اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة syrus
شكرا لكل المشاركين
أعتقد اننا جميعا نتفق على ان الامر بالمعروف و النهي عن المنكر واجب و جميعنا نتفق على اعتبار الصمت احد اسباب تفشي الظلم و الباطل و المنكر بكل انواعه . لكن المشكلة هي أن أغلب الناس تردد نفس الكلام دون ان يتحول إلى واقع عملي . فما هي الاسباب التي تمنع تحول القناعة الذهنية إلى سلوك عملي ؟؟ .... واقع الحال أن الكثير من قناعاتنا ليست سوى فقاعات و قناعات سطحية مادمنا غير قادرين على تجسيدها على ارض الواقع .... كيف يمكن لنا ان نخرج من خانة "يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" و من حالة "أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم " .
ما قاله الأخ جمال يؤكد فكرة فشل الأساليب التربوية على مستوى الأسرة و بقية مؤسسات التنشئة الاجتماعية الأخرى في ترسيخ القيم الاجتماعية و نتيجة هذا الفشل يظهر في التناقضات الكبيرة التي يعيشها مجتمعنا . و محاولة تناول المشكلة بنفس الأسلوب السردي و الوصفي الذي نشأنا عليه لن يغير من الأمر شيئا .
ما أريد أن أثيره هنا هو أن أي نظام أخلاقي قائم على التلقين سيفشل في ترسيخ القيم الأخلاقية . لان المجتمع يفرض علينا قيمه دون أن يقنعنا بها و بشكل متصلب . و هذا يجعلنا نردد نفس الكلام عن ما يجب و ما لا يجب و بحماسة شديدة دون أن نترجم ذلك في سلوكاتنا .
لذلك فترديد الآيات و الأحاديث لن يغير الكثير إذا لم يكتسب الإنسان حصيلة معرفية و خبرات تؤهله للغوص في أعماق الآيات و إدراك مدلولاتها العميقة . لذا فانا اعتقد أن التناول الديني البحت للقضايا الأخلاقية عبر ترديد النصوص لن يفيد كثيرا مادمنا لا نمتلك الأدوات المعرفية لفهم النصوص بشكل أعمق يؤدي على تحويلها إلى سلوكات عملية راسخة . و لهذا فنحن بحاجة لتعرية الحقائق و كشفها و تحليلها بطريقة علمية و منهجية ثم إسقاطها بعد ذلك على النصوص .
|
حين ينشأ الطفل في البيت ويرى والده لا ينهض لصلاة الفجر فحتماً سيتربى كوالده و لن تنفع معه الدارسة و لا المسالك التربوية حتى يكبر و يبلغ الجيل فحين ذلك سيستعمل عقله و يفرق و يكون حراً في ذات نفسه بعيدا عن والده أن بقى حياً طبعاً أو إن مسك المسؤولية و أحسّ بها فأثقلت كاهله فأستعمل عقله بثبات خوفا من الزلل و المهانة و السقوط ، فتراه يجري و يهرول خوفا من أهوال الدنيا .
ناسيا ضاربا عرض الحائط النصف الأخر من سبب خلقه و كيف سيلاقي ربّه
هذا طبعا إن لم يتربى على التربية الدينية الصالحة و التعليم بأسلوب ما يرى أمام عينه والتطبيق الميداني خيرا من النظري
و بالتالي
فإن الطفل يا أخي كالبطارية التي توضع في الهاتف النقال
حين نقوم بتعبئتها لمدة ثلاثة سعات مثلا
فإنها ستنفعنا لثلاثة أيام أو يزيد
ثلاثة سعات = ثلاث أيام منفعة لكن قد أخذت الثلاثة سعات تعبئة للبطارية نصيب من الكهرباء و المال و بالتالي تلك هي التضحية .
و الطفل لن يعتمد عليه حتّى يبلغ
في هذه المرحلة التي هو يسير باتجاه البلوغ فهو يشحن كالبطارية عن طرق الوالد و المدرسة و الشارع و القراءة و التلفاز و كل شيء موجود في محيطه ، لحين تنتهي عملية التعبئة فتكون عملية الافادة كالبطارية حين تفيد الهاتف النقال
إذاً
البلوغ = ما بعد الشباب و الكهولة و الشيخوخة ثم الموت ، لكن قد أخذ بلوغ الطفل نصيب من المال و العناء و الكدّ و الاجتها و بالتالي تلك هي التضحية
لكن إذا لم نشتري لهذه البطارية أداة تعبئة من النوعية الجيدة و الجديدة ، و لم تعبأ بشكل جيد فهل ستنفعنا
و هل سيتربى اولادنا إذا أبتعدنا عن القيم و التقاليد و الاصل الثابت و سبب الوجود
فهل حياة الطفل اكل و شرب فقط و منظر و جمال
بل لم يخلق الله هذا الذي بين أيدينا عبثاً ،فلكل أوانه و اجله و سببه و حكمته التي خلق لأجلها
بارك الله فيك