[أحمد الجمل]

عِلْـــمٌ وَعُلَمَــاءْ

بِاللهِ أَبْــدَأُ مُسْتَعِيـناً والسَّــلامْ

مِنْ بَعْـدِ حَمْـدِ اللهِ هَيَّـا يَا كِـرَامْ

صَلُّـوا عَلَـى خَـيْرِ البـَرِيَّةِ والأَنَامْ

فَبِذِكْـرِهِ تَحْلُـو الْمَجَـالِسُ والْكَلامْ

واللهُ يَرْفَـعُ ذِكْرَكُمْ فَـوْقَ الغَمَـامْ

وتَحُفُّكُـمْ كُلُّ المَلائِكَـةِ الْكِــرَامْ

قَـدْ قَالَـهَا مَنْ لا يَمُـوتُ ولا يَنَـامْ

لا يَسْتـَوِى حَـىٌّ وَمَيـْتٌ بِالتَّمَـامْ

والْعِلْـمُ يُحْـيِى كُلَّ قَلْبٍ يَا غُـلامْ

وأَرَاهُ يَدْفَـعُ بِالْفَقِـيرِ إلَـى الأَمَـامْ

فَيُطَـاوِلُ الأُمَـرَاءَ مَحْمُـودِى الْمَقَامْ

وَيَنَـالُ مَنْـزِلَةَ السَّـلاطِينِ العِظَـامْ

والْخُـلْد يَحْـيَا فِيهِ عَـاماً بَعْدَ عَـامْ

ولَهُ مِـنَ اللهِ الْبِشَـارَةُ فِـى الْخِـتَامْ

يَا أُمَّـةَ اقْـرَأْ أَمْسِـكِى هَذَا الزِّمَـامْ

فالْعِلْـمُ نُـورٌ يَمْحُـو آثَارَ الظَّـلامْ

يَا أُمَّـةَ اقْـرَأْ أَيْنَ مَاضِيـكِ الرِّهَـامْ

أَيْنِ الْعَلِيـمُ بِأَرْضِكُـمْ هَذَا الْهُمَـامْ

أَيْنَ ابْنُ بَادِيـسَ الْمُلَقَّـبُ بِالإمَـامْ

فَبِفَضْـلِهِ عُـرِفَ الْحَلالُ مِنَ الْحَرَامْ

أَحْيـَا ضَمَائِـرَ لَمْ تَذُقْ إِلا الصِّيَـامْ

وَاسْتَيْقَظَـتْ بِسَنـَاهُ أَفْئِـدَةُ النِّيَـامْ

عَبْدَ الْحَمِيدِ أَلَسْتَ كَالْفَيْضِ السُّجَامْ

مِنْ بَحْـرِ جُودِكَ أَثْمَرَتْ أَرْضاً عِقََامْ

واجْتَثَّ عِلْمُـكَ كُلَّ أَدْوَاءَ السِّقَـامْ

وَعَلَـى يَدَيْكَ تَحَسَّنَتْ خُلُـقُ الِّلئَامْ

أَوَمَـا يُجِـلُّكَ يَابْنَ بَادِيسَ الْعَـوَامْ

وَكَذَا خَـوَاصُّ الْقَوْمِ مِنْ سَامٍ وَحَامْ

مَا نِلْتَ هَذَا الْمَجْـدَ وارْتَدْتَ السِّنَامْ

إلا بِعِـلْمِـكَ يَا فَقِيـهاً لا يُـرَامْ

فَتَحِـيَّةً مِنَّـا يُغَـلِّفُـهَا احْتِشَـامْ

وَسَـلامُ رَبِّـى إنَّهُ مِسْـكُ الْخِـتَامْ