السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
قال الله تعالى : (( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )) إن ألأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عظة قوليه في هذه الاية الكريمة ألا أن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قد اختلف
وصبح فعلا مباشرا (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه
وهذا أضعف الأيمان )) إذن نقل رسول الله المسألة من الأمر والنهي وهو القول إلى أن نباشرها فعلا
لماذا ؟؟؟؟؟؟؟
لان هناك فرقا بين المعلومة التي تدخل الذهن ويصدقها القلب لتصبح معقودة بإيمان راسخ وبين حمل النفس على مطلوب المعلومة .. لذلك نحن ندرس الدين في مدارسنا وندرس فيها أيضا الجبر والهندسة والكيمياء وغيرها من علوم الدنيا إلا إن المتعب ليس تدريس الدين بل حمل النفس على مطلوب الدين لكن التلميذ حين يتعلم الجبر والهندسة أو الكيمياء فهذه علوم تعطي الإنسان خير الدنيا فيذهب لها وتبقى مسألة الدين مسألة قيم لذلك لا يكفي أن نعلم الدين بل لابد أن تنفذ ذلك العلم وتنفذ هذه المسألة يكون بالتطبيق في سلوك من أسوة حسنة وقدوة طيبة .
والخطأ إذن في أن الناس يظنون أن منهج الدين يقف عند تعليم المعلومات الدينية لا إن تعليم الدين يقتضي تنفيذ ما فيه من معلومات عكس العلوم الأخرى التي تعطي المعلومة فقط وإن أراد الإنسان أن ينتفع بها في حياته انتفع وإن لم يرد فهو حر في ذلك . إذن فالتذكير مرة يكون بالأمر بالمعروف وبالنهى عن المنكر ومرة يكون بالفعل (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه )) وماذا يعني التغيير باللسان ؟؟ يعنى أن الإنسان إن كان عنده حسن تأدب واستعداد للموعظة ومعرفة أدب النصح فله أن يقبل على تناول الموعظة وليس كل إنسان صالحا لان ينصح لان المنصوح يخالف المنهج والناصح يقف أمامه حتى لا يخالف المنهج إنه يخرج عما ألف وأحب لذلك يجب أن يتلطف الناصح في النصح .
عذرا للشرح المطول ولكن للفائدة