الفصل السادس
بدايه حياه جديده
بعد تدفئه أصابعي المجلده فوق النار نظرت حول الغرفه إنها غرفه جلوس لسست أنيقه كغرفه الجلوس في غايتسهد
إلا أنها مريحه إلى حد ما
دخلت سيده طويله القامه "تتبعها سيده أخرى
قالت الأولى \\إن الطفله صغيره جدا كي ترسل بمفردها
ثم نظرت إلي للحظه ..........وبعد ذلك أضافت ""من الأفضل لها أن توضع في الفراش في الحال ,,,فهي تبدو منهكه هل أنت متعبه
وضعت يدها على كفي وهي تتحدث
((بعض الشئ ياسيدتي))
((وجائعه أيضا من دون شك ....دعيها تنال بعض طعام العشاء قبل أن تأوي إلى السرير ياآنسه ميلر .................هل هذه أول مره تتركين والديك وتأتي إلى مدرسه يافتاتي الصغيره؟؟))
شرحت أن ليس لي أهل................سألتني كم مضى على وفاتهما ثم عن سني ....اسمي وما إذا كنت أستطيع أن اقرأ وأكتب وأخيط قليلاً
ثم لمست وجهي بإصبعها برقه وفيما قالت أنها تأمل أن أكون فتاه صالحه .......... تركتني مع الآنسه ميلر
وقد علمت فيما بعد أن السيده التي تركتنا هي الآنسه تامبل المديره المسؤوله عن المأوى
............بدت الآنسه ميلر أصغر سنا لكن عاديه أكثر ..........بدت متعبه وفيما اقتادتني مررت عبر غرف
وعلى طول ممرات إلى أن سمعت تمتمه أصوات كثيره ,,,,,,,,,,,
,وبعد ذلك بقليل دخلنا غرفه طويله واسعه ذات طاولات ضخمه ...............
توجد اثنتان عند كل طرف أضئ على كل زوج منها زوج من الشمع ...............
وقد جلس حولها مجموعه من الفتيات من كل الأعمار من التاسعه والعاشره وحتى العشرين ..........
.ارتدت كلهن اللون البني ...إنها ساعه الدرس وكن يحضرن عملهن لليوم التالي
أشارت لي الآنسه ميلر بالجلوس ثم أثناء سيرها إلى الغرفه صاحت \
(اجمعن كتبكن وضعوهن جانبا)
نهضت أربع بنات من مختلف الطاولات
وأثناء الذهاب حول الطاولات جمعن الكتب ووضعوهن جانبا ثم أعطت الآنسه ميلر كلمه أمر مجددا
(أحضرن أواني العشاء)
خرجت الفتيات الطويلات إلقامه ثم رجعن بعد وقت قصير كل تحمل صينية مع قطع خبز مرتبه عليها وإبريق ماء مع كوب في الوسط ثم توزيع الخبز وأولئك اللواتي رغبن تناولن شربه ماء وعندما جاء دوري شربت لأنني أنني كنت منهكه للغايه كي آكل
عندما انتهت الوجبة تليت الصلوات وتحركت الصفوف بانتظام اثنتان اثنتان
إلى أعلى الدرج لم أتمكن من البقاء يقظه وبالكاد لاحظت أن المكان هو غرفه النوم فقد كانت كغرفه التدريس طويله جدا
ساعدتني الآنسه ميلر على خلع ملابسي وسرعان ما امتلأت صفوف الأسره الطويله وفي غضون عشر دقائق أطفئ الضوء الوحيد
مر الليل بسرعه كنت مرهقه جدا حتى لأحلم ..................وعندما فتحت عيني
كان جرس يقرع بصوت مرتفع نهضت الفتيات وكن يرتدين ملابسهن
لم يكن ضوء النهار قد لاح بعد بل كان هنالك ضوء يشتعل في الغرفه نهضت بدوري أيضا
وارتديت ملابسي على مضض كان البرد قارسا اغتسلت حين عثرت على وعاء
لم يشغله أحد والذي لم يكن كذلك لبعض الوقت لأن هنالك وعاء واحد لكل ست بنات ..............
.قرع الجرس مجددا وقف الجميع في صف اثنتان اثنتان .....................وبهذا الانتظام هبطن السلم ودخلن غرفه الدرس البارده والسيئه الإضاءه
هنا تليت الصلوات ثم نادت الآنسه ميلر إثر ذلك\\
(شكلن صفوفا)
وتلا ذلك الكثير من الجلبه والحركه لعده دقائق أعطت خلالها الآنسه ميلر ملاحظات متكررة (هدوء),,,,,,,,,,,و,,,,,,,,,,,,,,,(نظام)
وحين انتهى ذلك وجدت الفتيات قد انتظمن في أربع انصاف دائره كل منها أمام طاوله وكرسي ,,,,,,
أمسكت كلهن الكتب بإيديهن ,,,,فيما وضع كتاب ضخم على كل طاوله
تبع ذلك توقف لبضع دقائق ,,,,,,,,,,,,و
مشت الآنسه ميلر من صف لآخر تلزم الهامسات بالصمت
قرع جرس بعيد وفي الحال دخلت ثلاث سيدات الغرفه .......مشت كل منهما إلى طاوله فيما استلمت الآنسه ميلر الرابعه حيث تجمع أطفال صغار ,,,,,,,,والآن استدعيت إلى هذا الصف الأدنى
بدأ العمل الآن بتلاوه طويله للكتاب المقدس وعندما انتهى ذلك بزغ ضوء النهار
قرع الجرس مره أخرى فمشت الصفوف إلى غرفه أخرى من أجل تناول الفطور ,,,كم فرحت إ"زاء فكره الحصول على شئ أتناوله !!!
كنت الآن شبه مريضه بسبب الجوع إذ تناولت القليل جدا في اليوم السابق
كانت موائد غرفه الطعام معده بأوعيه يتصاعد منها البخار الساخن ولكن ماخيب ظني أن الرائحه لم تكن زكيه
رأيت علامات مشتركه لعدم الرضا وفي مطلع الصف بدأت الفتيات الطويلات القامه بالتمتمه
(هذا مقرف لقد احترقت العصيده مجددا)
تليت الصلاه ثم جلبت خادمه بعض الشاي للمعلمات وبعد ذلك بدأت الوجبه
وبما أنني كنت أتضور جوعا وأصبحت الآن واهنه القوى كثيرا أكلت بلهفه ملعقه من حصتي من دون التفكير بالطعم لكن ماإن أشبعت حده جوعي لم أستطع تناول المزيد تحركت الملاعق ببطء من حولي ورأيت أن كل فتاه تذوقت العصيده وحاولت ابتلاعها لكن انتهت المحاوله على الفور
عندما تليت صلاه أخرى عدنا إلى غرفه التدريس
كنت من آخر الخارجين ولدى مروري بالطاولات
رأيت معلمه تأخذ وعاء من العصيده وتتذوقها
.نظرت إلى الأخريات وقد عبرت وجوههن عن عدم الرضا
مرت ربع ساعه قبل أتبدأ الدروس مجددا تحدثت كل واحده
خلالها بصوت مرتفع وبحريه
كانت الأحاديث كلها حول الفطور ,,,,,,,,,,سمعت اسم السيد بروكلهارست
يذكر من قبل البعض
.هزت الآنسه ميلر رأسها بامتعاض لكنها لم تحاول أن توقف التذمر العارم
لا شك أنها تعاطفت معنا!!!
ساد صمت مفاجئ عند الساعه التاسعه ,,إذ دخلت رئيسه المعلمات ودعت الصف الأول من حولها حيث أعطت درسا عن بلدان العالم
فيما عملت الصفوف الأدنى مع معلمات أخريات بالتاريخ وقواعد اللغه
ثم تلا ذلك الكتابه والحساب
وأعطيت دروس الموسيقى لبعض الفتيات الأكبر سنا بواسطه الآنسه تامبل
أخيرا أعلنت الساعه الثانيه عشر فنهضت الآنسه تامبل وقالت \\
_لدي كلمه أوجهها للتلميذات .قدم لكم هذا الصباح فطورا لم تستطعيون تناوله .........لابد أنكن جائعات لذا أمرت بتقديم وجبه مكونه من خبز وجبن للجميع
تطلعت المعلمات إليها بدهشه
((وسيتم ذلك على مسؤوليتي ))
وغادرت الغرفه إثر ذلك في الحال
سرعان ماأحضر الخبز والجبن و وزع مما أفرح المدرسه بإسرها ثم أصدر أمر ((إلى الحديقه))
وبعد أن تبعت الحشد وجدت طريقي إلى الخارج
كانت الحديقه مكانا فسيحا حوله جدران عاليه وقد قسم فراغ في الوسط إلى عدد من المربعات الصغيره أعطيت لكل تلميذه إحداها كحدائق للزرع.......وعندما كانت تمتلئ بالأزهار كانت لتبدو جميله للغايه لكنها كلها كانت شتويه آنذاك
ركضت الفتيات الأقوى ولعبن الألعاب ...لكن الكثيرات اللواتي كن شاحبات وهزيلات تجمعن معا التماسا للحمايه والدفء في باحه مغطاه عند النهايه
وغالبا ما سمعتهن يطلقن سعالا في الهواء الرطب الملئ بالضباب
لم أكن قد تحدثت لأي إنسان كما لم ينتبه أحد لي
وقفت بمفردي بما فيه الكفايه إلاأنني كنت معتاده على الإنفصال عن الآخرين اتكأت على عمود للحمايه وراقبت
محاوله أن أنسى البرد
تطلعت إلى أعلى البيت حفرت الكلمات التاليه في الحجر
دار أيتام لو وود \بنت هذه المدرسه نومي بروكلهارست من بروكلهارست هول
قرأت تلك الكلمات مره أخرى وفيما فعلت ذلك أطلق سعال من خلفي أدرت رأسي ورأيت فتاه جالسه على مقعد تقرأ وعند تقليب صفحه صدف أن تطلعت فقلت لها مباشره
\(هل كتابك مثير ؟)
أجابت بعد توقف للحظه أو اثنتين تفحصتني خلالها ((أنا أحبه))
((عن ماذا ؟))
ردت الفتاه وهي تقدم الكتاب (يمكنك النظر إليه)
أنا أيضا أحببت القراءه لكنني سرعان ماوجدت أنه صعب جدا علي أعدته إليها فتلقته بهدوء وكانت على وشك متابعه قصتها لكنني كنت شجاعه كي أزعجها مجددا
(هل يمكنك أن تخبريني ما الذي تعنيه الكتابه على ذلك الحجر فوق الباب ؟ماهو دار أيتام لو وود؟)
(إنه هذا البيت الذي قدمت للعيش فيه ...........أعتقد أنك يتيمه .......ألست كذلك؟)
(والدي توفيا قبل أن أستطيع تذكرهما )
(حسنا...............
إن جميع الفتيات هنا فقدوا احد والديهم أو كليهما ........إن هذا المكان هو لتعليم اليتيمات
(ألا ندفع لهم المال .............. هل يسبقونا مقابل لا شئ !!)
(نحن ندفع أو أصدقاءنا يدفعون خمسه عشر جنيها لكل منا في السنه ....إنه ليس بالمبلغ الكافي الباقي يسدده سيدات وساده أسخياء في الجوار ومن لندن )
(من هي نومي بروكلهارست ؟؟)
(هي السيده التي بنت هذا المنزل والتي ابنها يدير ويسيطر على كل شئ هنا )
(إذن هذا المنزل لا يخص السيده الطويله القامه التي قالت أننا سننال شيئا من الخبز والجبن ؟)
(يخص السيده تامبل ؟,,,,,,,,,,,,,,أوه لا ليته لها إنها مسؤوله أمام السيد بروكلهارست عن كل ما تقوم به هنا إنه هو من يشتري طعامنا وغذاءنا )
(هل هو رجل صالح ؟)
(إنه كاهن)
(هل تحبين المعلمات ؟)
(نعم إلى حد ما )
سألت عن أسماءهن وتصرفاتهن ....كم مضى على وجودها في المدرسه
وأخيرا عما إذا كانت سعيده هناك
(أنت تطرحين الكثير من الأسئله ..........أريد أن اقرأ)
لكن الجرس قرع في تلك اللحظه ,,,,,,,,,ودخل الجميع المنزل ثانيه قدم الطعام في طبقي تنك ضخمين انبعثت منهما رائحه قويه لدهن سئ ....................ليست بأفضل من تلك التي تصاعدت أثناء الفطور ...........تكون المزيج من بطاطس ذا نوعيه غير جيده وقطع غريبه من اللحم البني المدهن المطبوخ معا
أكلت ما استطعت وتساءلت أن كانت الوجبات مماثله كل يوم
كان هنالك المزيد من الدروس بعد الغداء وحتى الساعه الخامسه
الحادثه الوحيده بعد الظهر كانت عندما رأيت الفتاه التي تحدثت إليها
تطرد على نحو مهين من صف التاريخ وترسل للوقوف في وسط قاعه الصف الضخمه
بدا العقاب مهينا جدا لكرامه المرء خاصه لمثل هذه الفتاه الكبيره
إذ بدت في الثالثه عشره أو أكثر
ولدهشتي لم تبك ولم يحمر وجهها خجلا
سألت نفسي (كيف يسعها تحمل ذلك بهذا الهدوء ...............تبدو وكأنها تفكر بشئ
يتعدى عقابها فهي تنظر إلى ماتستطيع تذكره ,....................ليس إلى ماهو حقا موجود
............تساءلت أي نوع من الفتيات هي ..طيبه أم سيئه
بعد الساعه الخامسه بسرعه تناولنا وجبه أخرى بسرعه تكونت هذه من القهوه ونصف قطعه من الخبز البني
أكلت بلهفه لكنني بقيت جائعه تلا ذلك نصف ساعه من اللعب ثم الدرس ثم كوب من الماء وقطعه من الخبز
الصلوات والسرير
وهكذا كان أول يوم لي في لو وود