[امحمـــد]

بغض النظر عن كل ما يمكن ان يقال
عن الرئيس بوتفليقة
من غير العدل والانصاف
أن ننكر ما قدمه الرجل للجزائر
ولنا أن نعقد مقارنة بين ما كانت عليه بلادنا قبل مجيئه
ثم ما نحن عليه الآن
لان الإنسان يستطيع الصبر على أي شيء في الحياة
إلا انعدام الأمن
...........
ولنتذكر الأيام الخوالي التي أسأل الله جل في علاه
أن يباعد بيننا وبينها كما باعد بين أصحاب الجنة وأصحاب السعير
وكيف كنا ننام على أخبار المجازر
وننهض على عناوين عدد الذين ذبحوا فيها
............
هذا وأرجوا ألا يفهم كلامي دفاع عن النظام جملة
وان كنت أؤمن ان الخلل في وجوه فيه
دون رأسه ممثلا في شخص الرئيس بوتفليقة
ذلك أن البعض من الرؤوس الفاسدة تفننت في إهلاك الحرث والنسل
وإفقار الفقير ببيع لحمه وعرضه وعرقه للغني ...
وكأن الجزائر ملك مشاع ورثوه من أبائهم
مع بقاءها في أماكنها الثابتة عشرات السنوات
(وكأن الجزائر عدمت الرجال غيرهم )
بعدما اتفق البشر والحجر والشجر من حولها
على فسادها وضرورة رحيلها ...!

وفي مقابل مطالبتنا بتغيير الفساد والوجوه الفاسدة
يجب على الواحد أن يجنح إلى تغيير نفسه
من قبيل أن الجزائر ما هي في واقع الأمر إلا 35 مليون مواطن هو أحدهم
وهذا ما يستوجب عدم بحثه عن الخلل في الأسباب الخارجية
دونما لوم للنفس ومحاسبتها
فيحتج بفساد النظام وهكذا أشياء ....
بل نبحث في نفس الوقت عن الخلاص في داخل ذواتنا
وإن كنا من أسباب الافساد في البلاد

" وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ
وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا
اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا
مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا
وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى
وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً "

والأمر وجهة نظر لا غير

والله أعلم