منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ماذا كنت لتفعل ؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-04-07, 10:31   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
syrus
محظور
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي ماذا كنت لتفعل ؟؟

في أحدى فقرات برنامج برايم تايم على قناة ال ABCالأمريكية المعنونة ب what would you do? "ماذا كنت لتفعل؟" يقوم طاقم البرنامج بنصب كاميرات خفية و استخدام ممثلين محترفين لتمثيل بعض المواقف المحرجة لرصد ردود أفعال المواطنين .

في إحدى الحلقات يمثل شخص دور زبون مزعج يقوم بتوبيخ النادلة و معاملتها بشكل سيئ و يراقب البرنامج ردود أفعال الزبائن حيث يبدي أغلبهم امتعاضا من سلوك الزبون المزعج لكن يفضل اغلبهم عدم التدخل . و في حلقات أخرى عالج البرنامج حالات كالتحرش العنصري و الجنسي و محاولة خطف الأطفال و حالات أشخاص في حاجة لمساعدة أو الحماية . و في معظم الحلقات كان هناك بعض الناس الذين يتدخلون لتصحيح الوضع لكن الأغلبية كانت تكتفي بالمراقبة .

في إحدى الحلقات تقوم ممثلة في زي امرأة متحجبة بدخول مخبزة لكن البائع و هو ممثل أيضا يرفض خدمتها و يطلب منها المغادرة و حين تحاول الدفاع عن نفسها يصفها بالإرهابية و بنعوت عنصرية أخرى . و تلجا المرأة المتحجبة لبعض الزبائن ليقتنوا لها ما تريد لكن البائع يطلب منهم عدم القيام بذلك . و يتم تكرار التجربة مرات عديدة. و النتيجة كانت أن عددا من الزبائن (6) ساندوا موقف البائع لكن 13 وقفوا له بالمرصاد و دافعوا عن المرأة المحجبة في حين فضل الأغلبية 22 أن يلوذوا بالصمت .

نتائج هذه التجارب تكشف عدة حقائق كما تطرح عدة إشكالات . و الحقيقة الأساسية التي تبدو جلية هي ميل اغلب الناس إلى الصمت عندما يرون أمرا خاطئا . كما أنها تكشف أن عدد الأخيار يفوق عدد الأشرار لكن الأغلبية الصامتة هي التي ترجح كفة الشر لأنها لا تردعه . ففي ال22 حالة التي لم يتخذ فيها الزبائن موقفا تجاه البائع لصالح الزبونة نجح البائع في فرض موقفة في عدم خدمتها بحجة مظهرها الإسلامي .

و السؤال الذي اطرحه هو هل أنت من النوع الذي يملك الجرأة لمواجهة شخص يتجاوز حدود الأدب و اللياقة ؟؟ لماذا يميل اغلبنا للحياد في مواقف لا ينفع معها الحياد ؟؟ ما الذي سنخسره في حالة تدخلنا لتصحيح موقف خاطئ أو للدفاع عن شخص مظلوم .

مشكلة الصراع بين الخير و الشر ليست مشكلة غلبة الشر بل مشكلة سكوت الأغلبية ... الساكتون عن الحق متواطئون مع الباطل ... و بإمكان كل واحد منا أن يقرر الانتقال من الأغلبية الصامتة إلى الفئة الفاعلة .... لا يحتاج الأمر سوى التغلب على الخوف و سنكتشف أن أغلبية الأشخاص الوقحين جبناء و هم في حاجة فقط لمن يقف في وجوههم لينكمشوا .