شكرا اخي على الالتفاتة لقد بحث وو جدت مايلي : لا تكتمل حقيقة العبادة من غير محبة لله تعالى؛ لأن الحب هو الدافع الأكبر للعمل وتحمل المشاق في سبيل المحبوب؛ لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه:[اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يَنْفَعُنِي حُبُّهُ عِنْدَكَ اللَّهُمَّ مَا رَزَقْتَنِي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ قُوَّةً لِي فِيمَا تُحِبُّ اللَّهُمَّ وَمَا زَوَيْتَ عَنِّي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ فَرَاغًا لِي فِيمَا تُحِبُّ] رواه الترمذي وحسنه، وحسنه الأرناؤوط- جامع الأصول 2363 . يقول الإمام المباركفوري في شرحه لهذا الحديث :'[اللَّهُمَّ اُرْزُقْنِي حُبَّك] أَيْ لِأَنَّهُ لَا سَعَادَةَ لِلْقَلْبِ وَلَا لَذَّةَ وَلَا نَعِيمَ وَلَا صَلَاحَ إِلَّا بِأَنْ يَكُونَ اللَّهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُ [اللَّهُمَّ مَا رَزَقَتْنِي مِمَّا أُحِبُّ] أَيْ الَّذِي أَعْطَيْتنِي مِنْ الْأَشْيَاءِ الَّتِي أُحِبُّهَا مِنْ صِحَّةِ الْبَدَنِ وَقُوَّتِهِ وَأَمْتِعَةِ الدُّنْيَا مِنْ الْمَالِ وَالْجَاهِ وَالْأَوْلَادِ وَالْفَرَاغِ [ فَاجْعَلْهُ قُوَّةً لِي] أَيْ عُدَّةً لِي [فِيمَا تُحِبُّ] ... قَالَ الْقَاضِي: يَعْنِي مَا صَرَفْت عَنِّي مِنْ مَحَابِّي فَنَحِّهِ عَنْ قَلْبِي وَاجْعَلْهُ سَبَبًا لِفَرَاغِي لِطَاعَتِك وَلَا تَشْغَلْ بِهِ قَلْبِي فَيُشْغَلَ عَنْ عِبَادَتِك . وَقَالَ الطِّيبِيُّ : أَيْ اِجْعَلْ مَا نَحَّيْته عَنِّي مِنْ مَحَابِّي عَوْنًا لِي عَلَى شُغْلِي بِمَحَابِّكَ وَذَلِكَ أَنَّ الْفِرَاعَ خِلَافُ الشُّغْلِ فَإِذَا زَوَى عَنْهُ الدُّنْيَا لِيَتَفَرَّغَ بِمَحَابِّ رَبِّهِ كَانَ ذَلِكَ الْفَرَاغُ عَوْنًا لَهُ عَلَى الِاشْتِغَالِ بِطَاعَةِ اللَّهِ'.
إقبال القلوب : هذا التجرد الكامل وهذا الإقبال على الله بمثل هذه الطريقة؛ هو قمة الحب إلى درجة أنه يدعو ربه بألا ينشغل القلب لحظات بما زوى الله عنه من ملاذ الدنيا مما تحب النفس من المال والولد والجاه عن ذكر ربه والاشتغال بعبادته، هذا الإقبال على الله يتفاوت فيه الناس، فالأنبياء هم أكثر الخَلْق إقبالاً بقلوبهم على الله، ولهذا السبب تكون النتيجة أن الله سبحانه يقبل بقلوب معظم الناس إليهم.
; والمعادلة هنا: هي ما ذكره الواعظ يحيى بن معاذ عندما قال:'على قدر حبك لله يحبك الخلق'.
; ويوضح هذه المعادلة الإيمانية:التابعي الجليل هرم بن حيان عندما قال:'ما أقبل عبد بقلبه إلى الله، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه ودهم'. ومن العجيب أن ترى نفس العبارة عند الكثير من العلماء والصالحين، بالرغم من تفاوت الأزمان والمكان بينهم.
ترمومتر العلاقة: فمفتاح القلوب إلى الناس ليس المال ولا المنصب، أو أي شهوة من شهوات الدنيا، بل هو الإقبال على الله؛ لأنه هو مالك القلوب يصرفها كيف يشاء.
هذا ما أراد أن يوصله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص عندما كتب إليه:'إن الله إذا أحب عبداً حببه إلى خلقه، فاعتبر منزلتك من الله بمنزلتك من الناس، واعلم أن ما لَكَ عند الله مثل ما للناس عندك'. فحب الناس وإقبالهم على المرء هو ترمومتر علاقتك وإقبال قلبك على الله .
; وربما أراد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب تذكير خال النبي صلى الله عليه وسلم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يؤكد هذه المعادلة:[إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ] رواه البخاري ومسلم والترمذي ومالك وأحمد . يقول الإمام ابن حجر في الفتح: 'والمراد في القبول قبول القلوب له بالمحبة، والميل إليه والرضا عنه، ويؤخذ منه: أن محبة قلوب الناس علامة محبة الله' ويؤكد هذا المعنى رواية:[ إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ إِنِّي قَدْ أَحْبَبْتُ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ قَالَ فَيُنَادِي فِي السَّمَاءِ ثُمَّ تَنْزِلُ لَهُ الْمَحَبَّةُ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ...] رواه الترمذي، وصححه الألباني.
من كتاب:'معادلات إيمانية' للشيخ / عبد الحميد البلالي
__________________
سابحث عن دليل عن العناصر الاخرى بادن الله .