منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - كتاب أعلام وأقزام فى ميزان الإسلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-04-23, 21:48   رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية ¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
 

 

 
الأوسمة
المركز الثاني في  مسابقة التميز في رمضان 
إحصائية العضو










افتراضي

(1/532)
________________________________________

* أنيس منصور ويوسف السباعي والدعوة إلى إعادة البغاء:

"طالب يوسف السباعي وأنيس منصور بالعودة إلى الدعارة العلنية بدعوى أن ذلك يقضي على القلق الذي يساور الشباب في المجتمعات، ولو كانوا صادقين مخلصين في النصح لطالبوا بأسلوب من التربية الدينية والخلقية، فهذا وحده هو الأسلوب الذي يؤدي إلى إنقاذ هذه الأجيال، أما هذه الدعوى المسمومة فإنها لا تحقق إلا مزيدًا من الفساد، وما تزال تجربة البغاء التي عرفتها البلاد العربية في ظل النفوذ الأسمتعماري معروفة، وقد ظل معسكر العاهرات أكبر مصدر لنشر الأمراض السرية التي فتكت بأجسام وعقول الآلاف من الرجال، والتي دمرت الآلاف من العائلات وأشاعت البؤس والشقاء بين آلاف الأسر" (1).

* أنيس منصور على رأس الذين نقلوا ركام الفكر الغربي الحديث:

"لقد كان الأدب هو أوسع الأبواب مدخلاً لتقديم السموم المختلفة، وأيسرها لتقديم الأساطير والخرافات التي تزخر بها الآداب الغربية عن اليونان والفرس والمجوس القديمة، ولقد كان للقصة الغربية المترجمة مكان واسع، واحتلت كتابات كل دعاة الجنس وتدمير القيم من سارتر إلى بكيت إلى دور كاديم إلى كافي إلى كفكا مكانًا بارزًا فنقلت إلى أفق الفكر الإسلامي عن طريق الصحافة مترجمات مسمومة وأفكارًا مضللة، ولم يتوقف الأمر كما كانوا يقولون عن الروائع - بل إنهم لم يتركوا شيئًا على مختلف المستويات والمذاهب حتى أشدها ضلالاً إلا قدموه، وهم يهدفون بذلك إلى إثارة موجة من الاضطرابات والبلبلة نتيجة هذا التضارب الشديد.
وكان أنيس منصور على رأس هؤلاء الذين نقلوا ركام الفكر الغربي
__________
(1) "الصحافة والأقلام المسمومة" (ص 85).
(1/533)
__________
الحديث، وكان لويس عوض وغيره من ناقلي ركام الفكر الوثني الغربي وكلها أفكار تدور حول الجنس والمرأة والأهواء.
وهم حين يترجمون لا يؤصلون الأشياء ولا يعرفون القارئ العربي بالمترجم لهم ولا يذكرون مثلاً أنه كان مجنونًا أو مصابًا بأشد أنواع انفصام الشخصية كنيتشه أو فرويد، ولكنهم يقدمون كل ذلك كأنه علم وكأنه حقيقة، بينما هو في الحقيقة من أهواء النفوس الضالة المغموسة في أشد ألوان الفساد والانحراف ويتركون التساؤلات دون إجابة زيادة في التعمية، وكل الأسئلة المحيرة التي يوردها الباحثون والعلماء إجابتها واضحة أمام المسلم؛ فلماذا لا يجيبون ولا يهدون القارئ الحائر إلى الحقيقة التي يعلمها، لماذا يتركونه في متاهات ومجاهل وتساؤلات والإجابة يسيرة؟ لماذا يخلقون هذا الجو من الحيرة والشك؟ إن القارئ المسلم يعرف أنه ليس في حاجة إلى كل هذا الركام، ويفهم أن هذا الركام من حثالة أقوام ضلوا وانحرفوا فهو لا يستطيع أن يهديهم أو يقدم لهم شيئًا نافعًا وأنه من صنع بيئة أخرى؛ فلماذا يترجمونه ويقدمونه ويملأون به الصفحات إلا إن كانوا يريدون خداع الذين لا خلفية لهم وتضليلهم.
- إن الأمانة تقتضي من الصحافة العربية حين تقدم قصة أو كتابًا أو موضوعًا غربيًا أن تقدم كاتبه بأمانة وتقدم ظروف البحث بأمانة وأن توازن بين مفهومنا الإسلامي وبين مفهومهم وبين حاجتنا إلى ذلك أم العكس.
أما أن تغرقنا الصحافة العربية في باب الأدب بكل هذا الركام من المترجمات التي تزيد من حيرة الشباب الصغير الذي يكون في هذه المرحلة في حاجة إلى إضاءة الطريق أمام نفسه القلقة إلى معرفة الخير والنور والهدى والرشاد؛ فإن أصحابنا مسئولون أمام الله عن هذه الجرائم؛ لماذا لا يضعون الإجابات عن تلك الشبهات والتساؤلات؟ لماذا لا يضعون أبحاثهم المترجمة
(1/534)
________________________________________
في إطارها الصحيح؟ لماذا لا يقدمون الطيب والكريم والنافع ويؤثرون عليه الخبيث والفاسد والمنحرف منذ أن اصطنع لهم طه حسين ترجمة القصة الفرنسية المكشوفة (ومن سَنَّ سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها) وفي مجال التراث تفسح الصحافة العربية أعمدة كثيرة، وموضوعات متعددة، وترمي تراثنا بأنه صحائف صفراء كما يقول يوسف إدريس وغيره، وهو قول باطل؛ فإن تراثنا تشهد له الدنيا كلها، وعلماء الغرب المنصفون يعرفون قدره، ولا يماري في هذا إلا عدو أو جاهل أو مضلل.

* محمد أنيس منصور ودوره الكبير في إحياء الأساطير الفرعونية:

ولقد قام محمد أنيس منصور بدور كبير في إحياء الأساطير الفرعونية في مقالات متصلة، وقدم ركامًا كثيرًا عن الفكر الفلسفي والديني عن الفراعنة وهو من نافلة القول التي لا تقدم ولا تؤخر، فلم يعد هناك من يؤمن بهذه الأساطير، كذلك فقد كانت من خداعات الكتاب ذلك الحديث المكرر المعاد عن ديانة التوحيد عند إخناتون ولم يكن إخناتون إلا أحد مؤلهي الشمس، أما ما عرفه الفراعنة من النظريات الطبية والفلكية وما بلغوه في مجال الهندسة والعمارة والزراعة، فذلك تراث الأجيال الذي قدمته لهم الأديان السماوية أساسًا، ولكن الفراعنة لم يكونوا إلا مسخرين للأساطير والأشباح والأرواح والسحر وما يسمونه سر الأرقام وقوى الحروف وهي من الخدع الباطلة، أما إيمان الفراعنة بالحياة بعد الموت فهو مستمد من أديان السماء، والهدف معروف لتقديم كل هذه الأساطير، وهو بلبلة الأذهان وصرفها عن مفهوم الدين الحق والتوحيد الأصيل.

* أنيس منصور والوجودية:

ويُعنىَ أنيس منصور بالوجودية وكتابات فرانسوا ساجان ويملأ الصفحات
(1/535)
________________________________________
على امتداد الأسابيع والشهور بهذه الأفكار المسمومة، عندما تعالت صيحة الوجودية وحاولت احتواء الفكر البشري، ثم لم يلبث أن سقطت؛ لأنها لم تستطع أن تستجيب للفطرة الإنسانية، وإنما كانت تمثل الأوهام والمطامع والشهوات والصرخات الصاخبة، ولذلك سرعان ما انطفأت الوجودية وسارتر وفرانسوا ساجان.
ويُعنَى أنيس منصور بأن يترجم سموم ساجان ليطلع شبابنا وبناتنا على ما لم يقرأوه، فيقول أنها فتاة كافرة تقول الصدفة أرادت، الصدفة شاءت، ونعرف أن وراء هذه التفاهات قوى تنشرها وتملأ بها الدنيا وتجند لها أسباب الشهرة والمال؛ لأنها سموم يتلقفها الشباب فيزداد رخاوة ومرضًا.
- لقد عاش أنيس منصور سنوات عمره كلها يترجم السموم ويقدم الكتابات الجنسية والأساطير والقصص والصور الفاسدة، يقرؤها الشباب في طول البلاد وعرضها عن طريق أخبار اليوم على أوسع نطاق وفي خلال سبعة عشر عامًا يتصدر الصفحة الأخيرة من الأخبار لينقل سمومه دون توقف.

* أنيس منصور يبث السم في العسل:

لما تحدث عزيز أباظة عن اللغة الفصحى، وهاجم اللهجة العامية وكتابها شنت عليه الحرب من الماركسيين والوجوديين على السواء، كأنما هناك اتفاق مشترك بين القوى المضادة على محاربة الفصحى، وبالرغم من أن أنيس منصور يتحذلق أحيانًا في الدعوة إلى الفصحى إلا أنه هاجم عزيز أباظة، يقول: أخطأ عزيز أباظة مرتين:
أولاً: عندما جعل مشكلة الفصحى والعامية نوعًا من الشكوى وكان في استطاعته أيضًا أن يشكو من الشعر الحر ومن الفنون التجريدية في الرسوم.
ثانيًا: جعل القصة شكوى أو بلاغًا أو تهمة في حين أن مشاكل اللغة
(1/536)
________________________________________
والفن هي وجهات نظر وتجارب يقوم بها الأدباء والفنانون في مجالات مختلفة في الشكل والمضمون والأداء ولا بد أن يكون هناك تطوير لأدوات التعبير.
وهذا الكلام المسموم الذي يقوله أنيس منصور هو ذلك النص المكتوب الذي قدمه الاستشراق والتبشير لطه حسين وسلامة موسى وكل أعداء الفصحى ليقولوا به خداعًا؛ وإلا فمن قال أن اللغة العربية الفصحى تخضع لمثل هذه المفاهيم، وهي لغة القرآن الكريم ولغة ألف مليون من البشر من حيث العقيدة والفكر، ولغة مائة مليون من العرب وكل محاولة ترمي إلى ما تسمى بتطوير أدوات التعبير إنما تستهدف إيجاد فاصل عميق بين بلاغة القرآن وبيانه وبين أسلوب الأداء العربي، ولا ريب أن كل ما يُدعَى بالتقريب بين العامية والفصحى أو اللغة الوسطى أو غير ذلك، إنما هو من محاولات التغريب والغزو الثقافي التي يراد بها فصل الأجيال الجديدة عن أسلوب القرآن وعن التراث الإسلامي، ويكذب أنيس منصور حين يقول أن اللغة وسيلة من وسائل المواصلات بين الناس، وأنها تتطور فإن هذا القول إن كان معروفًا ما وراءه فإنه يمثل دعوة خطيرة، وإن كان لا يعرف ما وراءه فإنه يمثل جهلاً بأبعاد قضية مرتبطة بالعقيدة والفكر والثقافة إلى أبعد حد.










رد مع اقتباس