[علي النموشي]

العُــدة والإعـداد في الرد على عماد و نزع الأحقاد من قلبه و فكه من الأصفاد .

الحمد لله وحده ، وجب على الورى ذكره و شكره و حسن عبادته ، والثناء عليه والعود له، فهو غافر الذنب ، قابل التوب، لا اله إلا هو ، والصلاة والسلام على خير نبي أنزل ، و خير رسول أرسل سيدنا ونبينا وقدوتنا و أسوتنا محمدا المصطفى خير الخلق المجتبى - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله و صحبه والتابعين السادة الأطهار، بخير دعواته، وأكمل تحياته، وأزكى بركاته .

قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } صدق الله العظيم . الحجرات الاية رقم * 6 *

إلى أخي في الإسلام وفي اللغة وفي العرق وفي الوطنية * عمــاد * :
إعلم يرحمك الله أن المولى عز وجل خلق البشر في أحسن تقويم ، و جعل لهم الفؤاد واللسان لهدي السبيل . واعلم كلك أن اللسان مضغة إن صلح صلح الجسم وإن فسد فسد الجسم ، وأن بني البشر ميزهم الله عز وجل عن سائر المخلوقات في الأرض بالكلام ، و بلبل ألسنتهم على كل الأشكال ، و اعلم أن عرب هذا الزمان لا يتقنون إلا الكلام ، و أن شعبنا بالأخص يهاب المتكلم أكثر من الصامت ، ويخاف الفاجر أكثر من القانت .
إذا فالكلام سلعة رخيصة يبتاعها أيا كان حتى الصبي ذي الثلاث سنين ، والحمد لله أننا نتقن الكلام كلينا .
بينما أنا اعتمدت الصمت والحكمة في عدم الرد عليك ، رحت أنت و بعد أن وجدت الحلبة فارغة ، تتقول علينا و تكيل لنا الشتائم غير المباشرة و المشفرة ، و تفخر بقبيلتك و سيدك و تحقر من شؤون الآخرين .
و نحن نترقب حتى نفد الصبر منا ، كي لا يقول الذي في قلبه مرض ، أن اللسان خرص و الفعل نقص . و أن الذي يدعي " رجاحة العقل " قد ذهب منه العقل .
لذا إرتأيت أن أتكلم بعد أن حتمت عليّ هذا الأمر الذي أرى أن لا طائل منه سوى ملء صفحات الويب بإطناب لا رجاء من وراءه ، لأنني أعلم أنك لن تقتنع فما يختلج في صدرك لا تمحوه حتى بنات الدهر .
لك مني هذه الكلمات القليلة و العبارات الزهيدة في الحصر ، لانني لم أكلف نفسي عناء التفكير في كيفية إيجاد كلمات ملائمة في الرد عليك ، وهذا لانشغالي بأمور أخرى أكثر جدية من الموضوع الذي أثرته أنت ، و قد بدأت أنت و يجب عليك تحمل تبعات ما قلته ، حيث و أنا أشاهد بعض الردود التي تجرح فيها مشاعر الناس و تخال نفســك حكيم زمانك وسيد قبيلتك و محامي عرشك . كأنهــم بين ظهراني العـدو
و أنت تعلم من له الفضل على الآخر .
كنتم قوما لا حول لكم و لا قوة حتى أصبحتم من الذين يشار اليهم بالبنان * في جمع المال ، وتبدل الحال ، ولا يهم مصدره * فقد أصبحتم ترتعون في أرض النمامشة بعد أن بسطوا لكم كل الأيدي وجعلوكم معززين مكرمين ، وعوض أن تردوا الجميل إتبعتم مبدأ المثل الشعبي القائل (( دخلني نخرجك )) .

إن التراكمات الموجودة في قلبك جعلتك تقول الحق من الكلام و لم تستطع إخفائه لانك تكلمت من منطق العصبية لا من منطق الحكمة ، فكفت نفسك بنفسك .
كما أنني أعلمُ جيدا ان اسمي * علي النموشي * المستعار يغيضك كثيرا ، فانا حر كما تترف أنت بقبيلتك أتشرف أنا بقبيلتي رغم انه لا جواز للمقارنة .

يبدو أنك محصت و بحثت و ترصدت و رحت و غدوت ، و أدبرت و سعيت . حتى أعطيت القليل و أكديت لأجل أن تكتب لنا هذه السطور ، وضحيت بوقتك الغالي و قدرك العالي ، من أجل الرد علينا .
سامحك الله إذ رميتنا بالحقد ، وعن أي شيء أحقد و أنا لا ناقة لي و لا جمل فيما تدّعي . وفيما تنسب لنفسك من أنساب تؤمن بها ألا أنت أو أمثالك ، كالذي يفخر بمن لايعرف سوى خدمة مصلحة ما .
قال الشاعر :
ليت شعري ما أنا برجـل إفـكٍ أو حقد **** الله يـــدري ما بنفســــي وهـــــو يجـــزين

سامحك الله إذ وصفتنا " بالشخص المليء قلبه بالضغائن " فكما تعلم أن المستضعف هو من يحمل الضغينة إلى الأقوى منه ، و لا حسيب له في ذلك لا الدين و لا الإخوة . فأنت الذي ينطبق عليه المثل الشعبي (( ضربني وبكى ، سبقني وشكى )) فما هو الا إبعاد الشبهة عن نفسك و عن بعض بني قومك بتلفيقها لأناس آخرين وهذا أسلوب يعتمده الا الذي في بدنه سقم (( عقدة النقص )) .
فمهما بلغ من السؤدد أو لقي من زينة الدنيا كالمال والولد و القوة كذلك تجده يتخبط في أنين الماضي ، و ترهات الآباء و الأجداد .
سامحك الله إذ وصفتني " بمريض القلب " رغم عدم معرفتك بي أو معرفتي بك إلا أن الأمر ينمي عن مرض عضال أصاب بدنك و روحك وعقلك وقلبك .

قال المتنبي :
و إذا أتتك مذمتي من ناقص ****** فهو الشهادة لي بأني كامل

و قال أيضا :

إذا وقع الذبــاب علــى طعـام ****** رفعت يدي ونفسي تشتهيه
ولا تــــرد الأســــــود مــــاء ******إذا كــن الكــلاب ولغــن فـيه
أما عن نسبك فمن حقك أن تفخر به ، و أنا خصا قرأت عنه الكثير ، و أحترمه أيما إحترام . لكن ليس على حساب الآخرين ، أو إلحاق الأذى المعنوي بالذي يجهل الغوص في هذه الأمور و أنت تعلم جيدا حساسية هذا الموضوع " بالنسبة إلى من هو مريض القلب أو يحمل الضغائن في صدره "
و ما من فائدة ترجى عندي إن قلت عني أنني مثقف ، و شكرا على حكمك علي بالمثقف على الأقل من زاوية نظرك الضيقة ، والتي يبدو أنك لا تفرق بين المتلعم و المثقف فأنت اذ قلت أني مثقف بعد أن وصفتني بكل الأوصاف التي أشرت إليها سابقا ، فماذا تراك تقول عن نفسك ؟؟؟ هل تسمي نفسك " ثقـّـيفا " ؟؟؟ بل دعني ألقبك أنا أحسن و أدعوك " بالمتثيقف " .
وإذا كانت الثقافة بما تتصور ، ندعو الله أن لا يجعلنا من المثقفين .
إعلم يرحمك الله أنني إذ إدعيت رجاحة العقل ، هو حيح فأنا إنسان ميزني الله عز و جل بالعقل ، و ما دمت أفكر فأنا راجح ، هذا إن نحن رجعنا الى المعنى الاصطلاحي لكلمة * رجح * كما أن اتهامي كما تقول للناس بالنسخ واللصق فهو حقيقة لا أنكرها لأنهم سامحهم الله لا يستطيعون صياغة جملة مفيدة و يتأبطون الشر بالخلق من دون علم ، إلا الملاذ الوحيد لهم و الذي يحسنونه كثيرا - كما تحسنه أنت – و هو بكل سهولة أسلوب النسخ واللصق . على الأقل يجدر بنا أن نقول (( يكثر خير أولاد عيسى )) .
أما عن الصورة الطيبة التي تتحدث عنها ، فأنت تعلمها جيدا وهي طيبة رغما عنك و عن بني ومك و تعرف جيدا أمجادنا كما تعرف أهوالنا ... و ما عهد 1987 ببعيد
قال الشعر :
لساني صارم لا عيب فيه ***** و بحري لا تكدره الدلاء
و قد نصحتنا إذ صيرت حالك حكيم زمانك و لقمان دارك بأن " ولا تتسرع ولا تدع تعصبك يغلب عقلك " فشكرا لك و دع نصائحك عندك لعلها تنفعك في وقت آخر و مكان آخر .
وإن أردت أن أعرفك بقبيلتي أو أن أفتخر بها ، فالذي تعلمه أنت كفيل بأن يسكت قول كل خطيب . و قبيلتي لا تحتاج إلى التعريف . فمجدها و بطولاتها يعرفانه القاصي والداني والعدو قبل الصديق .
قال الشاعر :
القرد ذو قبح وإن حسنته ****** و البدر لا يحتاج إلى التحسين

و نصيحتي لك أخي الكريم (( لا تقرب عش الدبابير )) فأنت تعلم جيدا عاقبة هذا الأمر .
نحن يا أخي والحمد لله نملك التاريخ العريق في الذود عن الحمى ، و كسر العدى و التصدي لكل مستعمر و لنا باع في الحروب وما عهد الثورة الجزائرية ببعيد ...

حكي زمانا أن * روح ابن زنباع الجذامي * لما مر بجيش بني أمية على المدينة رموه بالحجارة وشتموه ، فوقف بالمسجد و قال الصلاة جامعة فخطب عليهم خطبته الشهيرة ، وفيها ( ... يا أهل مدينة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما ولينا عليكم أحدا من غير قريش حتى تكيلونا لنا الشتائم والسباب ، و الله فنحن أبناء الطعن و الطاعون ، وفضلات الموت و المنون ، فما شئتم ؟؟؟ ... )
و الحمد لله نحن لسنا مثل بعض الاقوام الذين كانوا ...
فانقلبوا بقدرة قدير إلى أغنياء و ذوي رؤوس أموال بعد أن احترفوا التهريب و خربوا الاقتصاد والبلاد ، و أحالوا الوضع كبستان مر به الجراد ...
حسبوا أنهم سيشترون بها ذمم الناس ، و ما هم مفلحون .
قال الشعر :
ألم تر أن المـوت لا شـك نازل ***** ولا بد من بعث الألـى في المقابر
حفـاة عــــراة والثـــواب لربهـم ***** فمـن بين ذي ربـح وآخر خاسر
فإن الذي قــد نلت يفنى، وإنمـا ***** حياتك فـي الـدنيـا كوقعــة طـائـر

و يعجبني المثل الشعبي القائل (( عمرها العين ما تعلى على الحاجب )) .

و كذلك (( بيت رجال ولا بيت مال ))

و لك مني هذه الأبيات التي نظمتها سابقا لكنها تنطبق عليك تماما ، و إن أراد أخونا الكريم ، زدناه مثلها بقصائد طويلة ، أو عندما نتفرغ إليه و نترك كل شيء و نضعه نصب أعيننا ...

يــا نــاس ها قـــد نفد صبـــري ******* عـــن هجــــاء بعـــض الأفـــراد
إذ حتّمــوا علــيَّ أن أرد عليهـم ******* بشعــــــر قــــــاس لاذع مــزداد
مــا ينــدى لـــه جبيـــن الوجـــه ******* و مـــا ينسينــــا قـــول الأوغاد
والــذي حـــزَّ في نفســي أكثــر ******* أنهــم مـن جلـــدة بنــي الأجــداد
َيـّدعـــون أن لهــــم َالكـــرامات ******* و مـــا هـــم ذوي قــول وســداد
ويفخـــرون عن الأقـــوام بمجـد ******* كمــــن أفنــــاه الدهـــر ثــم أباد
دعـــوا عنكم سخـــافات أفنــت ******* و أكلت العقول والقلوب والأكباد
فالله يعلــم كــم أنا صـادق القول ******* راجــح العقـــل أبيـــض الفـــؤاد
وليس لـي ثــأرا مــن أحد الخلق ******* تقيـــا و قلبي خاليــا مـن الأحقاد
و آخــر دعـــوانا اللهــم احفظنـا ******* مــن شـر البريـة العُصَاة الحساد

ختاما إعلم يرحمك الله أننا قد أريناك إلا الجزء الظاهر من جبل الجليد ، و إن أردتها سجالا فنحن جاهزون ... و السلام على من إتبع الهدى .