بسم الله الرحمن الرحيم
لقد آلمني كثيرا أسلوب هذا الحوار حول أمير همام وبطل مغوار شهد له بذلك العدو قبل الصديق والبعيد قبل القريب
وانا اتابع الرد والرد الآخر تخيلت وان الأمير رحمه الله واقف أمام رئيس جلسة محاكمته ، حول جريمة إقترفها ، وأنكم جميعا تأسستم للدفاع عنه .
إخواني وسادتي المحترمين :
أرى بأن الأمير عبد القادر ليس في حاجة لمن يدافع عنه ، سواء من الخلف أو غيرهم . وأرى بأن الأمير بحاجة الى تبليغ إنجازاته بأمانة الى أحفاده الجزائريين أولا والعرب ثانيا والمستضعين في الأرض عموما ثالثا.
فإن كان إستسلم أو هاجر أو ....أو .....غير ذلك من المصطلحات
السؤال : هل الأمير وأصحابه المجاهدين الأبطال أسسوا دولة أم لا.
بالطبع الجواب نعم . أسسوا دولة ودوخوا العدو والحقوا به شر الهزائم .
فلماذا يستسلم الأمير إذن.
خوفا من الموت ، لايعقل لعالم مسلم قائد لجيش يقــاوم الكفار ، وهو يعلم درجة الشهــــــادة عند الله أن يحــــرم نفسه وإخـــوانه من الفوز بها.
طمعا في جاه ، لايعقل لأمير من سلالة شريفة مسلمة أن يطلب جاه لدى عدو إغتصب أرضه ، لأن دينه يمنعه من ذلك .
وأيضا لماذا قام الأمير بهذه المقاومة أصلا ضد الإستعمار ، لو لم تكن تلبية لنداء الدين والشرف والوطن .
ولما كان أمر المجاهدين مع الأمير جماعي شوري في إتخاذ القرارات الحاسمة ، فكيف يسمح القادة من المجاهدين لأميرهم بالإستسلام المزعوم.
إن رأي العقل لايقبل هذه الفرضية من أية وجهة كانت .
إلا أننا معشر الشعوب المسلمة اصابتنا مصيبة التشكيك في كل شيئ حتى صرنا لانميز الصديق من العدو . فثوراتنا وأبطالنا وشهداؤنا وتاريخنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا وإنجازاتنا وإخفاقاتنا كل مشكوك فيها .
أما مايقال من وراء البحار فهو صحيح وغير قابل للتشكيك أبدا.
لذلك أرى أنه لا يليق بنا جميعا مهما كانت مستوياتنا العلمية أن نسبح في تيار التشكيك ، وإنما المطلوب منا تقصي الحقائق التاريخية الصحيحة من مصادرها الحقيقية الموضوعية وتبليغها للأجيال بكل أمانة وصدق بعيدا عن كل المزايدات والملاسنات والمهمات الشخصية على حساب مصير تاريخ أمة ضاربة في أعماق التاريخ الإنساني منذ آدم عليه السلام.
فالتاريخ بحوادثه وشخصياته ليس ملك لأحد ، بل هو وقف للأجيال الصاعدة تورثه تتابعا من جيل الى جيل .
ولا يحق لأحد أن يزعم حقا في شيئ من التاريخ اكثر من غيره .
فخلف سلالة الأمير الشريفة وإن نالوا شرف الإنتساب وغيرهم من إخوانهم الجزائرين إما أن يقولوا خيرا أو يصمتوا ،لأن الأمير وغيره من ابطال تاريخ هذه الأمة ليسوا في حاجة لمن يدافع عنهم عن تهم توزع من هنا وهناك لأغراض منها ومنها ......
إنما هم في حاجة وليس هم بل نحن الى الحفاظ على إنجازاتهم وتوصيلها بكل أمانة وصدق الى الأجيال والأجيال حاضرا ومستقبلا. هذه المحافظة أيضا ليست لهم وإنما لصالح الأجيال لإستلهام وليس إستسلام العبر من ماضي أجدادهم وآبائهم الأبرار الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل أن تعيش وتستمر هذه الأمة الجزائرية الخالدة رغم كيد الكائدين .
وفي الختام أرجوا من جميع الأخوة أن يعذروني ويوسعوا صدورهم لتقبل ما جادت به أعماق عقلي وقلبي حول أميرنا الخالد في التاريخ الأمير عبد القادر سليل الشرف والكرامة والبطولة والفداء ، رغم أنوف المشككين والموالين والأعداء.
والمجد والخلود لشهداء أمتنا منذ أن أختير الدم ضريبة وعربون لنيل الحرية والإستقلال .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته