صحته النفسية . فقد يؤدي الى تعارضه مع ما يقرب الطفل من السوية بما يجعله اكثر قربا من الوقوع في مشكلات او اضطرابات مختلفة و حسب عبد الستار ابراهيم و اخرون (1993) فالسلوكات المضطربة تشمل كل سلوك يثير التشكي او التذمر لدى الطفل او ابويه او المحيطين به في الاسرة او المؤسسات الاجتماعية و التربوية ، و يدفعهم الى التماس النصح من المختصين و توجيهاتهم المهنية للتخلص من ذلك السلوك عبد الستار ابراهيم و اخرون ( 1993ص 275 ) . نفس الفكرة نجدها عند محمد عويضة (1996) الذي يبين ان كثير من الاضطرابات السلوكية ، كالعدوان ، و الحركة الزائدة و التحطيم و البكاء و التبول اللاإرادي هي مشكلة تسبب ازعاجا للأسرة و المربين و قد تكون لدى الكثير من الاطفال تغيير يتناسب مع الفترة الزمنية التي يمرون بها و من ثمة فانه لا يجوز وصفها بالشذوذ محمد عويضة (1996 ص 340)
لكن الكثير منها لا تكون مطلبا من مطالب النمو و لا تنسجم مع التطور الزمني للطفل و ما يصاحبه من تطور انفعالي او اجتماعي او جسمي . و مثل هذه قد يتفاقم بعضها لدرجة يمكن وصفها بالاضطرابات تتزايد تزايد مخيفا . مثل هذا النوع من الاطفال كما اشار الى ذلك كل منand Lench Raybould (1977) هو الذي يمكن ان يقال عنه عكس النموذج المثالي المقبول و المتفق عليه من طرف الجميع .
لانه و حسب نتائج قام بها Wichman (1928) حول تصنيف المعلمين لسلوكات الاطفال بالمدارس .تبين حسب ما كتبه كل من Lench and Raybould ان من بين ما يتصف به الاطفال الذين يطرحون مشاكل سلوكية هو غياب الجانب الاخلاقي نقص الحياء ، العدوانية و الافراط في الحركة ( Lench and Raybould 1977) .
اذن يبدو واضحا من خلال ما تقدم لنا من افكار و اراء ان المشاكل السلوكية و حسب راي Kazdin (1977) تدل على ما يصدر من الاطفال من تصرفات تخالف الاعراف و العادات و القوانين الاجتماعية و الاخلاقية . انها غالبا سلوكات و افعال موجهة ضد الاخرين فتؤثر على اوضاعهم و حالتهم النفسية و نشاطاتهم و ممتلكاتهم و حتى العلاقات بشكل عام و التوافق بشكل خاص (Kazdin .1977 ص ص17) .
هذه السلوكات و تأكيد لما ذكره محمد عويضة (1996) تظهر في الخصومات و العراك في السرقة و الكذب و غيرها . و التي يمكن ملاحظتها لدى الاطفال خلال مراحل نموهم المتعاقبة (محمد عويضة 1996 . مرجع سابق ص 61 ) .
في هذه الدراسة نستعمل كلمة " المشاكل السلوكية " لنقصد بها تلك الافعال غير المقبولة الموجهة نحو الذات او نحو الاخرين و التي يمكن اعتبارها تربويا و اكلينيكيا جديدة بالاهتمام و العناية و انها تفاوتت المستوى الطبيعي لكن اي سلوك يمكن اعتباره مشكلا مطروحا يجب التعامل معه بجدية .
كما ينبغي الاخذ بعين الاعتبار عدة عوامل منها : مستوى ظهوره ، درجة حدته ، اسباب و عوامل ظهوره و نتائجه و عواقبه . اننا يمكن ان نحكم عليها و نضعها انطلاقا من حكم الاباء و المدرسين و المختصين و لكن قد نتساءل و لماذا تكون هذه السلوكات خارجة عن نطاق قبول الاباء و المدرسين؟
الاجابة هي : ان المدرس او المربي قد يعد قائمة بأسماء و انواع السلوكات غير المقبولة في القسم . و حتى اذا كانت هناك اختلاف و تفاوت فيها يعده كل مدرس . الا ان الكثير يعتمد على وجهة نظره الخاصة او الشخصية و طبقا لفئات اعمار التلاميذ و خبراتهم و ظروفهم الخاصة ، علاوة على المعلومات العامة التي يحاول جمعها اخذ بعين الاعتبار حقيقة وجود فروق فردية بين الاشخاص حتى يقوم بتعديل اية ظاهرة سلوكية يلاحظها او يتنبأ بوقوعها ، كما ان عليه ان يصل الى معلومات وافية عن كل حالة تحاول دراستها ليتمكن بعد ذلك من الوصول الى تقرير معقول و اصدار حكم مقبول .(عبد المجيد نشواتي .1994 ص 100)
اننا يجب و نحن نحكم على سلوك اي سلوك اي فرد ان نضع نصب اعيننا ان هذا الفرد انسان قبل كل شيء . و ان كثيرا من السلوك الذي يبديه هو في اكثره سلوك انساني .
اذن و كما يؤكد هذا كامل عويضة (1996) فسلوك الطفل مؤشر مفيد لقدرته على التوافق مع البيئة المحيطة . كما انه مؤشر غير مباشر لقدرة الاسرة بل المدرسة و المجتمع على تهذيب و تشذيب سلوك الطفل .
ان ظهور مشكلات نفسية لدى الاطفال او اضطراب سلوكاتهم غالبا ما يتصف بعدم انسجام تصرفاتهم و استجاباتهم مع المقبول و المألوف في البيئة الاجتماعية و هو نتيجة لفشل في اعتماد السلوك النموذج او السلوك المطلوب اجتماعيا و المناسب لمرحلة نموه .
كما ان السلوك المضطرب دليل على اخفاق الطفل في ارساء الضوابط السلوكية و العاطفية و النفسية التي توجه و تحور اسلوبه في التعامل مع الاخرين من جهة و مع صراعاته و انفعالاته الداخلية من جهة اخرى (كامل عويضة 1996 . ص50 )
لكن لابد ان نشير الى ما ذكره وفيق صفوت مختار (1996) هو انه لكي يكون حكمنا اقرب الى الصحة يجب علينا ان نتعرف على السلوك الانساني بوجه عام . علاوة على معرفتنا بطبيعة المرحلة التي يمر بها و خصائصها .باعتبارها حالة من حالات السلوك الانساني العامة و المتعددة (وفيق صفوت مختار 1999 ص 49)
و بما ان دراستنا الحالية تمس فئة عمرية توازن فترة المراهقة فعلينا ان نتذكر دوما اذا كان الافراد يعانون من اضطرابات عاطفية و هم بذلك يمرون بحالات و ردود فعل معينة . لا تختلف من اية حالة اضطراب عاطفي يعانيه اي انسان من اي عمر كان ، و انهم كغيرهم من الناس يتعرضون لحالات من القلق و الخجل و التمرد او التباهي او القنوط او الياس او كل ماله علاقة بمرحلة المراهقة .
اننا في تفهمنا للفرد و الوقوف على خصائص مرحلة نموه و معرفة احتياجاته يجعلنا اقرب الى نفسه في تعديل سلوكه و الحكم عليه و من ثم الى فهم دوافعه او سلوكاته و محاولة توجيهها و الوصول اليها في المراهقة حتى لو كان المراهق يعيش في احسن الظروف . ذلك لأننا نعلم ان المراهقة هي ابعد من ان تكون مرحلة انتقالية خالية من الازمات و الاضطرابات النفسية و الاجتماعية .
و هذا بطبيعة الحال ما كشف عنه بعض الدراسات التي اشرنا اليها من خلال هذا البحث .
انواع المشكلات السلوكية :
لقد تبين لنا من خلال اطلاعنا على مختلف ما كتب حول هذا الموضوع ان هناك دراسات كثيرة و ابحاث متنوعة تناولت و لمدة العديد من هذه الانماط السلوكية سعيا منها لفهم العوامل و الاسباب الكامنة وراءها و التي اصبحت تكون مظاهر شائعة و قلقة في ايامنا هذه مثل : العدوان و السرقة و المخاوف و الافراط الحركي و الكسل و الغيرة و محاولة الحط من قيمة الاخرين و غيرها .
هذه السلوكات نصادفها طبعا في الاسرة ، المدرسة و في الشارع او المجتمع الكبير او تؤثر سلبا على الافراد انفسهم و على من حولهم
الا ان هذه السلوكات و كما سبقت الاشارة اليها :
من طرف زكريا الشربيني (1994) تتنوع حسب مرحلة النمو و حسب مجموعة من العوامل المؤثرة كالجوانب التكوينية و الاستعدادات الوراثية و البيئة و النفسية و التنشئة و الضوابط و الاعراف و القيم الاجتماعية و غيرها ، و مثل هذه المؤشرات ذات اهمية كبيرة للمختص النفسي و للعائلة و المدرسين على حد سواء (زكريا الشربيني 1994 ص 82) .
هذا وقد اكد عبد الستار ابراهيم و اخرون (1993) ان انواع المشكلات التي يعانيها الاطفال و المراهقون و تتنوع و تتعدد المظاهر السلوكية التي تثير قلق الراشدين و قلق المهتمين على السواء ، و لذلك يبذل هؤلاء جهدا كبيرا في وضع قوائم لهذه السلوكات المضطربة .
فعلى سبيل المثال وضع كل من Wapan Lang (1964) ما يسمى بقائمة مسح المخاوف الاجتماعية و هي تتكون من 74 بندا تمثل مخاوف شائعة بين الاطفال و المراهقين من اشياء مثل الثعابين الاماكن المظلمة ، الاصوات العالية ، السلطة الاجتماع مع الاخرين ، التحدث مع الغرباء و غيرها عبد الستار ابراهيم و اخرون (1993 ، مرجع سابق ، ص 73 )
اما فادية عمر الجولاني (1999 ) فقد صنفت هذه المشكلات من وجهة نظر علم الاجتماع و كا اسمتها هي '' مشكلات الشباب ''
- مشكلات انفعالية : مثل القلق ، التوتر ،عدم الرضا ، السعادة و الشعور بالخجل ، الارتباك ، و عدم القدرة على تحمل المسؤولية .
- مشكلات اسرية : مثل الانفصال بين الوالدين ، عدم القدرة على مناقشة المشكلات الشخصية خوفا من التأنيب و العقاب .
- مشكلات مدرسية : مثل صعوبة التركيز ، الانتباه ، السرحان ، النسيان ، ضعف الذاكرة و عدم الانتباه في الفصل ، الخطأ في المذاكرة ، عدم القدرة على التعبير ، التأخر الدراسي في مادة او مجموعة من المواد ...الخ .
- مشكلات اجتماعية : مثل الارتباك في المواقف الاجتماعية ، الخوف من ارتكاب الاخطاء ، الخوف من مقابلة الناس ، قلة الاصدقاء ، و عدم القدرة على اقامة علاقات اجتماعية و القلق و عدم فهم الاخرين ثم عدم معرفة السلوكات السليمة ..الخ فادية الجولاني (1999 ص 61)
Roberts و اخرون (1994) عند محاولتهم لدراسة العوامل المؤثرة في المشكلات السلوكية و الانفعالية في مدينة لندن وضعوا قائمة من 22 سلوكا تبين ما يلي :
مستوى النشاط ، الرفض من طرف الرفاق ، التبول اللاإرادي ، التبرز نقص الانتباه ، صعوبة الانتباه بالأمور الخاصة ، طلب الاهتمام او جلب الانتباه عدم وضوح الحديث ، تردد الكلام ، النرفزة ، الانسحاب ، الشكاوى المتكررة ، الحساسية ، العراك ، الشرود في التركيز ، افساد مجال اللعب على الاخرين ، الكأبة او التعاسة ، السخرية من الاخرين ، الانسحاب من اعضاء التدريس ، التخريب ، المخاوف ، عادات سيئة اخرى ( Roberts و اخرون 1994) .
اما Borg (1988) في دراسة لمدى ادراك و قصور اساتذة التعليم الثانوي للمشاكل السلوكية لتلاميذهم بمالطا فوضع قائمة تضم 49 عبارة تطرح هذه السلوكات المضطربة و هي كالتالي : استهلاك المخدرات ، العنف و العدوانية ، التحطيم ، السرقة ، الكأبة ، التدخين ، الهروب من المدرسة ، الشذوذ الجنسي ، الوقاحة ، عدم الاهتمام ، عدم الرغبة في التجمع ، الغش ، السلوكات الملتوية ، الكذب ، الخصومات ، عدم الامتثال للأوامر ، الكسل ، عدم تحمل المسؤولية ، عدم الاهتمام و عدم الاكتراث بالعلامات ، الفشل ، سهولة النرفزة ، السيطرة ، الخوض في الامور الخاصة ، القساوة ، الاثارة ، الانانية ، العصبية ، المخاوف ، البكاء ، اللامبالاة ، المبالغة في الانتقادات ، مخاوف بديئة ، التأخر ، الشك ، عدم التركيز و المشاغبة عدم الانتظام ، و التنظيم البلادة ، طلب الاهتمام ،عدم الاستقرار و الافراط الحركي ، الثرثرة ، الاستمناء ، احلام اليقظة ، الخجل ، الحساسية المفرطة ، النميمة ، الخمول العام(Borg 1998 ص 32 ) .
و هناك من قسم هذه المشكلات تقسيما علميا و حسب العوامل المؤدية اليها و وفقا لما ذكره زكرياء الشربيني 1994 الى ما يلى :
- اضطرابات عصبية كالقلق و الاكتئاب .
- اضطرابات دهائية كالفصام الطفلي .
- اضطرابات السلوك كالسرقة و العنف و التخريب و الغش و غيلاها .
- اضطرابات العادات كاضطراب النوم و الطعام .
- اضطرابات نفسجسمية كالصداع ذي الاصل النفسي .
- اضطرابات القدرة على التعلم كبطيء التعلم و التأخر الدراسي .
- اضطرابات نمو الشخصية كالشخصية السيكوماتية .
- التخلف العقلي لدى الاطفال
- اضطرابات الكلام كالتأتأة و غيرها من عيوب النطق( زكريا الشربيني ، مرجع سابق ، ص 101)
اذن هكذا نلاحظ تنوعا في تناول و طرح هذه المشكلات السلوكية و يرجع ذلك الى عوامل ذكرناها انفا و تتعلق بالفرد و صحته و شخصيته و وسطه الاجتماعي و الاقتصادي و الثقافي و التربوي الى تخصص المهتمين و الباحثين و الاهداف التي يريدون الوصول الى تحقيقها .
اسباب المشكلات السلوكية :
ان المتتبع و الدارس او المهتم بهذه المشكلات يلاحظ ان هناك تنوعا و تدخلا بينها سواء من حيث الاسباب او الاعراض ، فالجانب الجسمي للإنسان مثلا يؤثر على الجانب النفسي الانفعالي و على العلاقات الاجتماعية و العكس صحيح . و كذلك من حيث ما تؤول اليه من نتائج قد تختلف من فرد الى فرد و هذا حسب الوسط الاجتماعي الاقتصادي و التعليمي و التربوي و مستوى الخدمات المتوفرة لمساعدة هؤلاء الافراد .
- وفيق صفوت مختار (1999) لاحظ ان هذه المشكلات تواجه العديد من الاباء و المدرسين و المختصين و هي لا تعود الى اسباب نفسية فقط بل تشترك فيها عوامل جسمية و عقلية ( وفيق صفوت مختار 1999 ص 485 )
– زكريا الشربيني (1994) يرى امكانية تداخل العوامل المؤثرة على سلوك الطفل و تعددها من اجتماعية و فيزيولوجية او اساليب التنشئة الاجتماعية و تفاعل بين اي منها (زكريا الشربيني ، مصدر سابق ، ص 53)
– اما رمضان محمد القذافي (1998) فيرجع هذه الاسباب الى مجموعة من العوامل المتشابكة التي تساهم في حدوث الاضطرابات بنسب متفاوتة مثل : الاسباب التكوينية التي تساهم بشكل جزئي من جهة عوامل النمو و العوامل الانفعالية و الاجتماعية من جهة اخرى .
فالطفل يتعرض خلال نموه في الطفولة و المراهقة الى ضغوطات اجتماعية و اساليب تربوية متعددة . كما ان طبيعة النمو في حد ذاتها تؤدي الى زيادة او نقصان في افراز الهرمونات التي تؤثر على نشاطات الجسم و على الصفات المزاجية . هذا بالإضافة الى تأثيرات المتنوعة التي تؤثر في اكتساب العادات و الميول و الاتجاهات النفسية و الاجتماعية ( رمضان محمد القذافي 1998 ص 300 ).
- جليل وديع شكو (1998) يحصر اسباب المشكلات السلوكية فيما يلي :
1. الفرد : و يكون ذلك بسبب فشله في التكيف مع متطلبات الحياة اليومية المتمثلة في النظم ، و قواعد السلوك ، و اثارة غضب الاخرين .
2. التركيب الاجتماعي : و هي ناتجة عن ظاهرة التكيف و عدم اكتمال التنظيم الاجتماعي .
3. التأثيرات البيئية و الوسط الاجتماعي : و يكون ذلك بالحرمان من الام و دور ذلك في تشكيل الشخصية و تأثير عدم التوازن في كمية الحب و العناية و العقاب و اللامبالاة التي يقابلها و يواجهها الطفل .
و في نظر الباحث فان اسباب المشاكل السلوكية كما حددها علماء النفس الاجتماعي هي :
- سوء التعاطي مع العوامل الحضارية الثقافية
- اضطرابات البيئة الاسرية
- سوء التوافق المدرسي
- سوء التوافق الاجتماعي
- الصحة السيئة
- رفاق السوء
- انهيار القيم المعنوية و الدينية و الخلقية
- سوء الاحوال الاقتصادية
- الكوارث الاجتماعية و الصراعات و الحروب
- مشكلات الاقليات الاجتماعية
- التعصب و استغلال النفوذ ، الطبقة الاجتماعية و التفاوت بين الجماعات (جليل وديع شكو 1998 ص56 ) .
فقد ذكرت الباحثة ان التأخر الدراسي مثلا له اسبابه المتمثلة في نقص القدرات العقلية و اضطرابها ، كراهية المادة ، سوء العلاقة مع المعلم ، اعاقات بدنية اخرى ، امراض ، تدني المستوى الاقتصادي و الاجتماعي للأسرة و ما يتبعه من سوء التوافق الاسري و علاقات متفككة و اسلوب تربية متشددة او خاصة و رفاق السوء تليها مشاكل و اضطرابات الكلام و اسبابها كالخلل في الجهاز العصبي و ضعف السمع و سوء الصحة العامة ، القلق ، المخاوف و الصدمات الانفعالية ، العدوان و الانطواء ، التدليل ، ضعف الثقة في النفس ، الافتقار الى الحنان
و هناك المشكلات الانفعالية كالخوف و القلق و الغيظ و الغيرة و الكراهية و التوتر و اللامبالاة و سهولة الاستشارة و فقدان الثقة بالنفس و بالأخرين و غيرها من السلوكات الانفعالية و التي من اسبابها الاعاقات و الامراض و التشوهات و الخبرات الاليمة و الحرمان و المخاوف و الاحباطات و عدم اشباع الحاجات الاساسية و اضطرابات الاسرة و الضعف العقلي و الضغوطات و الانتقادات و العقوبات الموجهة للطفل .
و اخيرا هناك مشاكل تتعلق بسوء التوافق الاجتماعي مثل عدم المشاركة و عدم الانضباط في المدرسة ن العدوانية و العنف و صعوبة في اقامة علاقات مع الاصدقاء ثم نقص الفعالية و المشاركة في انشطة المدرسة و التغيب و التأخر ثم الهروب من المدرسة .
و اسباب هذه السلوكات كما بينت الباحثة الجولاني (1999) دائما تشمل اسباب ذاتية تتعلق بشخصية التلميذ ، صحته و قدراته و استعداداته و ميوله و طموحاته . ثم منها ما يتعلق بالأسرة مثل التنشئة الاجتماعية ، التفكك ، المشكلات الاقتصادية ، قسوة احد الوالدين او كليهما ثم يأتي بعد ذلك اسباب تتعلق بالمدرسة و سوء او قسوة المدرسين فيها ، و عدم فهمهم لشخصيات الاطفال و تقديم المساعدات لهم وقت الحاجة و التميز في المعاملة ، غياب الارشاد و التوجيه اما فيما يتعلق بالمحيط او البيئة فيبرز خاصة في الاحتكاك برفاق السوء و مخالطة الجامعات المنحرفة و التعرض لمغريات سلوكية عن طريق وسائل الاعلام .
و فيما يلي سنحاول اعطاء شروحات اكثر حول هذه الاسباب في علاقتها بظهور المشاكل السلوكية عند الافراد و خاصة المراهقين او التلاميذ بالمؤسسات التربوية او التعليمية .مثل ما جاء مع محمد عويضة (1996)
عوامــل العضويــــة او البيولوجية :
ظهر الاعتقاد ان المشكلات السلوكية لها اسباب جينية و حسب اسامة محمد البطاينة و اخرون تشير الدراسات التي تقارن سلوك التوائم المتطابقة و التوائم غير المتطابقة ان الاطفال الذين يشتركون بالخواص الجينية (التوائم المتطابقة) اكثر تشابها من ناحية السلوك العدواني من التوائم غير متطابقة في حال تربيتهم في نفس البيئة و حتى في حال تربيتهم في بيئات مختلفة (اسامة محمد البطاينة و اخرون 2003 ص 456)
و قد دل مصطفي نوري القمش و خليل عبد الرحمان المعايطة ان البحوث الكيميائية المخبرية بينت وجود علاقة بين زيادة و انخفاض بعض المركبات الكيميائية في الجسم و بين المشكلات السلوكية .
و يرى حامد زهران ان من اسباب المشكلات السلوكية : القصور الجسمي ، و الاصابات و العاهات و التشوهات الجسمية ، و المرض المزمن و سوء التوافق مع هذه الحالات (حامد زهران 2001 ، ص 420 ) .
عوامل نفسيــــــــة :
حسب حامد زهران الاحباط و الفشل و الصراع و عدم اشباع الحاجات الجنسية ، و ميلاد طفل جديد و الخوف من حب الوالدين اليه و خاصة اذا كان الطفل الاول و الوحيد ، نقص الامن النفسي ، و عدم حل عقدة او ديب و الكترافي الطفولة في الوقت المناسب و الخبرات الاليمة الصادمة ، و الضغوط الموجهة للفرد و الوجود في المواقف الجديدة دون الاستعداد لها (حامد زهران 2001 ، ص 420 ) .

العوامــــــــــل الاسريـــــــة :
ان المشاكل داخل الاسرة كما بين اسامة محمد البطاينة و اخرون قد تساعد على ايجاد طفل مضطرب سلوكيا .فاضطرابات السلوكية هي مؤشرات للعنف العائلي ، الذي يتضمن استغلال الاطفال و اساءة معاملتهم و العنف ضد الطفل هو سلوك يمثله الطفل عندما يكبر لممارسة العنف على من هم اضعف منه ، و يرجع المشكلات السلوكية في المقام الاول الى علاقة الطفل بوالديه التي تمتاز بالسلبية ، قد اثبتت البيانات المعتمدة على المقابلات العائلية ان الاطفال العدوانيين عاشوا في بيئة سلبية غير منظمة اما الابحاث التجريبية اثبتت ان هناك خلل في علاقات الاطفال ذوي المشكلات السلوكية مع والديهم (اسامة محمد البطاينة و اخرون 2003 ص 459).
و قد اكد كريمان محمد بدير ان من الاسباب المؤدية الى المشكلات السلوكية لطفل هي الاهمال و الاساءة في معاملة الطفل و عدم الاحساس بالأمن مما يؤدي بالطفل بالشعور ان البيئة التي يعيش فيها هي مصدر تهديد و مصدر التعرض للإيذاء و الاهانة و الخوف و الحرمان و الاحباط فتكون لديه سلوكيات محبطة و عدوانية (كريمان محمد بدير ، 2007 ، ص 37-39 )
كما يبدو حسب مصطفى نوري القمش و خليل عبد الرحمان المعايطة ان خصائص المدرسة قد تسهم في حدوث المشكلات السلوكية و تزيد من احتمال التعرض لها كما ان المنهج غير المدروس يتسبب في ايجاد مشكلات سلوكية لآنه لا يلبي حاجات الطلاب بجميع مستوياتهم العقلية ، كذلك قد يسهم المعلمون في السلوكيات المضطربة عند عدم مراعاة الفوارق الفردية ، و يلجا بعض الطلبة الى القيام بالسلوكيات المضطربة لتغطية صعوبة التعلم (مصطفى نوري القمش و خليل عبد الرحمان المعايطة 2007 ، ص 27 )
اسباب شخصية :
تتمثل حسب كريمان محمد بدير في الخصائص و المميزات التي يجب ان تميز الفرد عن غيره كالذكاء و دقة الملاحظة و حسن التصرف و عندما تظهر سمات سلبية ، تضعف قدرة الفرد على الاحساس بالأمان فعندئذ يلجا الى السلوكيات المضطربة كحماية للذات و لكنها تعتبر مرفوضة من المجتمع و الاخرين (كريمان محمد بدير، 2007 ، ص38 ).
اسباب اقتصادية :
بينت الدراسات التي اجريت في كثير من الدول مثل الولايات المتحدة و انجلترا وفق ما اشار اليه مصطفى نوري القمش و خليل عبد الرحمان المعايطة ان الفقر يعد من اقوى المتغيرات التي تنبئ بإصابة الاطفال بالمشكلات السلوكية ، فالمستوى الاقتصادي المحدود للأسرة يقلل من احتمال الاشراف الجيد على الطفل و رعايته خصوصا اثناء غياب الوالدين عن المنزل (مصطفى نوري القمش و خليل عبد الرحمان المعايطة ، 2007، ص 28 ).
اسباب تعود الى جماعة الرفاق :
الطفل كما بين ذلك اوجيني مدانات 1992 لا يتصرف كفرد بل كعضو في مجموعة ، و هنا نقصد جماعة الصف او القسم و التي تعكس سلوكاتهم ردود فعل تجاه الاخرين و ان اختلاف درجات سلوك الفرد في الصف تشكل سلوك التلاميذ الاخرين بحيث ان البيئة التعليمية التي يتحكم فيها المعلم يمكن ان تساهم في المشكلات السلوكية داخل المجموعة و الطفل ليس عضوا في مجموعة صفه فقط و انما هو عضو في مجموعات اخرى اما داخل او خارج المدرسة مثل النوادي او مجموعات اللعب او الشارع هذه المجموعات التي ينتمي اليها او يتعامل معها الطفل تؤثر في سلوكاته سلبا و ايجابا معتمدا على اهداف تلك المجموعة الاجتماعية او غير الاجتماعية و ضغوطات جماعات الرفاق خصوصا بين المراهقين تجبر الاطفال على تشكيل انماط سلوكية (اوجيني مدانات 1992، ص 63).
في هذا الصدد يشير ميخائيل ابراهيم اسعد (1991) الى اثر فئة الاقران في تشكيل فكرة الناشئ عن العدل و الظلم و في تحديد ما يجب عليه لبسه و فعله اثناء اوقات فراغه ، فقد يتحمل المراهق ازعاج الثياب التي تلبسها بسبب خضوعه لضغوطات فئة اقرانه ، كما قد يتحمل الضيق الناجم عن تقليد لغة الاقران التي تتعارض مع نقاوة لغة البيت و يتقبل المراهق جماعة الرفاق لغاية بذاتها ، و اذا تعرض للرفض من قبلها تحول الى انسجامي او معاكس يمارس الكثير من انواع السلوك غير السوي احيانا (ميخائيل ابراهيم اسعد 1991 ، ص 200)
اسباب تعود الى المجتمع :
يرى عبد الرحمان محمد النجار (1997) ان دور المجتمع الذي يعيش فيه الطفل و الذي يلمسه من خلال الاحتكاك و وسائل الاعلام المختلفة و التي يجب ان تكون على مستوى المسؤولية فتكمل الذي بداه البيت و صقلته المدرسة و ذلك بإعطاء النماذج و القدوة و تقديم برامج و المواد التي تنمي معاني الانتماء و تتفق مع القيم و المبادئ التي تربى عليها الطفل ، و يجب على الوالدين ان يتابعا ذلك بحيث لا يحدث تضارب و صراعات و صراعات داخل الصف عندما يجد ان المعاني العظيمة و القيم و المبادئ يدوسها بعض الناس دون داع و ان يجد الطفل معاني و قيما مخالفة لما تربى عليه ، و لهذا يجب ان تكون سلوكات الراشدين و وسائل الاعلام حريصة على خلق الاستقرار النفسي عند الطفل ، و بهذا نجد ان التوافق بين البيت و المدرسة و المجتمع في تربية النشء امر اساسي لخلق طفل سوي يتمتع بصحة نفسية و عقلية و اخلاق سليمة (عبد الرحمان محمد النجار 1997 ص 12)
لكن كما اظهرت دراسة لاوجيني مدانات 1992 فان اطفالنا و للأسف يسمعون و يشاهدون يوميا تقارير و صور عن العنف في التلفزيون و السينما و كذلك الجنس و العلاقات الجنسية مما يؤثر سلبا على سلوكاتهم .
اذا هكذا يمكن القول ان تأثيرات المجتمع قوية في تحديد انماط السلوك الضار عن طريق التأثير المباشر للمعاملات التي يتقبلها هؤلاء او عن طريق النقائص و الهفوات الصادرة عن الكبار او على وجه الخصوص عن طريق وسائل الاعلام (لاوجيني مدانات 1992 ص 78) .
و هذه الظاهرة نجد انها اصبحت ملفتة للنظر في السنوات الاخيرة في المجال المدرسي و التي عقدت بشأنها لقاءات و ندوات في الجزائر ابرزها لقاء ثانوية حسيبة بن بوعلي في شهر مارس 2000 و تلتها ندوات اخرى مثل ما حدث في بسكرة 2003 من الندوات و اللقاءات .
تشخيص المشكلات السلوكية :
يحدث سلوك الانسان نتيجة تفاعله مع البيئة من حوله او نتيجة لردود فعل خارجي نفسي و مع ان اسباب الكثير من السلوكات سواء العادية او التي ذكرت في هذه الدراسة هي اسباب عديدة متنوعة و متداخلة ظاهرة و احيانا غير ظاهرة ، الا انه بإمكان الملاحظ ان يعطي تفسير لأي سلوك علني طالما توافرت لديه المعرفة و المهارة اللازمتين .
لذلك فالملاحظ المتمدرس يستطيع التنبؤ بنتيجة اي سلوك معين قبل وقوعه شريطة ان تتوفر لديه المعلومات الكافية على التاريخ و الحالة التي يلاحظها ومع ان وجود فروق فردية بين الاشخاص ، الا ان هناك نوعا من تشابه السلوك بينهم يتبع طريقا منظما و يمكن التنبؤ به .
يشير محمد مصطفى احمد (1996) الى ان هناك البعض من الاطفال ممن يعاني من مشاكل سلوكية معينة يخلق لهم اوضاعا خاصة على المربي ان يواجهها اذا ما اراد ان تكون عملية التعلم و التعليم فاعلة و مؤثرة و التي لم تعالج في حينها ، اصبحت مواطن عجز خطيرة في المستقبل ، و لذا كان على المدرس ان يقدم لهم العون و هذا ليس من اجلهم وحدهم فحسب ، و انما من اجل من يحيط بهم كذلك (يشير محمد مصطفى احمد 1996).
فاخر عاقل (1981) بين ان اهم قيمة لدراسة الطفل او المراهق تظهر في محاولة تشخيص و ضبط اسباب المشكلات السلوكية التي تظهر عند هؤلاء و تجعل منهم معضلات بحيث ان عدم او عجز المدرس عن الكشف عن هذه العوامل المسببة تجعله لا يستطيع ان يقوم باي عمل تعديلي او علاجي ، و هنا نشير ان الامر لا يتوقف عن المربين فحسب ، و انما يتعداه الى غيره من اهل الاختصاص كالموجهين او المرشدين او المختصين ، او المعالجين النفسانيين ، او السلوكين و غيرهم ، و هنا شرح فاخر عاقل نقائص الموقف مبينا ان الكثير من المعلمين لديهم احكام جاهزة عن ة انواع و نماذج الاطفال يطلقونها و يتمسكون بها و يعبرونها حقائق ثابتة و هذه الاوصاف هي : الاغبياء ، الاذكياء ، الفقراء ، القذرون ، المشاغبون و العدوانيون و غيرها ، هذه الاحكام طبعا لا تستند في غالب الاحيان على حقائق و عوامل محددة حيث يمكن تعميمها او تطبيقها على طفل او جماعة من الاطفال (فاخر عاقل ، الرجع السابق ، ص 98)
في نفس الاتجاه يبين كل من Roberts و اخرون (1996) ان هناك تقدما ملحوظا في مجال الكشف عن طبيعة اسباب و درجة انتشار المشكلات السلوكية و سط التلاميذ و بعد عرضهم لدراسات مختلفة حول الموضوع لاحظ كل من Roberts و جماعة ان هناك نقائص في هذه العمليات الخاصة بالتشخيص و يتعلق الامر باختيار الادوات المناسبة و عملية التصنيف ، درجات الثبات و الصدق في هذه الوسائل و كذلك كيفية ترجمة المعطيات المحصل عليها (Roberts و اخرون ، المرجع السابق ، ص 93 ).
و من جهة نظر Leach and Raylonld (1977) فاذا اخذ مشاعر و مواقف المربي نحو التلاميذ اثناء القيام بهذه العملية او العملية تشخيص المشكلات السلوكية في القسم امر هام قبل الانطلاقة ، هذان الباحثان يؤكدان على ان المدرس ضرورة التفكير ثانية في الاحكام التي وضعوها او كونوها حول طفل ما او مجموعة من الاطفال ، و بالخصوص اذا لم تكن عملية التشخيص او التقويم ثد جرت في القسم العادي و في البيئة الطبيعية و معرفة العوامل و الظروف التي تكون قد اثرت على هذه السلوكات ، كما انه مهم جذا ان يجتهد المدرس في طرق و استعمال وسائل جديدة و اهداف بديلة كما انه مهم جدا ان يجتهد المدرس في طرق و استعمال وسائل جديدة و اهداف بديلة عند ملاحظته لهذه المشكلات ، لآنه يحتمل او يحدث تغيير الرؤية المواقف من طرف المربي تغيرات مصاحبة و تعديلات في سلوكات الاطفال و أداتهم المدرسية (Leach and Raylonld 1977 ، مرجع سابق ، ص 12 ) .
Borg (1998) عند تعرضه لعملية التشخيص هذه ، و خاصة من حيث درجة الصعوبة و مستوى انتشار المشكلات نصح المدرسين بان يكونوا :
اولا : احكامهم عن اية هذه المشاكل هي اجدر بالاهتمام .
ثانيا : عليهم ان يحكموا على كفاءاتهم و قدراتهم في مواجهة هذه السلوكات و التعامل معها بنجاح و ذلك طبعا قبل طلبهم للمساعدة الضرورية من مختلف الجهات و الاشخاص هذا و قد قدم Borg في هذا الصدد بعض المعايير التي يجب الاستعانة بها في الشأن و منها :
على سبيل المثال : عدد الاماكن التي يبدي فيها الطفل مشاكل سلوكية و الاخذ بعين الاعتبار الاسئلة التالية :
1- الى اي مدى يحتاج هذا الطفل او ذلك الى مواقف تعليمية جديدة ؟
2- ماهي مستويات نوعية و درجات التدخل ؟
3- لمن تعطى الاسبقية في برامج التدخل ؟
و حول السؤال الثالث مثلا : فان الطفل الذي يبدي سلوكات مضطربة في حصة واحدة او قسم واحد اقل خطورة من الطفل الذي يظهر هذه السلوكات مع الكثير من المدربين و في اقسام مختلفة ، نفس الشيء اذا كان هذان النوعان من الاطفال مقارنة مع طفل الثالث يظهر هذه السلوكات ليس في مؤسسة تربوية واحدة فحسب و انما في كل مؤسسة يحل او ينتقل اليها ، و اكثر من ذلك في البيت و الجيدة .
Leach and Raylonld (1977) اعتبر ان افضل طريقة لتشخيص المشاكل السلوكية و مدى انتشارها و تعتمد على طريقة الملاحظة العلمية المنظمة و التي تبدا بتحديد السلوك في الموقف المعين سواء في القسم او ساحة اللعب او مكان اخر بالمدرسة تظهر فيه هذه السلوكات العناصر الاخرى التي يضمها مكان الحدوث بها فيها من اطفال اخرين ، و راشدين ، تسجيل هذه السلوكات و وصفها ، عدد المرات التي وقع فيها ، استمرارية سلوك مشكل منها .
ثم بعد ذلك تحديد اي هذه السلوكات اشد خطورة :
و من جملة ما يلاحظ هنا على سبيل المثال وفقا لراي الباحثين نجد الخجل ، التجنب ، النشاطات الزائدة ، و الحركة العدوانية ، و حتى يكون الامر في صالح التلميذ موضوع الملاحظة على المعلم التأكد مما يلي :
1- حدة المشكل السلوكي
2- واقعية المشكل كونه جدير بالاهتمام
3- مدة ظهوره
4- تكرار ظهوره
5- مدى كونه عاما او خاصا
6- المقارنة مع بقية التلاميذ او ممن هم في نفس السن و المستوى الدراسي
7- تأثيراته على المدرس و على الاخرين من حيث الرفض و التقليد و المواجهة
8- عدد هذه المشاكل السلوكية في القسم الواحد و الحصة و في المدرسة و يمكن ان يتعين بهذه العناصر حتى يتمكن من تكوين احكامه عن مدى اهمية و خطورة السلوك او السلوكات لتكون محل اهتمام و العناية و التعديل
مثل هذه الخطوة تدخل في اطار ما اشار اليه فادي عمر الجولاني (1999) عندما تحدث عن طريقة دراسة الحالة و هي الانسب في هذه الحالات و تتصف هذه الطريقة باتباع ما يلي :
1- تحديد و معرفة الحالة
2- التعريف بالمشاكل
3- معرفة مصادر البيانات
4- تحديد الوسائل المناسبة حسب كل حالة نذكر هنا مثلا : المقابلة ، الملاحظة ، الاختبارات ، الملف الطبي ، الاستبيان و غيرها .
5- تحليل البيانات و معرفة الاسباب وراء المشكل .
6- الوصول الى نتائج و تقديم حلول و اقتراحات
و اخيرا يبقى ان نشير بصدد هذا العنصر ان Roberts و اخرون (1994) ينصحون بان تكون الطريقة المتبعة مختصرة و مقنعة و مناسبة للطفل و جو المدرسة و العائلة و المحيط ، كما انها تكون لها مصداقية احصائية و تؤدي الى احداث تغيرات فعالة و ناجعة .
علاج و تعديل المشاكل السلوكية :
يشير محمد عويضة (1996) الى انه اذا كان تشخيص مشكلات لا تجب ان يتم بمعزل عن الظروف الاجتماعية و الاسرية ، فان العلاج السلوكي يتطلب ايضا ذلك ، و لهذا فان المعالج السلوكي يحتاج الى مساعدة و تعاون الراشدين و الزملاء و مربين و المشرفين على الطفل .
و بعبارة اخرى ، فان العلاج السلوكي عملية نشطة يساهم فيها المعالج و الطفل و الاباء او بدائلهم جميعا ، و هي عملية ممتدة اي تنفيذها لا يقتصر على الساعة التي يمضيها الطفل في العيادة النفسية بل تمتد الى الاسرة و المدرسة و المجتمع ، يجد المعالج السلوكي في احيان كثيرة ان علاج مشكلات الطفل السلوكية بطريقة ناجحة لا يقتصر على علاج الطفل بل قد يتطلب علاجا و تعديلا في سلوك الكبار انفسهم و من ثم فقد يمنح بعض وقته للأسرة محاولا ارشاد افرادها الى طرق و قواعد اسلم من التفاعل و التصرف و العلاج السلوكي كما شرحه عبد الستار و اخرون (1993) هو ببساطة شكل من اشكال العلاج يهدف الى تغيرات من سلوك الفرد ، تجعل حياته و حياة المحطين به اكثر ايجابية و فعالية ، و يهتدي العلاج السلوكي لتحقيق هذا الهدف بالحقائق العلمية و التجريبية في ميدان السلوك .
و نظرا لكون الاعمال الاولى في هذا المجال ، و كما ذكر محمد جودة (1991) كانت مرتبطة بظهور نظرية التعلم . فان فئة كبيرة من المعالجين السلوكين ترى ان يقتصر العلاج على مبادئ المأخوذة من نظريات التعلم للعلماء امثال Pavlov و Huppو Waston لكن ما هو معلوم به الان هو عدم الاعتماد على هذه النظريات الشخصية و النظريات فقط ، بل هناك اعتماد على جوانب اخرى من التقدم العلمي في نظريات الشخصية و النظريات السلوكية و المعرفية الاجتماعية في علم النفس (محمد جودة 1991 ، ص 63)
لكن ما يجب لفت الانتباه اليه و وفقا لما ذكرته حنان عبد الحميد العناني (1998) هو انه يجب التمييز بين العلاج السلوكي على الحالات التي تتصف بالاضطراب النفسي و العقلي ،و المشكلات الانفعالية بينما يستخدم مفهوم تعديل السلوك للمشكلات المرتبطة بالنمو مثل صعوبات التعلم و التخلف الدراسي و المعوقات الاخرى للنمو ، و ضبط التصرفات الخاطئة و الانحراف الاجتماعي المتمثل في السلوك العدواني و الجناح في حين يفضل اخرون استخدام مفهوم العلاج السلوكي على اساس انه اكثر شمولا في مدلوله من مفهوم السلوك لان اي عرض سلوكي يتضمن القيام بتعديل بعض الانماط الخاطئة في السلوك (حنان عبد الحميد العناني 1998)
نحن هنا استخدمنا المصطلحين معا للإشارة في نفس المعنى ، و هذا يتفق مع ما اشار اليه عبد الستار و اخرون (1993) على ان الكثير من العاملين في ميدان الطب النفسي ينظرون الى العلاج النفسي بأشكاله المختلفة و العلاج السلوكي على انهما يشكلان تيار واحد مستقلا و يمكن وفق هذا التصور النظر الى العلاج السلوكي على انهما يشيران بشكل عام الى تعديل حالات سلوكية مضطربة بوسائل غير طبية .
الاسس النظرية التي يعتمد عليها العلاج السلوكي :
ترتكز مناهج العلاج السلوكي كما شرح ذلك زكريا الشربيني (1994) على الاربعة محاور مستمدة من النظريات التالية :
1- التعلم الشرطي و يستمد افكاره من اعمال بافلوف .
2- التعلم الفعال الاجرائي و التي وضع اسسها الامريكي سكينر
3- التعلم الاجتماعي و هي من النظريات المعاصرة التي صاغ اسمها العالم باندورا
4- التعلم المعرفي و التي من ابرز اعلامها باك و بياجي
اجراءات العلاج السلوكي :
لقد حددتها حنان عبد الحميد العناني (1998) في سبع نقاط هي :
1- تحديد السلوك المطلوب تعديله .
2- تحديد الظروف التي يحدث فيها السلوك المضطرب .
3- تحديد العوامل المسؤولة على استمرار السلوك المضطرب .
4- اختيار الظروف التي يمكن تعديلها او تغييرها .
5- اعداد جدول لإعادة التعلم .
6- تعديل الظروف البيئية .
7- تعديل الظروف السابقة للسلوك المضطرب .
اساليب تعديل السلوك :
تكمن حسب الباحثة حنان عبد الحميد العنابي (1998) في اتباع ما يلي :
- اسلوب الكف المتبادل ، التعزيز الموجب او الثواب ، التعزيز السالب ، الخبرة المنفردة ، تدريب الاغفال او الانطفاء ، التخلص من الحساسية التدريجي ، التدريب السلبي ،، او الممارسة السالبة.
والعلاج السلوكي طبعا يتم اما فرديا و هذا عن طريق دراسة الحالة و هو الذي تمت الاشارة اليه سابقا ، او عن طريق العلاج الجماعي و طبعا قد لا يسعنا المجال هنا لإعطائه بعض الشروحات .
- و في الاخير نشير الى انه لا يكون هناك تشخيص دون علاج او تعديل و ما التشخيص و العلاج السليمين الا هما هدف اسمى يصبو الى تحقيقه كل المهنيين بالأطفال و مشاكلهم و توافقهم .
لكن للأسف فان هناك صعوبات نلاحظها عندنا في الجزائر يمكن تلخيصها فيما يلي :
1- عدم تعاون الحالة المدروسة و اسرتها مع الدارس .
2- نقص الرواكز و الاختبارات .
3- صعوبة الحصول على المعلومات عن الحالة .
4- رفض الاسرة احيانا التعاون مع الدارس .
5- عدم وجود خلفية كافية عن تصميم البرامج .
6- عدم ممارسة تصميم برامج العلاج على اسس علمية و بصورة منتظمة للمشكلات .
7- عدم قدرة المدرس مثلا على التعامل مع المشاكل .
8- نقص التواصل بين الاسرة و هيئة التدريس .
9- نقص المراجع و الابحاث العلمية .











خلاصة الفصل :
يمكننا اخيرا القول ان هذا الفصل تضمن الجوانب الهامة من الدراسة اين تم فيه التعرض للتعريف بالمشاكل السلوكية و كيفية حدوثها و خطورتها خاصة في مؤسساتنا التعليمية التي لاحظنا هنا انها تعتبر هامة و حساسة و تؤثر في سلوكات التلميذ المستقبلية .
اضافة الى هذا عرفنا انواع هذه المشكلات و التي راينا انها كثيرة و متشعبة و ذلك تبعا لأسباب التي وراء حدوثها ، و التي منها ما يتعلق بالتلميذ و منها ما يتعلق بمدرسة و ما يتعلق بالأسرة و المجتمع.
و لكن هذه المشكلات اذا بقيت على حالها دون اهتمام و متابعة و دراسة و علاج ، فإنها لا تضر بالطفل فحسب بل تضر كذلك بمن حوله ، لذلك ارتأينا ان نضم عناصر هامة تتعلق بكيفية التشخيص و سبل العلاج و التعديل ، حيث نعمل على خلق شخصية سليمة و متوافقة في المجتمع الذي نعيش فيه الا و هو الجزائر .