عن شعرها نزعت وشاحها الاسود و فكت المشابك فانطلقت خصلات الليل
مسرعة نحو كتفيها في رحلة الألف ميل بشوق للحرية، ألقت نظرة سريعة
في مرآتها العتيقة فلم تستغرب شحوب وجهها و لا ذبول وهج عينيها
كانت مجهدة الروح و البدن، تثائبت بكسل يكاد النعاس يغشاها و بنظرة شوق
إلى السرير و الوسادة ودّت لو تستسلم لسلطان النوم و تزيح عنها كل الهموم
لكن أنّا لها أن تنام ، لم تنتهي رحلة يومها بعد، لملمت ما تبعثر من ثيابها
و انطلقت إلى محطتها الاخيرة "المطبخ" لتعد وجبة العشاء..
ماذا ستحضر لهذه الليلة ؟ لا يتفق أهلها على نفس الطبخة، فكرت ستعد
سمك و سلطة للجميع ، سبقتيي للأخوة العفاريت و شوربه للجدة أطال الله عمرها..
و هي ماذا تريد ؟ لم يخطر لها أن تسأل كان يكفيها أن ترضي الجميع إلا نفسها..
تنسى على الدوام ذاتها تحيا حياة السراب، أتحب هي الحياة؟ سؤال تاه بين دموعها الحائرة ..
تلتقط أذناها ذبذبة نداء فتسرع لتسجن نفسها داخل الدائرة، قدرها ان تكون شمعة
تذوب مع هلام الذكرى، ماذا عن الشوق سينطفي جمره يوما و ستذرف بعده
نصف دمعة ستطوى معها القصة ثمّ تمحى..