السّلامُ عليكم؛
شكراً أختي الأميرة؛ بغضّ النّظر عن الدّين و نفسية كلِّ إنسان؛ السّبب بصورةٍ عامةٍ؛ هو التّفاوت في التّسارع؛ ذالك أنّ سرعة تعقّد الحياة أكبر من سرعة تطوّر الإنسان؛ فأصبح وراءها؛ فركب قطار التّأقلم معها؛ لكنّهُ لم يلحقها؛ فعاد إلى نفسِه كما يعود كلٌّ إلى محطّةِ المُنطلق إذا لم يصل إلى محطّة الوصول؛ فصغُرت الدّنيا في نفسه؛ إذ أصبحت حياتُهُ نفسَهُ للّتي بين جنبيهِ؛ فطفق يبحثُ عن مُتنفّسٍ فلم يجد؛ فزادت الهموم نازلةً بالضّغط؛ فازداد مع الثّواني؛ حتّى جاء اليوم للّذي لم يحتمل فيه حجمُ النّفس الصّغير؛ قوّة الضّغط الكبير؛ كالبالونة للّتي تنفُخ فيها؛ فتنفجرُ إذا زادت عن حدِّها؛ فكذالك الإنسانُ سجينُ نفسهِ؛ سينتحر لعلمه أنّ الحياة لن تتقاسمَ معهُ ضغط الهمّ للّذي يوشك أن يخرُجَ من النّفس إلى الحياة حتّى يسكن؛ وكيف يعلمُ ذالك؟ لأنّهُ من قبلُ لم يستطع التّأقلمَ معها و انطوى على نفسه كما أسلفنا.
السّلامُ عليكم.