بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم جزء من معلقة
طرفة بن العبد
تلُوحُ كَباقي الوَشْمِ في ظاهِرِ اليَدِ *** لِخَوْلَةَ أطْلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَدِ
يقولونَ لا تَهْلِكْ أسًى وتَجَلَّدِ *** وُقوفاً بِها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ
خَلا ياسَفينٍ بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ *** كأنَّ حُدوجَ المالِكِيَّةِ غُدْوَةً
يَجورُ بِها الملاَّحُ طَوْراً ويَهْتَدِي *** عَدَوْلِيَّةٌ أو مِنْ سَفينِ ابن يامِنٍ
كَمَا قَسَمَ التُّرْبَ المُفايِلَ باليَدِ *** يَشُقُّ حَبابَ الماءِ حَيْزومُها بِها
مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَدِ *** وفي الحَيِّ أحْوَى يَنْفُضُ المرْدَ شادِنٌ
تَناولُ أطْرافَ البَريرِ وتَرْتَدي *** خَذولٌ تُراعىَ رَبْرَباً بِخَميلَةٍ
تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ له نَدِ *** وتَبْسِمُ عن أَلْمى كأنَّ مُنَوِّراً
أُسِفَّ ولم تَكْدِمْ عليهِ بإثمِدِ *** سَفَتْهُ إياةُ الشَّمسِ إلاّ لِثاتِهِ
عليه نقيِّ اللَّونِ لم يَتَخَدَّدِ *** ووجْهٍ كأنَّ الشَّمسَ ألْقتْ رِداءهَا
بعَوْجاءَ مِرْقالٍِ تَرُوحُ وتَغْتدي *** وإنِّي لأُمْضي الهَمَّ عند احْتِضارِهِ
على لاحِبٍ كأنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُدِ *** أمونٍ كألْواحِ الإرانِ نَصَأْتُها
سَفَنَّجَةٌ تَبْرِي لأزْعَرَ أرْبَدِ *** جُمالِيَّةٍ وَجْناءَ تَرْدى كأنَّها
وظيفاً وظيفاً فوْقَ موْرٍ مُعْبَّدِ *** تُبارِي عِتاقاً ناجياتٍ وأتْبَعَتْ
حدائقَ موْلِىَّ الأسِرَّةِ أغْيَدِ *** تَرَبَّعتِ القُفَّيْنِ في الشَّولِ ترْتَعي
بِذي خُصَلٍ روْعاتِ أكْلَف مُلْبِدِ *** تَريعُ إلى صَوْبِ المُهيبِ وتَتَّقي
حِفافَيْهِ شُكَّا في العَسيبِ بِمِسْرَدِ *** كأنَّ جَناحَيْ مَضْرَحيٍّ تَكَنَّفا
على حَشَفٍ كالشَّنِّ ذاوٍ مُجَدَّدِ *** فطَوْراً بِهِ خَلْفَ الزَّميلِ وتارَةً
كأنَّهُما بابا مُنيفٍ مُمَرَّدِ *** لها فِخْذان أُكْمِلَ النَّحْضُ فيهِما
وأجْرِنَةٌ لُزَّتْ برأيٍ مُنَضَّدِ *** وطَيُّ مَحالٍ كالحَنيِّ خُلوفُهُ