لاحظت من خلال قراءة بعض مواضيع المنتدى التي تطرق فيها كاتبوا الى اتهامات الثوار في ليبيا للنظام الجزائري بنقل المرتزقة الى القذافي ،و استغربت و و أنا أطالع الردود التي تحوي دفاعا مستميتا عن النظام عندنا و شتما للثوار في ليببيا و أغلبية الردود كانت نابعة عن العاطفة ( بمعنى أنا جزائري فسأدافع عن كل جزائري حتى و لو كان مخطئا) و ليس عن العقل أو منطق الأشياء ، و الأمر كما أعتقد يحتاج الى توضيح :
أولا يجب علينا أن نفرق بين النظام الجزائري و الشعب الجزائري حتى لا نخلط الأمور ، الثوار في ليبيا اتهموا الجزائر بنقل المرتزقة الى ليبيا لمساعدة نظام القذافي و لكن ما يقصدون بكلمة الجزائر ؟ من البديهي أنهم يقصدون النظام الحاكم عندنا و لا يقصدوننا نحن الشعب البسيط مثلي و مثلكم و عليه فالقول أن الثوار يهددون الجزائر ليس معناه انهم يهددون الشعب الجزائري بل يهددون النظام الحاكم و بصراحة أعتقد أن الشعب الجزائري سيكون سعيدا يوم يتخلص من هذا النظام الظالم الذي أذاقنا الويلات منذ الإستقلال.
ثانيا : لماذا تعمد الخلط دائما بين الشعب و النظام ؟
هل الشعب يحب جلاديه حتى نخرج اليوم و ندافع عنهم ثم من قال أن النظام الجزائري لا يساعد القذافي ؟ أعني هل نصدق تصريحات وزارة خارجيتنا ؟ نحن الشعب البسيط ليس لنا معلومات أكيدة أن الجزائر لا تساعد القذافي لأن الوحيد الذي يعلم الحقيقة يقينا هم النظام الحاكم في الجزائر ( جهاز المخابرات) و القذافي أما نحن فكل ما نستطيع عمله هو التنخمين .
ثالثا: الآن تعالوا نخمن الحقيقة في إمكانية مساعدة الجزائر للقذافي ، تخمين الحقيقة في رأيي يتم بعد الإجابة عن السؤال التالي : هل النظام عندنا ( النظام و ليس الشعب) سيستفيد أم سيخسر بخلع القذافي ؟
الجواب البديهي هو أن بقاء القذافي مفيد للنظام الحاكم عندنا لأن كلا النظامان يعيشان من الظلم و القهر و سلب الحريات للشعوبهم و ذهاب القذافي و تحول تونس ثم ليبيا و هما جاران للجزائر الى نظام ديمقراطي حقيقي تسود فيه العدالة و حقوق الإنسان و حرية التعبير يضع ضغوطا على النظام المخابراتي الحاكم عندنا لتقديم تنازلات لشعبه و هو الامر الذي عمل الجنرالات المستحيل من أجل منعه حتى و إن تسببوا في مقتل 200 ألف جزائري خلال العشرية السوداء للحفاظ على السلطة مع ما يتبعها من مغانم أموال البترول .
الخلاصة : النظام المستبد عندنا من مصلحته بقاء القذافي فمن المرجح انه يساعده على البقاء .