منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تهافت أدعياء السلفية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-11-20, 16:18   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
الغضنفر
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية الغضنفر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وتفصيل ذلك على الآتي:
الكلام صفة كمال لأن من يتكلم أكمل ممن لا يتكلم ومن يتكلم بمشيئة وقدرة أكمل ممن يكون الكلام لا إرادياً ليس لهو عليه قدرة ولا له فيه مشيئة ولذلك فالله عز وجل متكلم حقيقة بكلام هو صفة من صفاته العليا حقيقة ويتكلم متى شاء بما شاء ولذلك قال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}.
والآية تبين وقت كلام الله سبحانه وتعالى لنبيه موسى عليه السلام وهو إنما كان بعد ما جاء موسى لميقات ربه وليس كما قال البيجوري وأشياعه وسلفه، أن الله عز وجل لم يزل متكلماً أزلاً وأبداً ومعنى كلامه أن الله عز وجل لم يزل ولا يزال أزلاً وأبداً يقول يا موسى يا موسى يا موسى وكلام الله عز وجل يعلم منه أنه حين جاء موسى كلمه فهو سبحانه وتعالى لم يزل متكلماً إذا شاء ومشيئته وقعت حين جاء موسى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأتباع السلف يقولون إن كلام الله قديم إي لم يزل متكلماً إذا شاء، لا يقولون إن نفس الكلمة المعينة قديمة، كندائه لموسى ونحو ذلك) "12".
ومثال ذلك الذي ذكرنا في كتاب الله كثير ومنه قول الله تعالى: {فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهم ربهما ألم أنهكم عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين}. وكقوله تعالى: {وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجياً}.
وقد تكلم الله بلفظه ومعناه بصوت نفسه قال تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام لله}. فبين سبحانه وتعالى أن المسموع هو كلام الله تعالى حقيقة وقد سمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبريل عليه السلام الذي سمعه من الله تعالى ونزل به إليه وأسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهو الذي أمره الله عز وجل بإسماعه للمشرك المستجير.
وقولهم أن القرآن دال على كلام الله عز وجل وليس هو كلام الله عز وجل؛ بل ليس فيه إلا المعنى القائم بذات الله واللفظ مخلوق فهذا يرده قوله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} ولم يقل الله عز وجل: (حتى يسمع ما هو عبارة عن كلام الله)، والأصل في الإطلاق الحقيقة كما أشار البيجوري نفسه ص74.
قال شارح العقيدة الطحاوية: (وحقيقة كلام الله تعالى الخارجية: هي ما يسمع منه أو من المبلِّغ عنه فإذا سمعه السامع علمه وحفظه، فكلام الله تعالى مسموع له معلوم محفوظ، فإذا قاله السامع فهو مقروء له متلو فإن كتبه فهو مكتوب له مرسوم. وهو حقيقة في هذه الوجوه كلها لا يصح نفيه، والمجاز يصح نفيه، فلا يجوز أن يقال: ليس في المصحف كلام الله، ولا: ما قرأ القارئ كلام الله تعالى وقد قال تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} وهو لا يسمع كلام الله من الله وإنما يسمعه من مبلِّغه عن الله. والآية تدل على فساد قول من قال: إن المسموع عبارة عن كلام الله وليس هو كلام الله فإنه تعالى قال: {حتى يسمع كلام الله} ولم يقل حتى يسمع ما هو عبارة عن كلام الله، أو حكاية عن كلام الله، وليس فيها كلام الله فقد خالف الكتاب والسنة وسلف الأمة وكفى بذلك ضلالاً) "13".
أما بالنسبة أن الله تعالى لم يتكلم بحرف وصوت .
ومذهب السلف في ذلك هو ما ذكره سابقاً شيخ الإسلام ابن تيمية: (وقد نصَّ أئمة الإسلام أحمد ومن قبله من الأئمة أن الله تكلم بالقرآن بحروفه ومعانيه بصوت نفسه كما ثبت بالكتاب والسنة وإجماع السلف، وصوت العبد ليس هو صوت الرب ولا مثل صوته فإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله وقد نص أئمة الإسلام أحمد ومن قبله من الأئمة على ما نطق به الكتاب والسنة بأن الله ينادي بصوت وأن القرآن كلامه تكلم به بحرف وصوت ليس منه شيء كلاماً لغيره لا لجبريل ولا غيره)
والأدلة على ذلك كثيرة من السنن النبوية الشريفة فمنها:
1) قوله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول لكم ألم حرف؛ ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)).
فبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كتاب الله حروف، وكتاب الله هو كلامه وقد سمى الصحابة آيات الله وكلامه حروفاً، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (سمعت هشام بن حزام يقرأ سورة الفرقان فقرأ فيها حروفاً لم يكن نبي الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، قال: فأردت أن أساوره وأنا في الصلاة فلما فرغ قلت: من أقرأك هذه القراءة. قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: كذبت والله ما هكذا أقرأك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأخذت بيده أقوده فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إنك أقرأتني سورة الفرقان وإني سمعت هذا يقرأ حروفاً لم تكن أقرأتنيها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إقرأ يا هشام. فقرأ كما كان قرأ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت. ثم قال: إقرأ يا عمر فقرأت فقال: هكذا أنزلت. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرؤا ما تيسر منه) "16".
والآثار في ذلك كثيرة.
أما أن الله عز وجل يتكلم بصوت وهو ما قدمنا أنه قول السلف من الصحابة رضوان الله عنهم ومن تابعهم فأدلته كثيرة منها:
1) قال البخاري في صحيحه في كتاب التفسير في باب قوله: {وترى الناس سكارى} حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم! فيقول: لبيك ربنا وسعديك. فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار. قال: يا رب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف - أراه- قال: تسعمائة وتسعة وتسعين. فحينئذ تضع الحامل حملها، ويشيب الوليد، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسع وتسعين. ومنكم واحد. ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود وإني لأرجوا أن تكونوا ربع أهل الجنة، فكبرنا. ثم قال: ثلث أهل الجنة، فكبرنا. ثم قال: شطر أهل الجنة، فكبرنا)) "17".
قال البخاري في خلق أفعال العباد: حدثنا داود بن شبيب حدثنا همام حدثنا القاسم بن عبدالواحد حدثني عبدالله بن محمد بن عقيل أن جابر بن عبدالله حدثهم أنه سمع عبدالله بن أنيس رضي الله عنه يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يحشر العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بَعُدَ كما يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة) "18".
وقال البخاري قبله: (وفي هذا دليل أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق لأن صوت الله جل ذكره يسمع من بعد كما يسمع من قرب وأن الملائكة يصعقون من صوته فإذا تنادى الملائكة لم يصعقوا وقال الله عز وجل: {فلا تجعلوا لله أنداداً}).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (وذلك أن من آمن بما وصف الله به كلامه، فأقر بأنه جميعه كلام الله، وأقر به فلم يكفر بحرف منه، وعلم أن كلام الله أفضل من كل كلام وأن خير الكلام كلام الله، وأنه لا أحسن من الله حديثاً ولا أصدق منه قيلاً، وأقر بما أخبر الله به ورسوله من فضل بعض كلامه، كفضل فاتحة الكتاب وآية الكرسي وقل هو الله أحد ونحو ذلك؛ بل وتفضيل يس وتبارك والآيتين من آخر سورة البقرة؛ بل وتفضيل البقرة وآل عمران وغير ذلك من السور والآيات التي نطقت النصوص بفضلها وأقربأنه كلام الله ليس منه شيء كلاماً لغيره لا معانيه ولا حروفه فهو أبعد عن جعله عِضين) "19".
مسألة:
سئل شيخ الإسلام رحمه الله عن إمام يقول يوم الجمعة على المنبر في خطبته: إن الله تكلم بكلام أزلي قديم... ليس بحروف ولا صوت، فهل تسقط الجمعة خلفه أم لا؟ وما يجب عليه؟
فأجاب رحمه الله تعالى: (الذي اتفق عليه أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، وأن هذا القرآن الذي يقرؤه الناس هو كلام الله، يقرؤه الناس بأصواتهم، فالكلام كلام الباري، والصوت صوت القارئ، والقرآن جميعه كلام الله حروفه ومعانيه. وإذا كان الإمام مبتدعاً، فإنه يصلي خلفه الجمعة، وتسقط بذلك، والله أعلم) "20".
قال الذهبي رحمه الله تعالى: (وأما داود فقال: القرآن محدث، فقام على داود خلق من أئمة الحديث وأنكروا قوله وبدَّعوه، وجاء من بعده طائفة من أهل النظر فقالوا: كلام الله معنى قائم بالنفس، وهذه الكتب المنزلة دالة عليه ودققوا وعمقوا، فنسأل الله الهدى وإتباع الحق، فالقرآن العظيم حروفه ومعانيه وألفاظه كلام رب العالمين غير مخلوق وتلفُّظُنا به من أعمالنا المخلوقة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "زينوا القرآن بأصواتكم") "21"
وقال أبو أحمد بن الحسين الشافعي المعروف بابن الحداد رحمه الله تعالى: (وأن القرآن كلام الله رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلب محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، أنزله بعلمه والملائكة يشهدون، وكفى بالله شهيداً، وأنه غير مخلوق، وأن السور والآيات والحروف والمسموعات والكلمات التامات التي أعجزت الأنس والجن على أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ليس بمخلوق كما قال المعتزلي، ولا عبارة كما قال الكلابي، وأنه المتلو بالألسنة المحفوظ في الصدور، المكتوب في المصاحف، المسموع لفظه، المفهوم معناه، لا يتعدد بتعدد الصدور والمصاحف والآيات، ولا يختلف باختلاف الحناجر والنغمات) "22".

"12"الطحاوية 194

"13" الجوهرة 72

"14"مجموع الفتاوى 2/584

"15"رواه الترمذي عن ابن مسعود دون قوله ولام حرف،وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه 3075/4

"16"البخاري(6/227-228) وأحمد(1/24،42-43) والنسائي(2/150-152) وغيرهم.

"17"وأخرجه أحمد (3/32-33) ومسلم(1/201-202)

"18"وأخرجه البخاري في الأدب المفرد وأحمد (3/495) والحاكم (2/437-438،4/574-575) وصححه ووافقه الذهبي. وذكره البخاري في صحيحه معلقاً في كتاب التوحيد وأخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (1/133) وقال الهيثمي فيه عبدالله بن محمد ضعيف أ.ه. قلت: وفي التقريب صدوق في حديثه لين. قال ابن حجر في فتح الباري (1/174) بأن له طريقاً آخر أخرجه الطبراني في مسند الشاميين وتمام في فوائده من طريق الحجاج بن دينار عن محمد بن المنكدر عن جابر بمعناه وقال ابن حجر:إسناده صحيح.

"19"جواب أهل العلم والإيمان 79-80

"20"الفتاوى 23/361

"21" أ خرجه أحمد(283، 285، 304) وابن ماجة(1342) والنسائي(2/179-180) والحاكم(1/573) وأبو داود الطيالسي(738) وابن حبان(6610-موارد الظمآن)

"22"اجتماع الجيوش الإسلامية 104