العلاقات الإنسانية في المؤسسات التربوية Human Relations in Educational Institution
المقدمة
إن من أهم وأغلى الأشياء في هذه الحياة الإنسان الذي يسخر من أجل خدمته وراحته كل شيء على وجه الأرض. حيث يتطلب العنصر البشري اهتماماً خاصاً في إيجاد أكبر درجة من الرضا في العمل لدى الفرد، فتتحقق للمؤسسة إنتاجية عالية، ويتم ذلك بالاهتمام بالعلاقات الإنسانية داخل المؤسسة ودراستها والعمل على نموها لتهيئة المناخ الصحي المناسب الذي يعمل فيه الأفراد بكفاية وفاعلية (أحمد، 2001م، ص 101).
ويؤثر المناخ التعليمي إيجاباً أو سلباً على مستوى العلاقات الإنسانية بين الأستاذ الجامعي والطالب داخل قاعة المحاضرة، فكلما كان المناخ التعليمي الذي يسود قاعة المحاضرة قائماً على أساس المعاملة الطيبة والاحترام والتعاون بين الأستاذ الجامعي والطلاب كان مستوى العلاقات الإنسانية مرتفعاً، مما يسهم في تحقيق أهداف العملية التعليمية، ويعمل على تحسين مستوى التحصيل الدراسي للطلاب.
والمؤسسات التعليمية في حاجة مستمرة إلى النمو والتطوير والتحديث، والحرص على ضرورة تغذية العلاقات الإنسانية في المؤسسات التعليمية وفق التطورات والمستجدات التربوية المنشودة (أحمد، 2001م، ص 67).
ونتيجة لما يتميز العصر الحاضر بالتقدم والتطور العلميين السريعين في جميع مجالات الحياة، فقد حدث الانفجار المعرفي والعلمي في جميع العلوم، وقد فرض هذا الوضع تحديات على جميع مراحل التعليم بصفة عامة وعلى التعليم الجامعي بصفة خاصة. وعليه اتجهت الدول إلى العناية بالجامعات باعتبارها الأداة الفاعلة في تطوير المجتمع من خلال تزويد الطلاب بالعلم والمعرفة ليكونوا قادرين على النهوض بمجتمعهم. وتعد درجة الاهتمام بالجامعات أحد المقاييس التي تقاس بها حضارة الأمم لارتباطه بنجاح مسارات العملية التنموية (المحبوب، 1420 هـ، ص241). وقد تحمل أصحاب القرار في الجامعات السعودية مسؤولية كبيرة للارتقاء بالتعليم الجامعي وتطويره لكي يساير المتطلبات الجديدة التي فرضها الواقع على المجتمع السعودي.
وتسير عملية تطوير التعليم الجامعي في المملكة بخطى سريعة إلى الأمام، حيث تعمل الجهات المسؤولة عن التعليم الجامعي جاهدة لكي تساير المستجدات المتلاحقة والطلب الاجتماعي المتزايد على التعليم الجامعي في المجتمع السعودي، وعلى هذا زاد عدد الجامعات إلى إحدى عشرة جامعة موزعة على مستوى مناطق المملكة العربية السعودية.
ومن أهم وظائف الجامعة، التدريس، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع، والأستاذ الجامعي هو الأساس في أداء وظائف الجامعة، حيث لا يمكن النظر إلى وظيفة الجامعة منفصلة عن وظيفة الأستاذ الجامعي، فمهام الجامعة تحدد نوعية ووظيفة ومهام أعضاء هيئة التدريس فيها (آل ناجي, 1418هـ، ص967) 0
ويعد الأستاذ الجامعي - الذي يحتل مكانة مرموقة وأهمية كبيرة في المجتمع - حجر الزاوية في العملية التعليمية في الجامعة، وأهم المنفذين لتربية الأبناء جيل المستقبل، وأحدُ أهم أسباب نجاح العملية التعليمية؛ لأنه يقوم بعملية التدريس، ويكون أكثر احتكاكاً وقرباً من الطلاب الذين هم رجال المستقبل وبناؤه، ويعد عنصراً مهماً وأساساً في العملية التعليمية؛ لأنه يقوم بدور المعلم والمربي والقدوة الحسنة لطلابه، حيث ينقل لهم التراث الإنساني من المعارف والعلوم والأخلاق والقيم التي تعكس طبيعة المجتمع المسلم الذي يعيش فيه 0وبهذه الصفات يكون قادرًا على أداء رسالته المقدسة (التعليم) على الوجه المطلوب 0وعليه يمكن أن يخرّج نوعية جيدة من الطلاب القادرين على المساهمة بالنهوض مستقبلا في تنفيذ خطط المجتمع السعودي الطموحة. وبناءً على ما سبق ذكره تتضح أهمية دور الأستاذ الجامعي والطالب في العملية التعليمية، وعلى هذا ينبغي زيادة الاهتمام بعملية تقويم جميع ممارسات الأستاذ الجامعي مثل الإعداد والتخطيط للتدريس، وأساليب وطرق التدريس، والتمكن العلمي والمهني، وتقويم الطلاب، وتقويم ممارسة الأستاذ الجامعي للعلاقات الإنسانية من وجهة نظر الطلاب على مستوى أداء الأستاذ الجامعي وفاعليته في العملية التدريسية. ويعد تقويم أداء الأستاذ الجامعي عن طريق تقويم الطلاب لأساتذتهم، أسلوباًً من أصدق المحكات وأكثرها ثباتاً في تقويم عمل الأستاذ الجامعي ومهاراته المهنية والفنية (الحكمي, 1424هـ، ص 14)0
وعليه فإن أهمية الأستاذ الجامعي والحاجة إلى دراسة تقويم ممارساته التدريسية أصبح مطلباً ملحاً لمعرفة مستوى ممارسة الأستاذ الجامعي للعلاقات الإنسانية كما يراها الطلاب الذين يقوم بتدريسهم.
مشكلة الدراسة
تكمن مشكلة الدراسة الحالية في محاولة التعرف على مدى ممارسة الأستاذ الجامعي للعلاقات الإنسانية كما يراها طلاب كلية التربية بجامعة الملك سعود، واختلاف درجة تلك الممارسة تبعاً لمتغيرات الدراسة (القسم الأكاديمي، المستوى الدراسي، المعدل التراكمي).
أسئلة الدراسة: تسعى هذه الدراسة إلى الإجابة عن الأسئلة التالية:
1- ما درجة ممارسة الأستاذ الجامعي للعلاقات الإنسانية كما يراها طلاب كلية التربية بجامعة الملك سعود؟
2- هل تختلف آراء طلاب كلية التربية في درجة ممارسة الأستاذ الجامعي للعلاقات الإنسانية باختلاف متغير القسم الأكاديمي؟
3- هل تختلف آراء طلاب كلية التربية في درجة ممارسة الأستاذ الجامعي للعلاقات الإنسانية باختلاف متغير المستوى الدراسي؟
4- هل تختلف آراء طلاب كلية التربية في درجة ممارسة الأستاذ الجامعي للعلاقات الإنسانية باختلاف متغير المعدل التراكمي؟
أهداف الدراسة
تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق الأهداف التالية:
1- التعرف على مدى ممارسة الأستاذ الجامعي للعلاقات الإنسانية من وجهة نظر طلاب كلية التربية بجامعة الملك سعود.
2- التعرف على درجة اختلاف آراء طلاب كلية التربية حول درجة ممارسة الأستاذ الجامعي للعلاقات الإنسانية باختلاف متغيرات الدراسة (القسم الأكاديمي، المستوى الدراسي، المعدل التراكمي).
3- التوصل إلى توصيات قد تساعد في تحسين العلاقات الإنسانية بين الأستاذ الجامعي وطلاب كلية التربية بجامعة الملك سعود.
أهمية الدراسة
1- قد تكون هذه الدراسة من أولى الدراسات - حسب علم الباحث - التي تناولت ممارسة الأستاذ الجامعي للعلاقات الإنسانية من وجهة نظر الطلاب كدراسة مستقلة على مستوى المملكة العربية السعودية.
2- تكتسب هذه الدراسة أهميتها من أهمية الأستاذ الجامعي الذي هو من أهم ركائز العملية التعليمية في الجامعة.
3- أهمية العلاقات الإنسانية للإنسان المسلم لذكرها والتأكيد عليها في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة كصفات للمسلم.
4- كونها دراسة ميدانية تسعى لمعرفة الواقع الفعلي لدرجة ممارسة الأستاذ الجامعي للعلاقات الإنسانية من وجهة نظر الطلاب.
5- يتوقع الباحث أن تتوصل هذه الدراسة إلى نتائج علمية يستفاد منها في تحسين العلاقات الإنسانية لدى الأستاذ الجامعي وتطويرها على مستوى التعليم الجامعي في المملكة العربية السعودية.
6- قد تفتح هذه الدراسة المجال لإجراء دراسات مماثلة لقياس مستوى العلاقات الإنسانية لدى أعضاء هيئة التدريس على عينة أكبر أو مناطق أكثر على مستوى الجامعات السعودية.
حدود الدراسة
اقتصرت الدراسة على طلاب المستويات الدراسية التالية: المستوى الخامس، السادس، السابع، والثامن في كلية التربية بجامعة الملك سعود، وقد أجريت الدراسة خلال الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي 1425/1426هـ.
كما اقتصرت هذه الدراسة على ممارسة الأستاذ الجامعي للعلاقات الإنسانية كما يراها طلاب كلية التربية, وقد شملت الدراسة جميع الأقسام في الكلية التي تمنح درجة البكالوريوس.
مصطلحات الدراسة
الأستاذ الجامعي: هو الشخص المتخصص الذي يقوم بعملية التدريس لبعض المقررات الدراسية للطلاب، ويحمل درجة الدكتوراه في أحد التخصصات العلمية، ويكون أستاذًا، أو أستاذاً مشاركاً، أو أستاذاً مساعداً في كلية التربية بجامعة الملك سعود.
العلاقات الإنسانية: هي تلك السلوكيات والتصرفات التي يبديها الأستاذ الجامعي وتعكس المعاملة الطيبة والاحترام والود والتعاون والمرتكزة على القيم والأخلاق المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بين الأستاذ الجامعي وطلابه، وتسعى إلى تحقيق أهداف العملية التعليمية المنشودة.
الإطار النظري
مفهوم العلاقات الإنسانية: اختلف الباحثون في مجال الإدارة حول تحديد مفهوم العلاقات الإنسانية على الرغم من اتفاق الجميع حول المحور الذي ترتكز عليه العلاقات الإنسانية، ألا وهو العنصر البشري. فمنهم من يرى أن العلاقات الإنسانية هي نظرية إدارية، ومنهم من يرى أنها مدرسة إدارية، في حين أن فريقاً آخر يرى أن العلاقات الإنسانية هي فلسفة جديدة للإدارة، ومنهم من يرى أنها أسلوب إداري حديث تقوم على اهتمام المدير (الرئيس) بالجانب الإنساني لدى المرؤوس. وقد عرف الباحثون العلاقات الإنسانية عدة تعاريف، نذكر بعضها:
يقول مرسي (1998م): إن العلاقات الإنسانية هي عملية تنشيط واقع الأفراد في موقف معين مع تحقيق توازن بين رضاهم النفسي وتحقيق الأهداف المرغوبة (ص124).
ويرى آخر أن العلاقات الإنسانية هي عمليات حفز الأفراد في موقف معين بشكل فعَّال، ويؤدي إلى الوصول إلى توازن في الأهداف يعطي المزيد من الرضا الإنساني، كما يساعد على تحقيق مطالب العمل، أي أنها تؤدي إلى ارتفاع في الإنتاجية وزيادة الفعالية التنظيمية (أحمد، 2001م، ص 182).
ويقول أحمد (2001م): إن العلاقات الإنسانية هي مجموعة العمليات التي تحفز الأفراد في موقف معين بشكل فعال يؤدي إلى التوازن بين أهداف المدرسة وأهداف الفرد (ص 182).
وعرف الحقيل (1411هـ) العلاقات الإنسانية بأنها تلك العلاقات التي تقوم على المعاملة الطيبة وتستند إلى الفضائل الأخلاقية، والقيم الإنسانية السوية وتستمد مبادئها من تعاليم الإسلام، بحيث تجافي التضليل والخداع بكافة أساليبه ومظاهره، وتقوم على التبصير والإقناع (ص 14).
وتعرف الطويرقي (1422هـ) العلاقات الإنسانية بأنها تلك العلاقات القائمة على المحبة والألفة بين أفراد أي مؤسسة عاملة في المجتمع من أجل تحقيق الأهداف المرسومة من قبل الإدارة العليا لتلك المؤسسة (ص 35).
ومن خلال التعاريف السابقة يمكن تعريف العلاقات الإنسانية بأنها العلاقات المبنية على المعاملة الطيبة والاحترام والود والتعاون والمرتكزة على القيم والأخلاق المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بين الأستاذ الجامعي وطلابه، وتسعى إلى تحقيق أهداف العملية التعليمية المنشودة.
ويمكن أن نستخلص من التعاريف السابقة للعلاقات الإنسانية بعض العناصر المكونة لها، وهي:
- تستمد العلاقات الإنسانية مبادئها من تعاليم الإسلام.
- تقوم على أساس المحبة والألفة بين أفراد المؤسسة التعليمية.
- أنها علاقات مبنية على المعاملة الطيبة بين أفراد المؤسسة التعليمية.
- تقوم على تبصير الأفراد وإقناعهم.
- تركز العلاقات الإنسانية على العنصر البشري أكثر من تركيزها على العنصر المادي.
- أنها مجموعة عمليات لتحفيز الأفراد تجاه العمل.
- أنها عملية تنشيط للأفراد.
- أنها تحقق التوازن بين الرضا النفسي والأهداف المرغوبة.
- أنها تحقق التوازن بين أهداف الجامعة وأهداف الفرد.
- تسعى إلى تحقيق أهداف العملية التعليمية.
- أنها تعمل على زيادة إنتاجية وفاعلية العمل.
العلاقات الإنسانية من منظور إسلامي: لقد وجدت العلاقات الإنسانية مع وجود الإنسان في هذه الحياة الدنيا، فقد كانت العلاقات الإنسانية قبل الإسلام عند العرب، وغيرهم من الشعوب الأخرى، لا تقوم على أسس ثابتة أو قيم عليا أو أخلاق فاضلة.
وأما العلاقات الإنسانية في الإسلام فقد تميزت عن غيرها من العلاقات في المجتمعات الأخرى، لأنها تقوم على أهم مصدرين من مصادر التشريع الإسلامي، وهما القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وعلى هذا ترى أن العلاقات الإنسانية في الإسلام تقوم على أسس ثابتة، وقيم إنسانية عليا ومبادئ سامية، وأخلاق فاضلة. فتجد في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تبين وتؤكد على المبادئ الأساسية التي تقوم عليها العلاقات الإنسانية، فنذكر بعضها، وهي:
قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (الحجرات: 10)، وهذه الآية تبين أن الذي يجمع بين المؤمنين هي الأخوة في الدين. وقد أمر الله في كتابه العزيز بالأمانة، فقال: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} (النساء: 58)، وأكد سبحانه على التعاون بين أفراد المجتمع الإسلامي، فقال: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى} (المائدة: 2)، وأمر الله سبحانه وتعالى رسولنا الكريم أن يشاور أصحابه - رضي الله عنهم أجمعين - في بعض الأمور، فقال: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} (آل عمران: 51)، وقد امتدح الله تعالى نبيه محمداً بحسن خلقه، فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4).
وأما ما جاء في السنة النبوية المطهرة من بيان لأهمية العلاقات الإنسانية لدى الفرد في تعامله مع أفراد المجتمع الإسلامي الآخرين، فقد وردت الأحاديث الكثيرة عن رسولنا الكريم محمد تحث على تقوية العلاقات بين الأفراد، والدعوة إلى حسن الأخلاق والتعامل الطيب فيما بينهم، والتأكيد على الأخوة والرحمة والود والتعاطف بين أفراد المجتمع الإسلامي، ومنها: قول رسول الله : «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى» (اللؤلؤ والمرجان، جـ3، 1407هـ، ص196).
وقال في حديث آخر: «إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً» (اللؤلؤ والمرجان، جـ3، 1407هـ، ص195).
وقال الرسول : «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه» (اللؤلؤ والمرجان، جـ3، 1407هـ، ص193).
وأكد رسولنا الكريم على أهمية الأخلاق، فقال: «إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً» (اللؤلؤ والمرجان، جـ3، 1407هـ، ص104).
وعلى ضوء ما تقدم ذكره تتضح أهمية العلاقات الإنسانية في الإسلام، وأن الدين الإسلامي يتميز عن غيره من الأديان الأخرى، بأن تعاليمه ثابتة ومبادئه راسخة؛ لأنها مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. وأن نبينا محمداً عمل على تطبيقها وتأصيلها في نفوس الصحابة - رضي الله عنهم - وحث المسلمين على تطبيقها بالشكل الصحيح.
وأما الحضارة الغربية فإنها تسعى جاهدة للوصول إلى تلك المبادئ والقيم العليا والأخلاق الفاضلة التي استخدمها المسلمون في حياتهم اليومية منذ عدة قرون سابقة، ولكنها عجزت عن ذلك لأنها لا تهتدي برسالة سماوية صحيحة، كما هو الحال في المجتمع الإسلامي.
ويستخدم أفراد المجتمع الإسلامي العلاقات الإنسانية في جميع شؤونهم اليومية سواء في المنزل أو المدرسة أو السوق أو الإدارة وغير ذلك. وأما استخدام العلاقات الإنسانية في الدول الغربية فهي لأجل تطوير أحوال العاملين، والإدارة في المصنع.
وأخيراً فنحن المسلمين ينبغي أن يكون لنا منهج حياة واضح ومستقل يتميز به المجتمع الإسلامي عن غيره. فكل العلوم والأساليب التربوية أو الإدارية أو غيرها في المجالات الأخرى، التي نحتاجها ونمارسها في حياتنا اليومية ينبغي أن توجه التوجيه الإسلامي الصحيح، لكي تكون الشخصية الإسلامية لها كيان مستقل ومتميز عن غيرها.
والباحث لا يعترض على الاستفادة من التقدم العلمي والتقني الذي لدى دول الغرب أو الشرق، ولكن ينبغي على المسلم أن يكون كيِّساً فطناً يأخذ ما يصلح له بشرط أن لا يتعارض مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
التطور التاريخي للعلاقات الإنسانية: عرف الإنسان العلاقات الإنسانية من فجر التاريخ الإنساني، أي أن العلاقات الإنسانية وجدت في هذه الحياة منذ خلق الله - سبحانه وتعالى - الإنسان، والإنسان السوي لا يستطيع أن يعيش حياة طبيعية وهو معزول لوحده عن الناس في هذه الحياة، بل لابد أن يحتاج إلى مساعدة أو مشاركة الناس الآخرين في أغلب أمور حياته. وعلى هذا فإن الإنسان يحتاج للتفاعل وتكوين علاقات إنسانية مع من حوله. وتتصف هذه العلاقات في الوقت السابق بالبساطة وعدم التعقيد كما هو الحال في الوقت الحاضر.
وعلى هذا الأساس يمكن القول بأن الأمم السابقة والحضارات القديمة، وكذلك الحضارة الإسلامية عرفوا العلاقات الإنسانية ومارسوها بأشكال مختلفة في حياتهم اليومية.
وأما الدول الأوربية الغربية فقد نجحت في تطوير الفكر الإداري تمشياً مع التطور الذي شمل جميع مناشط الحياة، مما أدى إلى ظهور نظريات الإدارة المتعددة في أوائل القرن العشرين الميلادي. وإذا كان تاريخ الفكر الإداري -كممارسات تقليدية - يعد قديماً، فإن بدايات الفكر الإداري التي تؤكد على أن الإدارة يمكن أن تعد حقلاً دراسياً وعلماً مستقلاً يقوم على استخدام الأسلوب العلمي لدراسة الظواهر الإدارية الذي أطلق عليه في أوائل القرن العشرين اسم الإدارة العلمية، فقد جاء متأخراً (أحمد، 2001م، ص 15).
وتعد نظرية الإدارة العلمية من أقدم النظريات في مجال الإدارة، وقد ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية واقترن اسمها بمؤسسها الأول فردريك تايلور (Fredrick Tylor)، وقد وضع لها مبادئ وأسس علمية يسير عليها لتحقيق أهدافه في زيادة الكفاية الإنتاجية للعمل في المصنع.
وقد حدد فردريك تايلور مبادئ الإدارة العلمية الأساسية، وهي: استخدام الطريقة العلمية بدلاً من الطريقة التقليدية القديمة التي تعتمد على التخمين والعشوائية، كما أنه فصل التخطيط عن التنفيذ، والاختيار السليم للعمال وتدريبهم على أسس علمية سليمة، وتحقيق التعاون بين المديرين والعمال لزيادة الإنتاجية، وتحقيق كل من الطرفين لمصالحه المنشودة. (Taylor, 1947,p. 36)
وقد ظهرت مدرسة العلاقات الإنسانية في الربع الأول من القرن العشرين كرد فعل لنظرية الإدارة العلمية التي ترى أن العامل عبارة عن آلة، حيث إنها ركزت على الإنتاجية وأغفلت الجانب الإنساني للعامل.
أما مدرسة العلاقات الإنسانية فقد اهتمت بالجانب الإنساني للعامل، ونظرت إليه على أنه مخلوق له مشاعر ينبغي احترامها والاعتراف بإنسانيته، مما جعل هذه النظرة للإنسان تساعد على زيادة إنتاجيته في العمل.
ويعد إلتون مايو (Eltom Mayo) أحد رواد مدرسة العلاقات الإنسانية، وقد أجرى هو وزملاؤه دراسات بين عامي (1927-1932م) على عمال مصنع هورثون بمدينة شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان من أهم نتائجها، ما يلي:
1- إن مستوى الإنتاج تحدده المعايير الاجتماعية.
2- تتم استجابة العاملين للإدارة كأعضاء في مجموعات.
3- لا تقتصر القيادة على الرئيس الرسمي، وإنما قد تكون لشخص من بين المجموعة بصورة غير رسمية.
4- إشراك المرؤوسين في اتخاذ القرار المتعلقة بهم.
5- أفضل أنواع القيادة هي التي يشترك بها الجميع وتتسم بالعدل وتهتم بمشكلات العاملين (مرسي، 1998م، ص 124).
وترى مدرسة العلاقات الإنسانية أهمية الجانب الاجتماعي والنفسي للإنسان، وأن الإنسان اجتماعي بطبعه, فتجده يسعى لتكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين، ويرى الإنسان أن الجانب الاجتماعي عنده أهم من الجانب المادي، لأنه يسهم في رفع مستوى الرضا الوظيفي لدى المرؤوس، الذي بدوره يسهم في زيادة مستوى إنتاجية المرؤوسين في مجال العمل.
ويقول الحقيل (1411هـ): إن المتغيرات الاجتماعية والمعنوية للمرؤوسين تؤثر على درجة كفايتهم الإنتاجية بصورة أكبر من درجة تأثرهم بظروف العمل المادية. وإن مشاركة المرؤوسين في عملية اتخاذ القرار والتخطيط تدفعهم إلى زيادة تحملهم المسؤولية وتعاونهم في تحقيق أهداف المنظمة (ص24).
الدراسات السابقة
أجريت العديد من الدراسات حول تقويم الأداء التدريسي للأستاذ الجامعي من وجهة نظر الطلاب، ولم يجد الباحث دراسة ذات صلة مباشرة بالدراسة الحالية، إلا أنه وجد بعض الدراسات التي تناولت العلاقات الإنسانية كجزء من ممارسة الأستاذ الجامعي للعملية التدريسية. ويستعرض الباحث أهمها، وهي:
دراسة الشامي (1994م) التي هدفت إلى معرفة واقع أداء أستاذ الجامعة لمهامه كما يدركها الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل بالأحساء. وبلغت عينة الدراسة (370) فرداً منهم (120) عضو هيئة تدريس، و(250) طالباً وطالبة بأربع كليات في الجامعة. وقد توصلت الدراسة إلى النتائج التالية: أن الخصائص المرتبطة بالمظهر الشخصي والصفات الشخصية لم تتوفر في أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية بنسبة (75%) كما يراها الطلاب والطالبات في أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، ومن هذه الخصائص: الالتزام بمواعيد المحاضرات والساعات المكتبية، العدل بين الطلاب في المعاملة، الأسلوب المرح في التعامل مع الطلاب، التحلي بالصبر وضبط النفس، مطابقة القول للفعل، التواضع وعدم التكبر. إن معظم الكفايات المتعلقة بالتعاون مع الطلاب والطالبات وحفزهم على الدراسة وتوجيههم لم تتوفر في أعضاء هيئة التدريس بكليات الجامعة بالأحساء حسبما يراه كل من الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس، ونذكر بعض هذه الكفايات، وهي: إبداء الاهتمام بالطلاب والطالبات، احترام آراء الطلاب والطالبات، تهديد الطلاب وتخويفهم، تقبل أفكار الطلاب ومناقشتهم فيها.
وأما دراسة عبد ربه وأديبي (1414هـ) فقد هدفت إلى تحديد المقومات الشخصية والمهنية للأستاذ الجامعي من وجهة نظر طلاب جامعة البحرين، وقد بلغت عينة الدراسة (674) طالباً وطالبة. وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية: ارتفاع درجات تفضيل الطلاب لمقومات التفاعل الاجتماعي، وهي: تواضع الأستاذ الجامعي وابتعاده عن الغرور، تعاونه مع طلابه، معاملته الحسنة، احترامه مشاعر طلابه، يشجع الطلاب، مهذب في تعاملاته وتفاعلاته، يعمل على رفع الروح المعنوية، إشاعته جواً من الألفة. وكذلك ارتفاع درجات تفضيل الطلاب لمقومات القدوة الحسنة، وهي: مهذب في ألفاظه، مَثَلٌ أعلى وقدوة حسنة، رفيع الخلق، الصدق في العهد والوعد، الصراحة والوضوح، العدالة في تقدير درجات الطلاب، إفساح المجال للحوار والنقاش.
وهدفت دراسة المحبوب (1420هـ) إلى التعرف على الأداء التدريسي للأستاذ الجامعي بكلية التربية بجامعة الملك فيصل من وجهة نظر الطلاب. واشتملت الدراسة على عينة من طلاب كلية التربية بجامعة الملك فيصل قوامها (273) طالباً وطالبة. وخلصت الدراسة إلى النتائج التالية: يرى الطلاب أن الكفايات التدريسية الأكثر أهمية للأستاذ الجامعي هي كونه يرحب بمقابلة الطلاب لمناقشة الموضوعات ذات العلاقة بشؤونهم الدراسية، ويمتلك الحماس والدافعية تجاه العمل التدريسي، ولديه القدرات المناسبة في توصيل المادة الدراسية بشكل واضح. أما الكفايات التي أعطيت أقل تقديراً، فقد تمثلت في إتاحة الفرصة للطلاب التعبير عما يدور في أنفسهم، والعدل بينهم، وتفهم ظروفهم النفسية والاجتماعية. وكشفت الدراسة أن طلاب وطالبات التخصص الأدبي أكثر تقديراً للمهارات التدريسية من طلاب وطالبات التخصص العلمي، وأن تقدير طلاب وطالبات المستويين الدراسيين الثاني والرابع الأدبيين أكبر تقديراً من بقية المجموعات الأخرى.
وأما دراسة المغيدي (1422هـ) فقد هدفت إلى التعرف على تقويم واقع الممارسات التدريسية كما يدركها أعضاء هيئة التدريس والطلاب في كلية التربية بجامعة الملك خالد. وتكونت عينة الدراسة من (66) عضواً من أعضاء هيئة التدريس، و(350) طالباً. وكان من أهم نتائج هذه الدراسة ما يلي: يعتقد الطلاب بأن أعضاء هيئة التدريس يمارسون مهارات الاتصال التربوي أحياناً وبنسب تتراوح ما بين (51%) إلى (42%)، ومنها: القدرة على التخاطب والإقناع، ويتميزون بالإصغاء الجيد، يديرون النقاش بأسلوب يزيد من فاعلية النقاش ويمدون الطلاب بتغذية راجعة فورية نحو نشاطاتهم وواجباتهم. ويعتقد الطلاب أن أعضاء هيئة التدريس الذين يتعاملون مع الطلاب يلتزمون بمواعيد المحاضرات، ويحافظ كل منهم على سرية أسرار الطلاب، ولا يميز بين الطلاب في التفاعل، ويتعامل مع الطلاب بوضوح غالباً وبنسب تتراوح بين (66%) إلى (40%). ويرى الطلاب أن أعضاء هيئة التدريس يرحبون باستقبال الطلاب خلال الساعات المكتبية ويتفهمون ظروف الطلاب، ويتصفون بالصبر عند التعامل مع الطلاب، ويتعاملون مع الطلاب بود واحترام متبادل أحياناً.
وخلصت دراسة الشهري (1422هـ) التي هدفت إلى التعرف على صفات الأستاذ الجامعي من وجهة نظر الطلاب والطالبات بكلية التربية في جامعة الملك عبد العزيز، وتكونت عينة الدراسة من (482) طالباً وطالبة، إلى النتائج التالية: أن أهم خمس صفات متوافرة في الأستاذ الجامعي من وجهة نظر العينة هي: القدرة على ضبط سلوك الطلاب في أثناء المحاضرة، حسن الإصغاء والاستماع للطلاب، الاهتمام بتوجيه الطلاب وإرشادهم، الاتصال الجيد بالطلاب في أثناء المحاضرة، تشجيع الطلاب المتفوقين. وأن أكثر خمس صفات يشعر الطلاب بأهمية توافرها في الأستاذ الجامعي، هي: القدرة على ضبط سلوك الطلاب في أثناء المحاضرة، العمل على رفع الروح المعنوية للطلاب، حسن الإصغاء والاستماع للطلاب، التعاطف مع الطلاب ومساعدتهم، تشجيع الطلاب المتفوقين. وأن طلاب المستوى الأول يشعرون بأهمية التفاعل بين الأستاذ الجامعي وطلابه أكثر من طلاب المستوى النهائي.
وهدفت دراسة الجفري (2002م) إلى التعرف على آراء طالبات الدراسات العليا في الأداء التدريسي لأعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى. وقد بلغت عينة الدراسة (298) طالبة من طالبات الماجستير في ست كليات في الجامعة. وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية: أن الطالبات يرين أن أداء أعضاء هيئة التدريس في التفاعل معهن في قاعة المحاضرات متوسط بشكل عام، وأما درجة تعامل أعضاء هيئة التدريس مع الطالبات خارج قاعة المحاضرات مقبول بشكل عام، ضعف الالتزام بالساعات المكتبية، قلة إعطاء الفرصة لمراجعة عضو هيئة التدريس خارج قاعة المحاضرات، وعدم إعطاء الطالبات الفرصة في مناقشة عضو هيئة التدريس في درجات الاختبار أو الإجابات، عدم إعلام الطالبات بالساعات المكتبية.
وأما دراسة الحكمي (1424هـ) فقد هدفت إلى إعداد معيار للكفاءات المهنية المتطلبة للأستاذ الجامعي، ومعرفة أكثر الكفاءات المهنية تفضيلاً لدى الأستاذ الجامعي من وجهة نظر الطلاب بجامعة أم القرى فرع الطائف. وتكونت عينة الدراسة من (210) طلاب من كليتي التربية والعلوم بالمستوى الأول والأخير. وتوصلت هذه الدراسة إلى النتائج التالية: تتمحور الكفاءات المهنية للأستاذ الجامعي من وجهة نظر الطلاب حول ست كفاءات رئيسة منها: العلاقات الإنسانية، أن جميع الكفاءات المهنية لمجال العلاقات الإنسانية في قائمة الكفاءات المتطلبة للأستاذ الجامعي جاءت درجة تفضيلها عالية من وجهة نظر الطلاب وبفروق إحصائية دالة عند مستوى (0.01). وأخيراً لا توجد فروق بين وجهات نظر طلاب المستوى الأول والأخير بالجامعة في درجة تفضيل الكفاءات المهنية للأستاذ الجامعي.
وهدفت دراسة غنيم واليحيوي (1425هـ) إلى التعرف على الأداء الأكاديمي الواقعي والمأمول لعضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز من وجهة نظر الطلاب والطالبات من حيث: المهارة في التدريس، الصفات الشخصية، علاقته بالطلاب. وقد بلغت عينة الدراسة (1554) طالباً وطالبة من المستويين الثالث والرابع من جميع كليات جامعة الملك عبد العزيز.
وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية:
يرى أفراد عينة الدراسة من الطلاب والطالبات أن الأستاذ الجامعي في جامعة الملك عبد العزيز يؤدي دوره الأكاديمي فيما يتعلق بالمهارة في التدريس، والتحلي بالصفات الشخصية، وعلاقته مع الطلاب بدرجة متوسطة، وتدل هذه النتيجة على أن الأداء الواقعي للأستاذ الجامعي أقل من الأداء المأمول. وأن من أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى عدم قيام أستاذ الجامعة في دوره الأكاديمي من وجهة نظر الطلاب والطالبات، هو شعور أستاذ الجامعة بالتميز لمركزه، أو لعلمه، أو لتخصصه.
إجراءات الدراسة
استعرض الباحث منهج الدراسة وإجراءاتها على النحو التالي:
منهج الدراسة:
اتبع الباحث في هذه الدراسة المنهج المسحي الوصفي الذي يصف واقع ممارسة الأستاذ الجامعي للعلاقات الإنسانية عن طريق إجابة طلاب كلية التربية أفراد عينة الدراسة على عبارات الاستبانة المعدة لذلك.
عينة الدراسة:
موضوع: رد: العلاقات الإنسانية في المؤسسات التربوية Human Relations in Educational Institution الثلاثاء مارس 16, 2010 2:41 am
--------------------------------------------------------------------------------
عينة الدراسة:
تم اختيار عينة الدراسة بالطريقة الطبقية, وتتكون عينة الدراسة من طلاب كلية التربية في المستويات الأربعة، وهي: (المستوى الخامس، السادس، السابع، الثامن)، في الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي 1425/ 1426هـ، حيث بلغ عدد أفراد عينة الدراسة (417) طالباً بنسبة (47%) تمثل نسبة المستجيبين من المجموع الكلي للمستويات الأربعة الذي بلغ (888) طالباً (عمادة القبول والتسجيل، 1426هـ، ص1)
خصائص عينة الدراسة:
يتصف أفراد عينة الدراسة بعدد من الخصائص في ضوء متغيرات الدراسة والجدول رقم (1) يوضح ذلك.
جدول رقم (1): توزيع أفراد عينة الدراسة وفقاً لمتغيرات الدراسة.
المتغيرات التكرار النسبة المئوية
القسم الأكاديمي الثقافة الإسلامية 118 28.3
التربية الفنية 48 11.5
التربية الخاصة 150 36
علم النفس 30 7.2
التربية البدنية 71 17
المستوى الدراسي الخامس 84 20.1
السادس 147 35.3
السابع 115 27.6
الثامن 71 17
المعدل التراكمي مقبول 124 29.7
جيد 196 47
جيد جداً 52 12.5
ممتاز 13 3.1
غير مبين 32 7.7
أداة الدراسة
استخدم الباحث الاستبانة كأداة رئيسة لجمع بيانات الدراسة وقام بإعدادها معتمداً على الإطار النظري والدراسات السابقة ذات العلاقة بموضوع هذه الدراسة, وتكونت من قسمين:
القسم الأول: يشتمل على معلومات عامة عن أفراد عينة الدراسة من الطلاب تتعلق بالقسم الأكاديمي، والمستوى الدراسي، والمعدل التراكمي.
القسم الثاني: يشتمل على عشرين (20) عبارة تقيس ممارسة الأستاذ الجامعي للعلاقات الإنسانية. وطلب الباحث من أفراد عينة الدراسة الإجابة من خلال مقياس مكون من أربعة اختيارات عن كل عبارة بوضع علامة (√) أمام واحد من الاختيارات التالية:
1- لا تمارس إطلاقاً.
2- منخفضة.
3- متوسطة.
4- عالية.
صدق الأداة:
بعد الانتهاء من بناء أداة الدراسة في صورتها الأولية تم قياس صدقها كما يلي:
أ) صدق المحكمين (الظاهري): تم عرض أداة الدراسة على ثمانية (8) محكمين من أعضاء هيئة التدريس من ذوي الخبرة والاختصاص بكلية التربية في جامعة الملك سعود. وذلك للتأكد من وضوح عبارات الأداة ومناسبتها لأهداف الدراسة. وقد اقترح المحكمون إجراء تعديلات أو حذف لبعض العبارات، وقد اتفقوا على وضوح الأداة ومناسبتها لأهداف الدراسة بعد التعديل.
ب) صدق الاتساق الداخلي: للتأكد من صدق الاتساق الداخلي لأداة الدراسة استخدم الباحث معامل الارتباط لبيرسون لقياس العلاقة بين درجة كل عبارة والدرجة الكلية لكل عبارات الأداة. وجاءت عبارات الاستبانة ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) وهذا يدل على أن أداة الدراسة صادقة وتقيس الجانب التي أعدت من أجل قياسه. والجدول رقم (2) يبين صدق الاتساق الداخلي لأداة الدراسة.
جدول رقم (2): يبين صدق الاتساق الداخلي بين درجة كل عبارة والدرجة الكلية لاسبتانة الدراسة.
رقم العبارة معامل الارتباط رقم العبارة معامل الارتباط
1 0.75 11 0.72
2 0.76 12 0.67
3 0.62 13 0.72
4 0.58 14 0.77
5 0.70 15 0.77
6 0.72 16 0.81
7 0.75 17 0.82
8 0.75 18 0.67
9 0.54 19 0.76
10 0.65 20 0.69
جميعها دالة عند مستوى (0.01).
ثبات أداة الدراسة:
قام الباحث بقياس ثبات أداة الدراسة باستخدام معامل ثبات ألفاكرونباخ (Alpha cronbach)، عن طريق الحاسب الآلي في مركز بحوث كلية التربية بجامعة الملك سعود، على عينة استطلاعية حجمها (47) طالباً. وجاءت قيمة معامل الثبات الكلي للاستبانة (0.95).
أساليب المعالجة الإحصائية: تم استخدام الأساليب الإحصائية المناسبة لطبيعة هذه الدراسة، وهي: معامل ارتباط بيرسون، معامل ثبات ألفاكرونباخ، التكرارات، النسب المئوية، المتوسطات الحسابية، الانحرافات المعيارية، تحليل التباين الأحادي.
تحليل النتائج ومناقشتها
قام الباحث بعرض النتائج التي أسفرت عنها إجابات أفراد عينة الدراسة على عبارات الاستبانة ومناقشتها، وذلك بالإجابة عن أسئلة الدراسة، على النحو التالي:
السؤال الأول: ما درجة ممارسة الأستاذ الجامعي للعلاقات الإنسانية كما يراها طلاب كلية التربية بجامعة الملك سعود؟
للإجابة عن هذا السؤال قام الباحث بحساب التكرارات والنسب المئوية والمتوسطات الحسابية لإجابات أفراد عينة الدراسة نحو درجة الممارسة على كل عبارة من عبارات الاستبانة. كما تم ترتيب هذه العبارات حسب المتوسط الحسابي لكل عبارة منها حسب وجهة نظر طلاب كلية التربية أفراد عينة الدراسة.
والجدول رقم (3) يوضح ذلك:
جدول رقم (3): التكرارات والنسب المئوية والمتوسطات الحسابية لإجابات أفراد عينة الدراسة نحو درجة ممارسة الأستاذ الجامعي للعلاقات الإنسانية مرتبة تنازلياً عن كل عبارة من عبارات الاستبانة
رقم العبارة العبارات درجة الممارسة المتوسط الحسابي الترتيب
عالية متوسطة منخفضة لا تمارس إطلاقاً
9 يبدأ بتحية الإسلام عندما يلتقي مع طلابه. التكرار 284 93 37 3 3.58 1
النسبة 68.1 22.3 8.9 0.7
4
يصغي جيداً لأسئلة الطلاب أثناء المحاضرة. التكرار 191 176 43 4 3.34 2
النسبة 46.1 42.5 10.4 1
12 يشجع الطالب الذي يشارك في المحاضرة. التكرار 159 189 56 11 3.20 3
النسبة 38.3 45.5 13.5 2.7
1 يقيم علاقات طيبة مع طلابه مبنية على التقدير والاحترام. التكرار 137 209 63 6 3.15 4
النسبة 33 50.4 15.2 1.4
10 يرحب بمقابلة الطلاب أثناء الساعات المكتبية. التكرار 140 181 79 15 3.07 5
النسبة 33.7 43.6 19 3.6
2 يتقبل وجهات نظر الطلاب بصدر رحب. التكرار 116 209 80 12 3.03 6
النسبة 27.8 50.1 19.2 2.9
8 يتعامل بتواضع مع جميع الطلاب. التكرار 122 187 90 16 3 7
النسبة 29.4 45.1 21.7 3.9
6 يحرص على أن يكون عادلاً في تعامله مع جميع الطلاب. التكرار 128 182 82 23 3 8
النسبة 30.8 43.9 19.8 5.5
7 يحترم مشاعر جميع الطلاب داخل قاعة المحاضرة. التكرار 111 202 83 17 2.99 9
النسبة 26.9 48.9 20.1 4.1
3 يشجع طلابه على أساليب الحوار الجيد. التكرار 111 183 106 13 2.95 10
النسبة 26.9 44.3 25.7 3.1
15 يتعامل مع الطلاب على أنهم مثل أبنائه أو إخوانه. التكرار 101 163 124 27 2.81 11
النسبة 24.3 39.3 29.9 6.5
11 ينمي الثقة بالنفس لدى الطلاب. التكرار 92 180 114 30 2.80 12
النسبة 22.1 43.3 27.4 7.2
13 يستشير الطلاب قبل اتخاذ القرار الذي يخصهم. التكرار 93 172 116 36 2.77 13
النسبة 22.3 41.2 27.8 8.6
تابع جدول رقم (3)
رقم العبارة العبارات درجة الممارسة المتوسط الحسابي الترتيب
عالية متوسطة منخفضة لا تمارس إطلاقاً
20 يضفي روح الفكاهة أحياناً على المحاضرات. التكرار 73 185 126 31 2.72 14
النسبة 17.6 44.6 30.4 7.5
14 لا يفرض رأيه على الطلاب بل يقنعهم به. التكرار 69 188 117 39 2.69 15
النسبة 16.7 45.5 28.3 9.4
18 يتجنب لوم وتوبيخ الطالب أمام زملائه إذا قصر في واجباته. التكرار 77 163 125 51 2.64 16
النسبة 18.5 39.2 30 12.3
17 يتقبل النقد البناء بصدر رحب. التكرار 58 132 145 78 2.41 17
النسبة 14 32 35.1 18.9
16 يتواصل مع طلابه خارج قاعة المحاضرة. التكرار 45 131 147 93 2.31 18
النسبة 10.8 31.5 35.3 22.4
5 يتيح لطلابه فرصة التعبير عن مشكلاتهم الدراسية. التكرار 54 105 164 92 2.29 19
النسبة 13 25.3 39.5 22.2
19 يشارك الطلاب في بعض الأنشطة غير الصفية. التكرار 24 79 149 162 1.92 20
النسبة 5.8 19.1 36 39.1
يتضح من الجدول رقم (3) ما يلي:
1- أن المتوسط الحسابي العام لجميع عبارات الاستبانة، بلغ (2.82) من أصل (4). ويعني ذلك أن أفراد عينة الدراسة يؤكدون أن ممارسة الأستاذ الجامعي للعلاقات الإنسانية مع طلابه كانت بدرجة متوسطة.
2- تراوح المتوسط الحسابي لممارسة الأستاذ الجامعي للعلاقات الإنسانية مع طلابه بين (1.92)، وبين (3.58).وعلى هذا تراوحت الممارسات لهذه العبارات بين درجة منخفضة، ودرجة عالية.
3- تكونت استبانة الدراسة من عشرين عبارة، منها عبارتان، وهما (4، 9) تمارس من قبل الأستاذ الجامعي من وجهة نظر أفراد عينة الدراسة بدرجة عالية. وأما العبارات البالغ عددها أربعة عشروهي: (12، 1، 10، 2، 8، 6، 7، 3، 15، 11، 13، 20، 14، 18) فإنها تمارس بدرجة متوسطة في حين أن العبارات الباقية الأربعة، وهي (17، 16، 5، 19) تمارس من قبل الأستاذ الجامعي كما يراها طلاب كلية التربية بدرجة منخفضة. وأخيراً لم تحصل أي عبارة من عبارات الاستبانة على درجة لا تمارس إطلاقاً من قبل الأستاذ الجامعي من وجهة نظر أفراد عينة الدراسة. وهذا يعني أن جميع العبارات التي وردت في الاستبانة يتم ممارستها فعلاً، وأن الأستاذ الجامعي يمارس هذه العلاقات الإنسانية مع طلابه داخل قاعة المحاضرة وخارجها (داخل الكلية) وذلك من وجهة نظر طلاب كلية التربية أفراد عينة الدراسة.
4- أن العبارة رقم (9) وهي: " يبدأ بتحية الإسلام عندما يلتقي مع طلابه" جاءت بالمرتبة الأولى بمتوسط حسابي (3.58). مما يعني أن هناك اتفاقاً كبيراً بين آراء أفراد عينة الدراسة على هذه العبارة. وتبرز النتيجة أن آراء الطلاب تكاد تتفق على أن الأستاذ الجامعي يؤدي تحية الإسلام بشكل واضح وباستمرار، ويرى الباحث أن ذلك مؤشر على اهتمام الأستاذ الجامعي بهذه السنة المؤكدة، وأنه ربما يرى أن ذلك سبب أو سبيل إلى زيادة الألفة والمحبة من جهة، وربما يكون ذلك استجابة لتعاليم الدين الإسلامي التي تؤكد أداء التحية وإفشاء السلام لمن تعرف ولمن لا تعرف ممن تلتقي به، خاصة وأن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة تحث المسلم على ذلك. وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسة عبد ربه وأديبي (1994م) ودراسة الشهري (1422هـ)، ودراسة الحكمي (1424هـ).
5- جاءت العبارة رقم (4) وهي: " يصغي جيداً لأسئلة الطلاب أثناء المحاضرة " بالمرتبة الثانية بمتوسط حسابي (3.34). وهذا يعني أن هذه العبارة تمارس من قبل الأستاذ الجامعي بدرجة عالية من وجهة نظر طلاب كلية التربية، مما يدل على أن هناك اتفاقاً كبيراً بين آراء أفراد عينة الدراسة على أن الأستاذ الجامعي يمارس هذه المهمة بشكل كبير. وقد يعود السبب في ذلك إلى تفاعل الأستاذ الجامعي الإيجابي مع طلابه أثناء المحاضرة، وهذا قد يشجع الطلاب على زيارته في مكتبه خلال الساعات المكتبية، أما لمناقشته في بعض مفردات المقرر الدراسي، وأما للزيارة الودية والسلام عليه. وقد تسهم هذه الممارسات في تقوية العلاقات الإنسانية بين الأستاذ الجامعي وطلابه، وربما تساعد في زيادة التحصيل الدراسي لدى الطلاب في المقرر الدراسي الذي يقوم بتدريسه ذلك الأستاذ الجامعي المهتم بعلاقاته مع طلابه، إما لإشاعة جو من الألفة والمحبة، أو الإسهام في زيادة تحصيل الطلاب الدراسي. وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسة الشامي (1994م)، ودراسة عبد ربه وأدبي (1994م)، ودراسة المغيدي (1422هـ)، ودراسة الشهري (1422هـ)، ودراسة الحكمي (1424هـ)، ودراسة غنيم واليحيوي (1425هـ).
6- تشير نتائج الدراسة أن أربعة عشر عبارة من العبارات التي تقيس ممارسة الأستاذ الجامعي للعلاقات الإنسانية حصلت على درجة متوسطة من وجهة نظر طلاب كلية التربية، هي حسب الترتيب التنازلي، كما يلي:
1. العبارة رقم (12): "يشجع الطالب الذي يشارك في المحاضرة" ومتوسطها الحسابي 3.20.
2. العبارة رقم (1): "يقيم علاقة طيبة مع طلابه مبنية على التقدير والاحترام" ومتوسطها الحسابي 3.15.
3. العبارة رقم (10): "يرحب بمقابلة الطلاب أثناء الساعات المكتبية" ومتوسطها الحسابي 3.07.
4. العبارة رقم (2): "يتقبل وجهات نظر الطلاب بصدر رحب" ومتوسطها الحسابي 3.03.
5. العبارة رقم (8): "يتعامل بتواضع مع جميع الطلاب" ومتوسطها الحسابي 3.
6. العبارة رقم (6): "يحرص على أن يكون عادلاً في تعامله مع جميع الطلاب" ومتوسطها الحسابي 3.
7. العبارة رقم (7): "يحترم مشاعر جميع الطلاب داخل قاعة المحاضرة" ومتوسطها الحسابي 2.99.
8. العبارة رقم (3): "يشجع طلابه على أساليب الحوار الجيد" ومتوسطها الحسابي 2.95.
9. العبارة رقم (15): "يتعامل مع الطلاب على أنهم مثل أبنائه أو إخوانه" ومتوسطها الحسابي 2.81.
10. العبارة رقم (11): "ينمي الثقة بالنفس لدى الطلاب" ومتوسطها الحسابي 2.80.
11. العبارة رقم (13): "يستشير الطلاب قبل اتخاذ القرار الذي يخصهم" ومتوسطها الحسابي 2.77.
12. العبارة رقم (20): "يضفي روح الفكاهة أحياناً على المحاضرات" ومتوسطها الحسابي 2.72.
13. العبارة رقم (14): "لا يفرض رأيه على الطلاب بل يقنعهم به" ومتوسطها الحسابي 2.69.
14. العبارة رقم (18): "يتجنب لوم وتوبيخ الطالب أمام زملائه إذا قصر في واجباته" ومتوسطها الحسابي 2.64.
ومن خلال نتائج التحليل الإحصائي للعبارات السابقة يتضح أن الأستاذ الجامعي من وجهة نظر الطلاب يمارس هذه الجوانب بدرجة متوسطة، ربما يعزى السبب في ذلك إلى أن أفراد عينة الدراسة يفضلون هذه الممارسات الإنسانية الإيجابية من قبل الأستاذ الجامعي مثل: يشجع الطالب، يقيم علاقات طيبة مع طلابه، يرحب بمقابلة الطلاب، يتقبل وجهات نظر الطلاب، وغيرها من العلاقات الإنسانية الجيدة الأخرى؛ لأن هذه الممارسات تقوم بتعزيز العلاقات الإنسانية وتقويتها بين الأستاذ الجامعي وبين طلابه. وتؤكد هذه النتيجة على أن الأستاذ الجامعي في كلية التربية بجامعة الملك سعود يتعامل مع طلابه بدرجة لا بأس بها من العلاقات الإنسانية الطيبة التي تقوم على التقدير والاحترام، وأسلوب التعامل الجيد. وتؤكد هذه النتيجة أيضاً على إدراك الأستاذ الجامعي لقيمة الطالب، والاعتراف بإنسانية، وفي الوقت نفسه حرصه على رفع الروح المعنوية لدى طلابه، وتقوية الثقة بالنفس لديهم، واحترامه لمشاعرهم، ومعاملته الطيبة الأخوية لهم، وكل هذه الممارسات الإنسانية الجيدة تؤدي إلى تقوية العلاقات الإنسانية بين الأستاذ الجامعي وطلابه، وزيادة محبة الطلاب لأستاذهم، وتحثهم وتدفعهم إلى المثابرة ومن ثم على التفوق الدراسي. وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسة الشامي (1994م)، ودراسة عبد ربه وأديبي (1994م)، ودراسة الجفري (2002م)، ودراسة الحكمي (1424هـ)، ودراسة غنيم واليحيوي (1425هـ).
7- وأما العبارات الأربعة الأخيرة فقد حصلت على درجة منخفضة من وجهة نظر أفراد عينة الدراسة، وهي على الترتيب التنازلي، كما يلي:
1. العبارة رقم (17): "يتقبل النقد البناء بصدر رحب" ومتوسطها الحسابي 2.41.
2. العبارة رقم (16): "يتواصل مع طلابه خارج قاعة المحاضرة" ومتوسطها الحسابي 2.31.
3. العبارة رقم (5): "يتيح لطلابه فرصة التعبير عن مشكلاتهم الدراسية" ومتوسطها الحسابي 2.29.
4. العبارة رقم (19): "يشارك الطلاب في بعض الأنشطة غير الصفية" ومتوسطها الحسابي 1.92.
وتؤكد هذه النتيجة، أن ممارسة الأستاذ الجامعي لهذه الجوانب كانت متدنية مقارنة بالجوانب الأخرى. وربما يعزى السبب في ذلك إلى أن ما يدور داخل قاعة المحاضرة هو الأكثر ممارسة من قبل الأستاذ الجامعي، بينما ما يربط الأستاذ الجامعي بالطلاب خارج قاعة المحاضرة هو الأقل ممارسة من قبل الأستاذ الجامعي. وربما يرجع السبب في ذلك لفارق العمر بين الأستاذ الجامعي وبين الطلاب، والخبرة والمهارة, وعلى هذا لا يتقبل النقد البناء منهم، أو ضعف تواصله مع طلابه خارج قاعة المحاضرة، أو إتاحته لطلابه فرصة التعبير عن مشكلاتهم
https://www.gesten.org.sa/portal/inde...id=2&Itemid=57