السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي أحمد قرأتُ اسمي يتخلّل كلامك الموجّه للفاضِل محمّد داود فلبّيتُ النِّداء..رغم أنّي شككتُ في أن تكونَ صاحِبَ هذا الردّ !
بل أنا صاحبه بالفعل فلا مجال إذا للشك
فالأسلوبُ أسلوبُك والخطُّ خطُّك ولكِن، حِدّةُ القولِ ونبرةُ الغضب جعلتني أُفكِّر للحظات أنّك لستَ من أورَدَ هذا الكلام..لأنّي ودون مُقدِّمات استغربتُ سبب انفِعالك التي رسمته تساؤُلاتُكَ
أنا أيضا أتعجب الآن كيف حكمت على أسلوبى
بأنه حاد وأن الغضب سيطر على نقدى
لا هذا ولا ذاك
فقط أرى أن من حقى ومن حق أى عضو فى قسم الخواطر أن ينتقد الكاتب فى كتاباته بما يتراءى له
شريطة أن لا يتجاوز حد الأدب
وأن يلتزم بأدب الحوار
وألا يتعدى على شخص الكاتب نفسه
فالنقد لا يكون للشخص نفسه وإنما لما يخطه قلمه
وهو ما بنيت عليه نقدى على ما أعتقد
فلم أخاطب الأستاذ إلا بلفظة أستاذ
ولم أسئ لشخصه على الإطلاق ولا أجرؤ
بل أثنيت عليه وقلت
نعرف أنك أديب بارع وفنان لامع وما شابه
فأين سوء الأدب فى هذا ؟
والأكثَر استغربتُ سببَ هذا:
نعم صفوة النفس هات ماعندك
فهل فهمتِ السابقة حتى أصدِّق أنك فهمتِ هذه؟
لا لم يحدث ولنيحدث
ــــ
وعليه فاستمِع رجاءً لِبعضِ ما يهُمّني تذكيرُك به..
أوّلا أخي الفاضِل ولجتَ صفحة عُضوٍ لا تربِطك به إلاّ علاقة القارئ بالكاتِب سواء من جهتِك أو جهته فاحرِص على أن تكونَ ضيفا خفيفا عليها لأنّها فضاءٌ للتّواصُل الذي نُرغِّب منه ما كانَ في إطارٍ يحفظُ الودّ..
وإن قرّرتَ دخول صفحة أحدهِم ناقِدا فذلك لا يعني أن تُركِّزَ على إلقاء ما حضرَك دون التّفكير في الطّرَف الآخَر..
فمِن إيجابيّات النّقد هو أن تكون نوايا النّاقِد صادِقة / هى كذلك /
وبِهدَف (التّذكير، التّصويب، التّوجيه..والمناقَشة المُثمِرة بوجهٍ عامّ)
ظنت أننى كنت أفعل هذا
أمّا أن نُحلِّلَ أفكار الغير على هوانا
أحللها على هواى أنا وكما يحلو لى ومن منطلق فهمى لها ويدحض الكاتب حجتى بحجته الظاهرة
فما العيب فى ذلك إذا ؟
أو نصِفَها بما قد يُخالِفُ حقيقة مُحتواها
ما قلته هو حقيقة محتواها التى استطاع الكاتب أن يوصلها إلى
ولو وصلنى منها أكثر من هذا فلِمَ أخفيه إذا ؟
ونَزيدُ على ذلك ترك أثرِ انفعالنا دون مُبرِّرٍ لذلك فهذا ما لا يُعقَل صدورُه من شخصٍ مثلك اعتدنا أن يسبِق حسنُ أدبِه أقواله وأفعاله.
ربنا يعزك ويرفع قدرك
ولكنى لم أكن غاضبا أو منفعلا على الإطلاق
فقط .. قلت ما أراه فى حيِّزٍ لم يتعدى أدب الحوار
حيثُ كان بإمكانِك أن تعتمِد على سؤالٍ صريحٍ موجّهٍ كافٍ لتبليغِ تعجُّبِك:
بعد إذنِك أخي ماذا تقصِد بالكاف والقاف؟
أو أيّ المعاني ترمي إليها من خلالِهما؟
سألته قبل ذلك فى موضوع آخر ،
وسأله أعضاء آخرون صراحة أن يُفهمهم مغزى الخاطرة
فلم نجد من الكاتب إلا تجاهلا لنا ولتساؤلاتنا ولمشاركاتنا حتى أنه لم يكلف نفسه عناء الرد على من اهتم وقرأ له وترك بصمة فى موضوعه
رغم أنّها على الأرجح توحي بمعنى: الكاتِب أو الكِتابة (وأميلُ أكثر للثّانية)
وإن أخطأت بهذا فأكيد وَُظِّفت في مدخل النصّ ليُبنى أو يُساقَ على أساسِها الكلام المُراد تبليغه (كاف/ إنصاف) والله أعلَم ومعه صاحِب النصّ.
نعم الله أعلم هى الإجابة الصحيحة
إذا فنحن لسنا أمام نص باللغة العربية
وهذا ما قلته
فنحن نفهم اللغة العربية ولم نفهم هذا الكلام
ولا داعي لما لحِق بهذا السّؤال لأنّه يُزيل سِمةَ اللّيونة والتّواضُع التي من المفروض أن يتّصِفَ بها أيّ ناقِد.
النقد دائما يأخذ شكلا لاذعا
وإن لم يكن كذلك
والنقد دائما فى قفص الإتهام
تعجّبتُ كيف لم تشعُر لِلَحظة أنّك تُخاطِبُ الكاتِب بِطريقةٍ تُنفِّره حتّى من الإجابة على تساؤلاتِك؟
لم يجب الكاتب من قبل حتى يجيب من بعد على أى تساؤلات طرحها عليه أى عضو
وبناء عليه لم أتوقع من الكاتب أن يرد
ولا أتوقع منه ذلك
وإن كان الرد منفرا فلأنه فقط نقد نقد نقد
ومن قالَ أنّه يستخفّ بعقولِنا..مادامَ قد خطَّ ما اختلَجَ فكره ولم يُرغِم أحدا على قراءةِ أفكارِهِ أو الردِّ عليه.
فلكلِّ واحدٍ منّا حقّ الكتابة مهما كان أسلوبُه ومهما ميّزَ الغموضُ أفكاره وله حقّ الإفصاح عليها من عدمِه..
نعم صحيح ولنا أيضا حق الرد والنقد فى نطاق أدب الحوار
وما لا نتقبّله هو أن يكتُب أحدهم بقلمٍ لا يزاوجه الحياء.
وسؤالي أخي الفاضِل،
هل تُقارِن كلام الخالقِ المنزّه عنِ الخطأ أو النُّقص وقُدرته سُبحانه بكلامٍ يصدُرُ عنّا نحنُ البشر الضُّعفاء؟
سؤالٌ آخَر،
ألا يحِقُّ لي على سبيلِ الذِّكر أن أرسُمَ بِمخيِّلَتي لوحةً أُنطِقُها على هذا الشّكل:
قرأتُ في ملامحِ الصّمت بدء تفاؤُلي
فألهبتُ القولَ بابتِسامةٍ تعتنِقُ تأمُّلي
(أكيد أخي أقصِدُ معنىً لن يصِلك معناه كما أرغب لكنَّ رغبتي في تجسيدِه فاقت ذلك فوردَ يرسُمُ صورةً انطبَعت بفِكري).
وعليه فتوظيف الكاتِب لكلمة المِكواة أمرٌ يعنيه ويخدُمُ أفكاره ومن المؤكّدِ أنّه يُصافِحُ أبعادا للكلام لا يُمكِنُ لِقارئ البساطة أو مستحسِنِها أن يُحصِّلَ معانيها.
ولستُ أدّعي بهذا فهم المعنى ولكنّي دائِما أحاول فهم المعاني وإن عجِزتُ فأكتفي بِإبداء احتِرامي لأفكار الغير دون إلزامهِم على تشريحِها أو الانتِقاص من قيمتِها.
إذا لا مجال للإبداع هنا
وكل ما يُكتب هنا نصفق له وفقط
ـــــ
أخي أحمَد تقبّل كلامي بِصدرٍ رحب..ولو كان من ردَّ بطريقتِك هذه شخصٌ آخرَ لوجّهتُ له هذا الكلام.
طبعا هذا الكلام يخدُمُ رأيي وأنا مسؤولةٌ عمّا يَصدُرُ عنّي.
مع احتِرامي الكبير لِشخصِكَ ورأيِك.