بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم جزء من معلقة لبيد بن الحارث
بِمِنىً تَأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجَامُهَا *** عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّها فَمُقامُهَا
خَلَقاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِىَّ سَلامُهَا *** فَمَدافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّىَ رَسْمُهَا
حِجَجٌ خَلَونَ حَلالُهَا وَحَرامُهَا *** دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعدَ عَهْدِ أَنِيسِها
وَدَقُّ الرَّواعِدِ جَوْدُها فَرِهَامُها *** رُزِقَتْ مَرابيعَ النُّجُومِ وَصَابَهَا
وَعَشِيَّةٍ مُتَجاوِبٍ إِرْزامُهَا *** مِنْ كُلِّ سَارِيَةٍ وَغادٍ مُدْجِنٍ
بِالجَهْلَتَيْنِ ظِبَاؤُها وَنَعامُهَا *** فَعَلا فُروعُ الأَيْهَقانِ وأَطْفَلَتْ
عُوذاً تَأَجَّلُ بِالفَضَاءِ بِهامُهَا *** وَالعَيْنُ عَاكِفَةٌ عَلَى أَطْلائِها
زُبُرٌ تُجِدُّ مُتونَهَا أَقْلامُهَا *** وجَلا السُّيُولُ عَن الطُّلُولِ كَأَنَّهَا
كَفِفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشامُهَ *** أَوْ رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَئُورُهَا
صُمًّا خَوالِدَ مَا يَبينُ كَلامُهَا *** فَوَقَفْتُ أَسْأَلُها وَكَيفَ سُؤَالُنَا
مِنْهَا وغُودِرَ نُؤيُهاَ وَثُمَامُها *** عَرِيْتْ وَكانَ بِها الجَمِيعُ فَأَبْكَرُوا
فَتَكَنَّسُوا قُطُناً تَصِرُّ خِيامُهَا *** شَاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ حِينَ تَحَمَّلُوا
زَوْجٌ عَليهِ كِلَّةٌ وَقِرامُهَا *** مِنْ كُلِّ مَحْفوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ
وَظِبَاءَ وَجْرَةَ عُطَّفاً أَرْآمُهَا *** زُجَلاً كَأَنَّ نِعاجَ تُوْضِحَ فَوْقَهَا
أَجْزاعُ بيشَةَ أَثْلُهَا وَرِضَامُهَا *** حُفِزَتْ وَزَيَّلَهَا السَّرَابُ كَأَنَّهَا
وتَقَطَّعَتْ أَسْبابُها ورِمَامُهَا *** بَلْ ما تَذَكَّرُ مِنْ نَوارِ وقَدْ نَأتْ
أَهْلَ الحِجَازِ فَأَيْنَ مِنْكَ مَرامُهَا *** مُرِّيَةٌ حَلَّتْ بِفَيْدَ وجَاوَرَتْ
فَتَضَمَّنَتْهَا فَرْدَةٌ فَرُخَامُها *** بِمَشارِقِ الجَبَليْنِ أَوْ بِمُحَجَّرٍ
منْهَا رُخَافُ القَهْرِ أَوْ طِلْخَامُهَا *** فَصُوائِقٌ إِنْ أَيْمَنَتْ فَمَظِنَّةٌ
وَلَشَرُّ وَاصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُهَا *** فَاقْطَعْ لُبَانَةَ مَن تَعَرَّضَ وَصْلُهُ