منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الاحزاب السياسية العربية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-11-10, 18:43   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
المثابر120
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المثابر120
 

 

 
إحصائية العضو










B18

مصـــر

كان ظهور الأحزاب في الساحة السياسية المصرية في مطلع القرن العشرين الميلادي. وظلت تؤدي دورًا فاعلاً في الحركة الوطنية المصرية رغم اللغط الذي دار حول نشاط بعضها. وعندما قامت ثورة يوليو 1952م، حلت جميع الأحزاب السياسية. جربت الثورة نظام الحزب الواحد ثم المنابر وأعادت أخيرًا تجربة التعددية الحزبية شريطة ألا تتعارض مبادئ أي حزب عند تأسيسه مع مبادئ الشريعة الإسلامية، ومبادئ ثورة يوليو 1952م وحماية الجبهة الداخلية والسلام الاجتماعي والحفاظ على النظام الديمقراطي. وألا يقوم الحزب على أساس طبقي أو ديني أو طائفي أو جغرافي. وأن تكون أهداف الحزب ومبادؤه ومصادر تمويله علنية. والأحزاب التي تعمل على الساحة حاليًا هي: الحزب الوطني الديمقراطي (الحزب الحاكم)، حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، حزب الأحرار الاشتراكيين، حزب العمل الاشتراكي (توقف نشاطه)، حزب الوفد الجديد، حزب الأمة، الحزب العربي الاشتراكي، الحزب الاتحادي الديمقراطي، حزب الخضر المصري، الحزب العربي الديمقراطي الناصري، حزب العدالة الاجتماعية وحزب التكافل. ويتناول هذا الجزء من المقالة بعض الأحزاب المصرية التي أدت دورًا في الساحة السياسية المصرية.

الاتحاد الاشتراكي العربي.

تنظيم سياسي في جمهورية مصر العربية أعلنه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في 4 يوليو 1962م ليكون التنظيم السياسي الشعبي الذي تتحالف فيه قوى الشعب العامل من جميع الطبقات. وقد جاء بديلاً للاتحاد القومي.

نصّ قانون الاتحاد الاشتراكي على أن هذا التنظيم هو: الطليعة الاشتراكية التي تقود الجماهير وتعبِّر عن إرادتها وتوجِّه العمل الوطني، وتقوم بالرقابة الفعّالة على سيره وخطِّه السليم في ظل مبادئ الميثاق.

تكون الاتحاد من أعضاء عاملين وأعضاء منتسبين. ألفت الفئة الأولى الوحدة التأسيسية بالقرية مثلاً، وكان للأعضاء المنتسبين أن يتحولوا إلى أعضاء عاملين. الأعضاء العاملون هم الذين لهم حق الترشيح على جميع المستويات في حين يكون الانتخاب حقًا لجميع الأعضاء الباقين. وقد بلغ أعضاء الاتحاد الاشتراكي العربي عند إنشائه ستة ملايين.

في عام 1974م، أعلن الرئيس الراحل أنور السادات خطة جديدة أساسها أن تصبح عضوية الاتحاد اختيارية، وأن يسمح في الانضمام إليه بالعضوية الجماعية للنقابات، وأن يسمح بنشوء منابر سياسية متميزة بداخله تحولت فيما بعد إلى ثلاثة أحزاب أساسية: اليمين، الوسط، اليسار.

حذت حذو مصر في إقامة الاتحاد الاشتراكي العربي كل من ليبيا والسودان كما وجدت تجمعات سياسية تحمل هذا الاسم في سوريا ولبنان.

وفي أواخر الثمانينيات من القرن العشرين ألغي الاتحاد الاشتراكي العربي وتمت الموافقة على تكوين الأحزاب بشروط.

الاتحاد القومي.

تنظيم سياسي أنشأته ثورة يوليو في أول عهدها بديلاً لهيئة التحرير. وكان هدف الاتحاد تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها الثورة، وحث الجهود على بناء البلاد بناءً سليمًا من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ومن تلك الأهداف أيضًا: تقليص الفوارق بين طبقات الشعب والقضاء على الإقطاع، وإقامة حكومة تعمل لمصلحة الشعب وتكوين جيش وطني وطرد المستعمر. وقد حُلَّ الاتحاد القومي ليحل مكانه الاتحاد الاشتراكي العربي عام 1962م.

جماعة الإخوان المسلمين في مصر.

أُسِّست على يد الشيخ حسن البنا المولود عام 1906م. بدأ البنا دعوته في الإسماعيلية عام 1929م وكان هدفه، كما تقول أدبيات الجماعة، توحيد جهود المسلمين وتوجيههم التوجيه الصحيح ليتمكنوا من درء الشر الذي يحيق بهم. ثم انتقل إلى القاهرة وأنشأ فيها دار الإخوان وبدأ يجوب القرى والمدن للدعوة لجماعة الإخوان وبدأ يتصل بالجيش وتنظيم الضباط. وفي عام 1947م، دفع البنا بعض كتائبه إلى فلسطين حيث شاركت في الحرب العربية الإسرائيلية. وخلال تلك الحقبة حدثت مواجهات ومصادمات بين جماعة الإخوان المسلمين والحكومة المصرية أودت بحياة العديد من المسؤولين في الجانبين. وكان المرشد العام نفسه الشيخ حسن البنا أحد ضحايا تلك المصادمات حيث أُطلقت عليه النار أمام دار الشبان المسلمين في 12 فبراير 1949م وفارق الحياة.

ومنذ وقت مبكر من دعوته، حاول الشيخ حسن البنا إقامة اتصالات خارج حدود مصر وبخاصة في فلسطين وسوريا ولبنان حيث كانت هناك اتصالات بينه وبين الحاج أمين الحُسَيْني مفتي فلسطين منذ أوائل الثلاثينيات، كما أنه أرسل وفدًا مكونًا من عبدالرحمن الساعاتي ومحمد أسعد الحكيم وعبدالعزيز الثعالبي الزعيم التونسي المعروف إلى القدس لمقابلة المفتي وبعدها غادر الوفد إلى دمشق حيث قابل زعماء الحركة الإسلامية في سوريا.

وعندما قامت ثورة 23 يوليو، وقف الإخوان المسلمون إلى جانب الثورة لكنهم لم يتمكنوا من الاشتراك في الحكم ودخلوا في سلسلة من الجدل والخصومة مع الحكومة. وقد قامت الحكومة باعتقال العديد من قيادات الجماعة ومحاكمتهم. وقد صدرت أحكام بالإعدام بحق العديد منهم. نُفِّذ بعض منها، وخفف بعضها، وأُفرج عن بعضها الآخر. وشهدت ثمانينيات القرن العشرين مشاركةً فعالة لهم في المقاعد البرلمانية بعد أن فازوا بثمانية مقاعد في انتخابات عام 1984م، وبسبعة وثلاثين مقعدًا عام 1987م. وقاطع الإخوان المسلمون انتخابات عام 1990م، ولم يحصلوا على أي مقعد في انتخابات عامي 1995 و 2000م.

حركة أنصار السلام المصرية.

حركة سياسية مصرية تكونت في 1950م، بوساطة لجنة تحضيرية جمعت عناصر من عدة أحزاب: الحزب الوطني والحزب الاشتراكي والحركة الديمقراطية للتحرير الوطني والطليعة الوفدية والإخوان المسلمين. هذا بالإضافة إلى شخصيات وطنية تقدمية غير حزبية مثل محمد كامل البنداري وإحسان عبدالقدوس وغيرهما. كان هدفها العمل على إقرار السلام وتوحيد كفاح الشعب المصري مع كفاح شعوب العالم. وقد ظلت الحركة تمارس عملها أثناء حكم الرئيس جمال عبدالناصر، وكان خالد محي الدين، قائدها في تلك الفترة، قد انتخب نائبًا لرئيس المجلس العالمي للسلام. ولكن الرئيس أنور السادات أصدر أمرًا بحلها ومصادرة أموالها وضبط موجوداتها بسبب إدانتها لزيارته القدس عام 1977م.

الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو).

حزب سياسي مصري ماركسي. تأسست هذه الحركة 1947م بتحالف عدة منظمات ماركسية أهمها: الحركة المصرية للتحرر الوطني التي تأسست عام 1942م، ومنظمة إسكرا (الشرارة). وكان من أهدافها إجلاء المستعمر والكفاح المسلّح ورفض الأحلاف العسكرية وتأميم قناة السويس وغير ذلك. ومن أشهر رجالاتها: أحمد حمروش ويوسف صديق وخالد محي الدين. أيدت ثورة يوليو 1953م عند قيامها ثم هاجمتها بعد اعتقالها الشيوعيين. في يناير 1958م، اندمجت مع غالبية التنظيمات الماركسية في حزب موحَّد صدرت له صحيفة سرية اسمها: اتحاد الشعب. ثم انشقت في سبتمبر 1958م حول فكرة الاتحاد القومي واعتقل بعض أعضائها في يناير 1958م، وحُلَّت الحركة عام 1964م وأُفرج عن المعتقلين.

حزب الاتحاد.

حزب شُكِّل في مصر في يناير عام 1925م. وكان برنامجه السياسي يتضمن المطالبة بالاستقلال التام، والولاء للعرش، والنهوض بالبلاد. وكان تشكيله قد جاء بإيعاز من السراي الملكية بغية التخلص من ضخامة عدد أعضاء حزب الوفد وأغلبيته الطاغية في البرلمان المصري. وكان يحيى باشا إبراهيم رئيس الحزب، كما كان علي ماهر وحلمي باشا عيسى وكيليه.

عُقدت انتخابات برلمانية بعد ذلك، فامتلأت مقاعد البرلمان بأغلبية وفدية، فحُلَّ مجلس النواب في اليوم نفسه، وكان ذلك في 23 مارس 1925م.

حزب الأحرار الدستوريين. (1922-1953م).

حزب سياسي مصري يمثل مصالح كبار ملاك الأراضي في مصر. وكان الحزب يدعو إلى التدرج في الحكم ويرفض الصيغ الثورية. تكوّن الحزب برئاسة عدلي يكن باشا، وكان من المعارضين لسياسة سعد زغلول باشا. ووضع أعضاء هذا الحزب دستورًا لمصر سنة 1923م، ولكن حزب الوفد عارضه. وكانت لهذا الحزب علاقات طيبة بالإنجليز. أما علاقاته بالقصر الملكي فقد كانت تتأرجح بين الخصومة والتحالف، حتى أُبرمت معاهدة سنة 1936م فاستقرت على مبدأ التحالف.

لم تكن لهذا الحزب شعبية بين المصريين، ولمـّا اشترك في انتخابات عام 1923م، هُزم هزيمة كبرى أمام حزب الوفد. ووقف هذا الحزب في صف الملك فؤاد في وزارة زيور باشا التي ألَّفها بتكليف من الملك عام 1925م ضد الوفد. وفي الفترة بين عامي 1926م و1928م، تحالف حزب الأحرار الدستوريين مع حزب الوفد ضد الملك. وما لبث أن عارض الوفد بعد ذلك حتى عام 1930م. ولما ألغى صدقي باشا دستور عام 1923م، وقف حليفًا للوفد ضد ذلك القرار. واشترك بعد ذلك في وزارات ائتلافية مع حزب السعديين في الوزارات والبرلمانات من سنة 1938 إلى 1942م، ومن 1945 إلى 1949م.

ومع أنه ضم في صفوفه نخبة من المثقفين، إلا أنه لم تكن له شعبية بين جماهير الشعب المصري. كان من أعضائه البارزين عدلي يكن، وعبدالعزيز فهمي، ومحمد محمود والدكتور محمد حسين هيكل.

عندما قامت ثورة يوليو في مصر، حُلَّ هذا الحزب مع بقية الأحزاب المصرية. ناصر هذا الحزب الدكتور طه حسين في معركته من أجل حرية الفكر وذلك بين سنة 1925 و1926م.

حزب الإصلاح على المبادئ الدستورية.

حزب نشأ في مصر عام 1906م برئاسة علي يوسف الذي كان يرأس تحرير جريدة المؤيد. وأصبحت هذه الجريدة هي الناطقة باسم الحزب. وكان هذا الحزب يؤيد التعاون مع الإنجليز الذين كانوا يحتلون مصر. ونادى الحزب بزيادة فرص التعليم للمصريين وإنهاء عمل المحاكم المختلطة التي كان يُحاكم فيها الأجانب، وطالب بإنهاء الامتيازات الأجنبية التي كان يتمتع بها مواطنو الدول الأجنبية في مصر.

لم يجد الحزب شعبية بين الجمهور المصري، وبوفاة رئيسه الشيخ علي يوسف انتهى الحزب.

حزب الأمة.

حزب سياسي تأسس في مصر عام 1907م. وكان أعضاؤه من الطبقة الارستقراطية المحافظة وكبار ملاّك الأراضي، وكان رئيسه حسن عبدالرازق، أما الرأس المفكر فهو أحمد لطفي السيِّد الذي كان رئيس تحرير الجريدة. ولما لم يجد الحزب تعضيدًا من المندوب السامي البريطاني، أخذ ينادي بالاستقلال التام. ولم يتطورالحزب مع الأحداث الوطنية، ولذلك لم تقم له قائمة، وأصبح أحمد لطفي السيِّد أحد بناة حزب الوفد ثم انشق عليه وانضم للأحرار الدستوريين.

حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي.

من أحزاب المعارضة في مصر. وقد أنشئ في 10 أبريل 1976م. وكان الرئيس محمد أنور السادات قد سمح لهذا الحزب بممارسة نشاطه السياسي في مصر حزبًا معارضًا في إطار الاتحاد الاشتراكي العربي. وكُلّف السيد خالد محي الدين بأن يكون مقرر الحزب الذي يمثل اليسار. واتخذ هذا المنبر اليساري اسم التجمع الوطني التقدمي الوحدوي.

زادت عضوية الحزب بسرعة، وكان أعضاؤه المؤسسون 128 عضوًا، وفُتح الباب في المحافظات للانتساب لعضويته، فكان أن انضم إليه ما يقرب من 150,000 عضو في غضون أشهر قلائل. وكانت العضوية من التيار الناصري والماركسي والقومي والديني والوطني الديمقراطي.

أصدر الحزب جريدة الأهالي الأسبوعية التي كثيرًا ما كانت تتوقف عن الصدور بسبب تعطيلها من حين لآخر. وبلغ توزيعها حوالي 150,000 نسخة في الأسبوع.

أظهر الحزب معارضة للرئيس محمد أنور السادات حين زار إسرائيل وانتقد اتفاقية السلام معها.

الحزب الشيوعي المصري.

بدأ هذا الحزب نشاطه في عام 1922م بالإسكندرية بقيادة جوزيف روزنتال وحسني العرابي وأنطون مارون. وكثرت الانقسامات داخل الحزب بسبب عدم وجود قيادة قوية فيه. وأذاع الحزب بيانه التأسيسي في فبراير عام 1922م وهو يشمل الأهداف التالية: 1- الاتحاد مع السودان 2- تأميم قناة السويس 3- إلغاء الديون الخارجية للدولة 4- إلغاء الامتيازات الأجنبية 5- إصدار قانون للإصلاح الزراعي 6- إصلاح قانون العمل والسماح بتأسيس النقابات.

وكان الحزب يحاول العمل بسرية خشية من سلطات الاحتلال البريطاني. حاول الحزب الشيوعي إنشاء دولة العمال في عام 1923م، وحثَّ العمال على الإضراب، ولكن حكومة سعد زغلول ألقت القبض على قيادات الحزب وأودعتهم السجون حيث مات بعضهم بسبب الإضراب عن الطعام.

في خلال الحرب العالمية الثانية، نشطت الحركة الشيوعية بسبب النضال الوطني ضد الاستعمار البريطاني. وقويت الحركة تحت زعامة كورييل، وكان هذا الجناح يقف مع الاتحاد السوفييتي (سابقًا) لقبول مشروع تقسيم فلسطين. وفي الخامس عشر من مايو 1948م، اندلعت الحرب بين إسرائيل والعرب، وأُدخل عدد من الشيوعيين إلى السجون.

في مطلع الخمسينيات، كانت الحركة الشيوعية في مصر نشطة. وفي عام 1956م، سمحت حكومة جمال عبدالناصر للشيوعيين بممارسة أعمال ثقافية واجتماعية وصحفية ولكنه منعهم من العمل السياسي. ووقف الحزب الشيوعي مناصرًا للحكم في تجنيد المتطوعين المصريين للعمل ضد البريطانيين في القناة. وبتطور العلاقات بين مصر ودول المعسكر الشرقي، خفت حدة عداء الشيوعيين ضد نظام حكم عبدالناصر. بل إن بعض صحفهم في الخارج اعتبرته نظامًا تقدميًا وطنيًا يسير في الطريق اللارأسمالي.

حزب الكتلة الوفدية.

نشأ في مصر سنة 1943م واستمر في نشاطه السياسي حتى إلغاء الأحزاب سنة 1953م. وقد تشكّل هذا الحزب بعد فصل مَكْرَم عبيد من حزب الوفد في مايو 1942م، بعد أن اختلف مع رئيس حزب الوفد مصطفى النحاس.

شغل رئيس الحزب مَكْرَم عبيد نفسه بتأليف الكتاب الأسود الذي أخذ يسرد فيه ما سمَّاه فساد حزب الوفد ورئيسه مصطفى النحاس. ولم يجد حزب الكتلة الوفدية أُذنًا تُصغي إلى ما كان يقول مكرم، وفشل في تحقيق مآربه من إضعاف موقف مصطفى النحاس.

حزب اللامركزية.

تأسس في القاهرة عام 1912م. وكان هذا الحزب عربيًا ينادي باللامركزية الواسعة للمقاطعات العربية التي كانت تحكمها الدولة العثمانية. وكان على رأس الحزب بعض السوريين المثقفين من أمثال رفيق العظم ومحمد رشيد رضا وإسكندر عمون ومُحبّ الدين الخطيب. وكان هؤلاء الأعضاء يعملون بسرية، ولكن بلغت أخبارهم جمال باشا السفاح فأصدر في حق بعضهم أحكام إعدام، واختفى الحزب.

حزب مصر الفتاة.

حزب مصري تأسس عام 1933م واستمر حتى تم حظر نشاطه مع بقية الأحزاب المصرية عام 1953م. بدأ الحزب نشاطه اجتماعيًا بمشروع القرش عام 1930م الذي كان قد أقامه لفيف من الشباب المصري لجمع تبرعات من فئة القرش لتمويل مشروعات صغيرة للمحتاجين والمتسولين، ثم تشكّلت الجمعية بعد ذلك في أكتوبر 1933م بزعامة أحمد حسين. وكان من شخصيات الجمعية البارزين فتحي رضوان ومصطفى الوكيل.

ثارت خصومة شديدة بين هذا الحزب وحزب الوفد، ووقف مع الأحزاب المناوئة للوفد كالأحرار الدستوريين ومع الملك، وهاجم معاهدة سنة 1936م التي أبرمتها مصر مع بريطانيا بزعامة مصطفى النحاس، وبدأ بفرق القمصان الخضراء أُسوة بأصحاب القمصان الزرقاء الفاشية. ودخل الحزب في خصومات متعددة مع الأحزاب والملك. ولكن تضاءل نشاطه وقل مناصروه وأخيرًا حُلّ مع بقية الأحزاب المصرية عام 1953م.

حزب مصر المستقلة.

أُسس عام 1908م، وكان مؤسسه أخنوع فانون وذلك بعد انفصاله عن الحزب الوطني، وعاونه في إقامة حزبه جماعة من الأقباط. وكانت مبادئ الحزب مبنية على استقلال مصر ووحدة مصر والسودان وتحقيق الصداقة مع بريطانيا.

غير أن الحزب فشل في أن يؤدي أي دور سياسي نشط في مصر.

حزب الهيئة السعدية.

نشأ إثر خصومة قوية سنة 1938م بين أحمد ماهر ومحمود فهمي النقراشي من جهة ومكرم عبيد سكرتير حزب الوفد الذي كان يترأسه مصطفى النحاس من جهة أخرى. ورغم الصلات القوية التي كانت بين هؤلاء الأربعة، إلا أن رئيس الوفد انحاز إلى جانب مكرم عبيد وفصل العضويْن الآخرين من الحزب، فألّفا حزب الهيئة السعدية. كان من رأي أحمد ماهر أنه بإبرام المعاهدة الإنجليزية المصرية لسنة 1936م، فإنه من الواجب دمج الأحزاب السياسية المصرية في حزب واحد. ولم يوافق النحاس ومكرم على ذلك، ومن هنا نشأ الخلاف. ثم ما لبث أن اختلف مكرم مع النحاس فألَّف الكتلة الوفدية وانضم إلى خصومه السابقين لتأليف وزارة معهما، والوفد خارج الحكم.

في فبراير 1945م، اغتيل أحمد ماهر، فخلفه على رئاسة الحزب محمود فهمي النقراشي الذي اغتاله شاب اعتقد أنه من الإخوان المسلمين في زي ضابط شرطة. فتولى رئاسة الحزب إبراهيم عبدالهادي الذي رأى أن يمارس كثيرًا من الشدة ضد الإخوان المسلمين والوفديين والشيوعيين. ولكن ثورة يوليو انطلقت سنة 1952م، وألغت كل الأحزاب في مصر عام 1953م.

الحزب الوطني.

أسسه مصطفى كامل في مصر عام 1907م. كان من أهم أهداف الحزب استقلال مصر والرجوع إلى معاهدة لندن سنة 1840م؛ إذ نصت على الحكم الذاتي في مصر تحت السيادة العثمانية، ووضع دستور يكفل الرقابة البرلمانية على الحكومة.

توفي مصطفى كامل عام 1908م وخلفه محمد فريد الذي اهتم بالتطور الاجتماعي والتعليمي وتنظيم المظاهرات ضد قوات الاحتلال البريطانية.

ضيَّق الإنجليز الخناق على محمد فريد فهاجر من مصر عام 1912م.

كان من أهم مبادئ الحزب الوطني أن ¸لا مفاوضات إلا بعد الجلاء·، كما كان الحزب يرفض الاشتراك في أية وزارة وطنية ما دام المستعمر البريطاني موجودًا في البلاد.

أُلغي الحزب مع بقية الأحزاب في عام 1953م واشترك بعض أعضائه في وزارات ثورة يوليو.

الحزب الوطني الحر.

أنشئ هذا الحزب حول جريدة المقطَّم في مصر في سبتمبر 1907م، وكان يدعمه بعض السوريين الذين استوطنوا مصر ومنهم الدكتور صروف والدكتور نمر والدكتور مكاريوس، وهم من الذين كانوا يعادون الحزب الوطني (المصري) الذي كان يهاجمهم بسبب علاقاتهم بالاحتلال البريطاني في مصر، وتوليهم المناصب العليا في الدولة. وكان هؤلاء يدافعون عن الاحتلال، ويقفون معه. ولذلك فقد كان يقف معهم أيضًا بعض أغنياء مصر ومنهم محمد وحيد الأيوبي الذي أصبح زعيمًا للحزب الوطني الحر. ولم يتقبل المصريون ما كان يقوله الأيوبي ونعتوه بأنه عميل للإنجليز، فضاقت به الدنيا، واختفى عن المسرح السياسي.

الحزب الوطني الديمقراطي.

تحولت المنابر الثلاثة التي أنشأها الرئيس أنور السادات عام 1974م، في طريقه نحو التعددية الحزبية التدريجية، إلى أحزاب هي: حزب الأحرار اليميني، وحزب التجمع اليساري، وحزب مصر العربي الاشتراكي (الحاكم) بقيادة الرئيس السادات.

وفي عام 1976م، أعلن السادات إنشاء الحزب الوطني الديمقراطي تيمنًا بالحزب الوطني الذي أسسه مصطفى كامل (1874-1908م)، وتولى قيادة الحركة الوطنية ضد الاحتلال الإنجليزي. وانضم أعضاء حزب مصر العربي الاشتراكي إلى الحزب الوطني، الذي أصبح الحزب الحاكم، وترأسه الرئيس السادات ثم الرئيس حسني مبارك.

نجح الحزب الوطني الديمقراطي في الاحتفاظ بغالبية مقاعد البرلمان المصري وعددها 454 مقعدًًا في الانتخابات التي أجريت أعوام 1979م، 1984م، 1987م، 1990م، 1995م، بنسب تراوحت بين 80 و95% وبنسبة 70% عام 2000م. ويؤكد الحزب في برنامجه على المساواة بين كل المصريين، ورعاية محدودي الدخل، وتنشيط الممارسة الديمقراطية، وتشجيع رجال الأعمال والانحياز للطبقات الفقيرة. وفي السياسة الخارجية، يقوم برنامج الحزب على عدم الانحياز، وتحقيق المصالح العربية المشروعة، وتطوير التعاون مع الدول الصناعية الكبرى.

حزب الوفد المصري.

تشكّل هذا الحزب في مصر عام 1918م وذلك بعد أن قابل سعد زغلول المندوب السامي البريطاني مطالبًا باستقلال مصر بعد الحرب العالمية الأولى. واعترض المندوب السامي على مطالبة سعد لأنه لايحمل تفويضًا من الأمة المصرية ليقوم بتلك المهمة. فرأى سعد زغلول أن خير وسيلة لإقامة الدليل هي جمع تواقيع المواطنين المصريين على نطاق واسع وبذلك يكون قد اتصل بالجماهير المصرية من جهة، ومن جهة أخرى سيفحم المندوب السامي بما لديه من توقيعات المواطنين المصريين. وهكذا قام حزب الوفد المصري.

من أهم ما حققه حزب الوفد المصري أنه استطاع أن يجمع بنجاح بين المسلمين والأقباط في حزب واحد يسوده التفاهم والوفاق. واستطاع الوفد في كل الانتخابات النزيهة التي اشترك فيها أن يكتسح الأحزاب التي وقفت ضده، ونجح في تشكيل عدة وزارات: ابتداءً من 1926-1928م وفي 1930م ثم في 1936 - 1937م، ثم في 1942 - 1944م، ثم في 1950 - 1952م. وكانت وزارته تأتي بعد الفوز في انتخابات حرة، وتنتهي بأزمة مع الملك الذي يعمد إلى طردها من كرسي الحكم.

وفي وزارات حزب الوفد، عرفت مصر مجانية التعليم في بعض مراحله المختلفة خاصة تلك السياسة المجانية التي طبقها الدكتور طه حسين والتي رأى فيها أن التعليم أهم من الماء والهواء للإنسان.

كثرت مفاوضات الوفد المصري للإنجليز، واستطاع أن يظفر بشيء من الفوائد لمصر أقلها إلغاء المحاكم المختلطة والامتيازات الأجنبية في مصر والتي تمت عند إبرام المعاهدة الإنجليزية المصرية عام 1936م. وقد جاءت تلك المعاهدة خطوة أولى بعد تولِّي هتلر الزعامة في ألمانيا وتهديده بريطانيا وفرنسا على ما أوقعوه على ألمانيا في معاهدة فرساي. وحاول مصطفى النحاس الإفادة من التوتر في السياسة العالمية ليحصل على الاستقلال التام عن بريطانيا. ولكن توتر العلاقات بين القصر الملكي في عهد الملك فاروق وبين مصطفى النحاس لم يساعد مصر على استخلاص حقوقها من الإنجليز.

ظل مصطفى النحاس رئيسًا لحزب الوفد، حتى ألغت ثورة يوليو سائر الأحزاب السياسية المصرية. وهكذا كانت نهاية حزب الوفد المصري الذي عمل سكرتيره الراحل فؤاد سراج الدين على تسجيله تحت اسم حزب الوفد الجديد ليشارك في الحياة السياسية. وحاز حزب الوفد ستة مقاعد في مجلس الشعب بعد انتخابات عام 1995م، وثلاثة مقاعد في انتخابات عام 2000م. يذكر أن الحزب كان قد حاز 57 مقعدًا عام 1984م، و25 مقعدًا عام 1987م، وقاطع انتخابات عام 1990م. يترأس الحزب نعمان جمعه، وهو أول رئيس للحزب لا يحمل لقب ¸باشا·.