يُقال أنّ حُب الَقهوَة يُمثل الرومَانسِيَة و المزاجيَة لدَى عُشاقِهَا.. فخَطَرَ بِذهَنيِ هَذا المسَاءْ .. و أنَا أحٌركَ كُوبَ القَهوة بينَ أنامَلي البَاردة ..كَيفَ سَتكٌونْ حَياتِناَ لوٌ أنَنا نَتعاملْ معَ مُشكلاتِناَ الحَياتية وَ كأنهَا [ ذَراتِ مَلحَ عَلى فِنجاَن قَهوتِنا اللَذيذةِ ] ! هَل سَنَدع َتلَك الذَراتِ البَشِعةَ تسَرِق مِناَ لذةَ كٌوبِ كَامِل مِنْ القَهوة السَاخنة ؟! نَقدْ لاَذِع .. ...........خِيبَاتِ أَمل.. خِيانَة.. ..............إحبَاط.. حِرماَنِ.. ............سٌقوطٍ مَرير ..فَشَل.. ..............اكِتئَابْ.. إرهَاق.. ................ظُلمَ.. ثمٌ كفىَ ! كفَى ! كَفَى ! لسَتٌ مَمن عاشوا قرَوناً عَلى هذِه الأرضْ .. لكِن سِنينيَ القليَلة المضطربة في قَاع كٌوبِ منَ القَهوة السَاخنة عَلمتَني أننَي حِين أنصَهر في دوامَة الحِزن فَإنِي لَا أحٌرِق إلا نَفسيِ.. و كٌل ما يحرقنيَ ..يظَل عابثاً بكَياني .. بِوجٌودِي نهشنَي كمَا تنهَش الناَرِ الَهشِيم ، بلا أيَ رادع َيوقف هَذا الجٌنونْ ! عَلمتَنيِ سنيني القليلة أنْ أستَلذِ حَتى بِذَراتِ الِملحْ عَلى أطْرافِ كٌوبي لأنهَا تمَنح القَهوة لذَة أخٌرى .. مُختلفَة ! لذة التَحديَ و الانَتصارِ على الذاْت = ) قَبل و بَعد كٌل شَي.. عَلمتني أنْ أديُرِ أذناً صمَّاء لألسَنة تسعَى لاَبتلاعي عَن طَريقَ النَقد الغَير مبٌرر لـِ أفكَارو مشاَعر تختصنيَ لوحدي َلا تفٌيد و لاَ تضَر شَخَصاً غَيري! علَمتنِي أنْ أضَحَكْ إلى الحدَ الذي يتهَمونَني فيه بالجنوَـوَـوَن.. في َالوقَت الذَي يَنتظِرٌونَ فِيه تَهاطٌلِ دُموعِي عَلى مَنَاديَلهٌم القَذِرَة .. ! و كٌل َماَ علَمتنيِ ايَاه تِلكَ الحَباتِ المَتٌناثرة علىَ طرٌف كٌوَب القهَوة .. يتلخصَ في اللَا- مٌباَلاة .. بَما كاَنَ أوٌسَيكُونَ و المبَالَاة .. بمِاَ هٌو كَائِنْ ! و َحاضَر في هذَه اللحَظة بالتحدَيد دُونَ غيرَها.. والتركيزَ على ملَاعق السَكّر الذائبة في القهوة الشهية .. و ليَس علىَ بِضَعَ حٌبيبَاتِ مِن الِملحَ علَى طٌرف الكٌوبَ.. أخذ الأمٌور علَى أنها في منُتهَى السٌخفَ و الَبسَاطَة .. يحلَ أكَثر المٌشكلاتِ تَعقيداً دونَ أنْ يكُلفنَا ذلكِ أدنَى جُهدَ ، لا يوجد شيء في الوٌجوَد يضَاهي الشٌعور بُلذة السَعآآآدهـ ، أما باقي الأشَياءِ فـَ كٌلها مجٌردَ [ وَسَائلِ ] خُلقتَ علىَ الأرض ِلـَ أجَل سَعاِدتِناَ التعَامل مع َالأشخَاص علىَ أنهمَ مُجرَد وريقاَت متٌطاَيرة فيِ طَريق العٌمر .. [ مهَما كانوَا بالنسَبة لناَ ] هذه النظَرة تجعل منَهم و منَ مشكٌلاَتهم ..ذَراتِ مَلح مضحَكة ، لا َتغيرّ من عٌذوبة طَعم الحَياة ! لم يٌولد شخص َفي الوجٌود ليكَون جزءاً مٍنْ شَخصِ آخَر ! فكٌلنَا ولدٌنا منفردين َ.. و سنَموت منَفردين و البشرَ كلٌهم من َحولنَا [ رفقةَ غٌربَة ] لا أكثَر.. بدلا من التذمَر مَن خشٌونة ذرة ملحَ .. لنستطعَم عٌذوبة مَلعقة مِن السٌكر.. ممآ راق لي ..