(وقبلهُ وبعده وفيه : سلامٌ كثير يملأ الأجواءَ والأرجاء
ورحمةُ تعلوهُ وعفوٌ
وحَوْلَكمُو البركات .
من دُرجِ الهرطقة والتاريخ قرأتُ ذات تجربة :
في البداية لم أفكّر بالكلمة نفسها ، ولا بمعانيها الفلسفية والجدلية ، ولا فكّرتُ أن أجيب
علامة الاستفهام منها .
ولكن صُوِّر أمامي كأنّنا أُناسٌ فقراء (جدا نقبعُ في قبوٍ مُظلمٍ (جدا لا نرى شروق الشمس
سوى أُمنية ونتّبعُ خيط شعاع من ثقبٍ ضيّق لا يتّسعُ لكلّنا . .
ولا تُصافحُ كفوفنا سوى أكفاف الغروب والليل اليابس
ومن قسوة النّاس علينا وإشفاقهم ..أنكرونا مجرّد مختلِـــــــــ ـف ـــــــــين خرجوا من
الزّمن لينسوا الزمن نفسه.
وهذا في البدايةِ يستفزّ النوايا و يثير أربطة التفكير
أمّا في النهاية والعقل فلابدّ أن نصدّقها ولو في إطارِ ضيّقٍ يكون بيننا ونرضى اتّساعه
فقط لنتأمل وجوهنا أكثر.. عندهم
فهل نقبلُ بوصفهم ونستقلّ بمنطقنا أم نقتنع بأنّا ظالون
إنّهُ كما قال الفيلسوف مختلف قديما (أول أمس :
اقتباس:
لسْنا منْ نفسِ الجِــيلْ
لكنّنا من ذاتِ البُعْد ..... وهو الأهمْ
|
وفي سُنبلةِ القول أكثر من مئة حكمة ، تتجعّد منه وتنتشر :
وهو دائما الأهمّ طالما بقيت مجالات الأقواس مفتوحة
الحقيقة التي أحاول اكتشافها (خارج حدود رأسي..الذي لا يُطيقها هي مُجرّد تفاصيلَ
صغيرة ،لكنّها تستهلكُ عقولنا وتُقايض وقتنا بأشياء ما، وكلاهما ثمين(الوقت والعقل
يؤخذان منّا فما المقابل إذا وما هي تلك الأشياء .
إنّ الفرقُ الوحيد الذي أجده بين هناك وهنا (داخل الزمن وخارجه أنّنا نشعر بالأشياء
هنا دون أن يُسمح لنا بلمسها
فنستغربُ كثيرا ونكرّر : فما نحنُ إذا؟
وربّما هالنا السؤال فتفقّدنا وجوهنا في المرايا لنتحقّق أو ليزيد استغرابنا ، هل أشبهني
حتى في أصغر التفاصيل
ولماذا لا أشعر أنّ هذا الأنف هو أنفي ، وهذه العيونُ التي تراني هي نفسها التي أراها بي
ثمّ إنّنا نترك وراءنا عالما الحس و نجتمعُ هنا أو نهربُ على ذات التفاصيل ونتربّص أقرب الأمكنة
لنستثمرُ أيّ صدفةٍ تتُاح لنا لنمتلأ بالأشياء الغير ملموسة
فهل انتهت الصدف في الزمن هُناك
وهل سيكتشف الفراغ أيّ أناسٍ نحن؟
ثمّ إنّنا حتى هُنا كهناك محكومٌ علينا بالموت والولادة ، وبين اللحظتين يحتاجُ الإنسانُ
لإنسانٍ آخر ويحتاجُ الوجدانُ لوجدانٍ آخر ، وتحتاج الكلمة لأذنٍ وأخرى
فهل فقدنا هذا هُناك حتى نبحث عنه هنا
فهناك مع أمانة التجربة وشهادةٌ من
كلّ المسافات التي عبرتها ، واللحظات التي عبرتني لم تكن كافية لأجد صديقا كمُختلف مع
فارق المقاسات طبعا
ولم أحاول أبدا أن أكتشف الأخطاء السبعة عشر بين صورتي وصورته ، وكلّ ذلك مع
عقوبة ممنوع اللمس وادّعاء الزهد في الفيزولوجيك
والحقيقة أنّنا جميعا نقترب من بعضنا في أقصى حالات الاختلاف وكلّما اقتربنا من بعضنا
أكثر شعرنا أنّنا نستمتع بذلك الإختلاف وذلك التشابه على قدر سواء ، والحب هو القدرة
على رؤية التشابه بين المتباينات
وربّما أكثر الأشياء التي تجعل أحدنا مطمئنًّا ومفتخرا أنّ أعماقنا تتصف بنفس اللون ،
بياضٌ في بياض .
****: أدوات الإستفهام السبع