خلال لقاءات ''الجزائر نيوز'' /شربال: انتهاج نظام ''أل• أم• دي'' هدفه تقليص نفقات التكوين فقط pdf طباعة إرسال إلى صديق
الاثنين, 28 مارس 2011 19:21
أكد، أمس، الأستاذ والباحث بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار، أن الأزمة التي تعرفها الجامعة الجزائرية راجعة إلى الغياب التام لسياسة بيداغوجية في قطاع التعليم العالي منذ الاستقلال، والتي ركزت على كيفية تسيير تدفقات الطلبة على الجامعة دون الإهتمام بالجانب البيداغوجي، داعيا إلى ضرورة دمقرطة الجامعة، مقدما عدة حلول لخروج الجامعة من هذه الأزمة التي عرفت ذروتها العام الجاري·
صارة ضويفي
أوضح الأستاذ والباحث فريد شربال خلال تنشيطه لندوة حول الأزمة في الجامعة الجزائرية، والنقاش حول نظام ''أل· أم· دي'' بفضاء مكتبة سقراط نيوز، بمقر جريدة ''الجزائر نيوز''، بالتنسيق مع حركة الشباب المستقل من أجل التغيير، أن الإصلاحات التي قامت بها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ليست ممنهجة، ما أدى إلى ظهور المشاكل والاختلالات فيها على الرغم من مرور سنوات على تطبيقها، على غرار انتهاج نظام ''أل· أم· دي'' الذي أكد أنه إصلاح كغيره من الإصلاحات الأخرى، هدف الوصاية بالدرجة الاولى هو تقليص النفقات في ميزانية التكوين، وإلا كيف نفسر -حسب شربال- إسقاط هذا النظام دون إخضاعه إلى النقاش، وفتح تكوين أولي قبل تطبيقه، إضافة إلى ذلك، أكد شربال أن الوضع الطلابي الراهن، والغضب الطلابي وصل إلى ذروته، وهو مؤشر على تدهور الجامعة الجزائرية، مشيرا إلى أن هذه الأزمة التي تعرفها الجامعة راجعة في الأساس إلى غياب سياسة بيداغوجية وعلمية في التسيير، وقدم المتحدث العديد من الأمثلة التي تؤكد انعدام سياسة تسيير فعلية، من خلال تركيزه على ميزانية التسيير الخاصة بتكوين الطالب، والاستاذ، والباحث، حيث قدم مقارنة بين الميزانية المخصصة في الجامعات الأمريكية والأوروبية، والميزانية المخصصة في الجامعات الجزائرية· كما تطرق شربال إلى مشكل تدهور التأطير البيداغوجي، حيث أكد أن في الجامعات الجزائرية يخصص أستاذ لكل 80 طالبا، بينما الجامعات الأوروبية تخصص أستاذا لكل 15 طالبا في التخصصات العلمية والتكنولوجية، وأستاذ لكل 18 طالبا في التخصصات الاجتماعية، وقد قدم الباحث مجموعة من الحلول من أجل إصلاح جذري للجامعة، من خلال الرفع من ميزانية التسيير، مراجعة النظام الجديد والشهادة الخاصة به، وتسيير الجامعة الجزائرية، إضافة إلى ضرورة إبراز وتشخيص الأزمة التي تمر بها الجامعة من أجل بناء جامعة ديمقراطية فعالة تخدم المجتمع·
من جانب آخر، أوضح عضو لجنة الشباب المستقل من أجل التغيير كريم بامون وهو طالب سنة ثالثة اقتصاد بجامعة مولود معمري بولاية تيزي وزو، أن انتهاج الوصاية لنظام ''أل· أم· دي'' لا علاقة له بالواقع الاجتماعي والاقتصادي للطالب، وإنما هذا النظام هو مفروض من قبل الاتحاد الأوروبي من أجل أن تصبح شهادات الطلبة الجزائريين مقروءة، وقد دعا بامون السلطات العمومية إلى ضرورة دمقرطة تسيير الجامعة الجزائرية، رافضا أي تسيير سياسي للجامعة، كما كشف المتحدث عن أن التنسيقية قررت تنظيم مسيرة وطنية في الجزائر العاصمة، وذلك بتاريخ 12 أفريل المقبل·
3 أسئلة إلى: فريد شربال باحث وأستاذ بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا
بماذا تفسرون غياب الأساتذة في الندوة الوطنية المتعلقة بالتطابقات بين النظام الكلاسيكي ونظام ''أل· أم· دي''؟
الجامعة الجزائرية تعيش اليوم في أزمة حادة وأعتقد أن مثل هذه الندوات تجاوزها الزمن ولابد من تقييم يرتكز على أسس ديموقراطية، وهذا ما دعت إليه الجمعية العامة لأساتذة جامعة هواري بومدين باب الزوار، باعتبار أن ذلك يمكّن الأساتذة والطلبة من تشخيص شامل للوضع، معرفة عوامل الأزمة ومؤثراتها، تحديد السبل والوسائل التي تساعد على إبراز جامعة ديمقراطية فعالة تخدم المجتمع، وتحقق رفاهية الفرد الجزائري، وبناء على ذلك دعت الجمعية العامة للأساتذة إلى ضرورة تعبئة واسعة النطاق من أجل المساهمة في إثراء النقاش حول واقع منظومة التعليم العالي والبحث العلمي·
هل تعتقدون أن إحالة ملف التطابقات على لجنة خبراء من شأنه أن يحل الأزمة في الجامعة الجزائرية التي تحدثم عنها؟
أعتقد أن قرار إحالة ملف التطابقات بين شهادات النظام الكلاسيكي ونظام ''أل· أم· دي'' هو قرار عادي ليس من شأنه حل أزمة الجامعة لأن مشكل التطابقات بين شهادات النظام الكلاسيكي ونظام ''أل· أم· دي'' جزء من هذه الأزمة ولا يمكن حصرها في هذه النقطة فحسب، نظرا لتعدد وتشعب المشاكل ذات الصلة بالجانب البيداغوجي، والبحث العلمي، فلابد من الإبقاء على النظام الكلاسيكي لأن شهادة مهندس التي تمنحها الجامعة الجزائرية هي مكسب لابد أن نثمنه·
تحدثتم عن ضرورة الإبقاء على النظام الكلاسيكي، هل تعتقد أن الجامعة الجزائرية قادرة على تسيير نمطين مختلفين من الأنظمة في ظل النقائص المسجلة على رأسها مشكل التأطير؟
صحيح أن الجامعة الجزائرية تعاني عجزا في التأطير وأعتقد أن توفير الإمكانيات اللازمة سيضع حدا لكل العوائق، وأقصد بذلك إمكانيات مالية عن طريق فتح مناصب مالية لضمان تشغيل الأساتذة، وتسيير الجامعة بطريقة ديمقراطية·
سألته: سارة بوناب
الكلمة للطلبة
فريد دحمان -طالب في تخصص هندسة مدنية
''لم يأخذ الوزير ولا الحكومة مطالبنا بعين الاعتبار، ويأتي بعد سلسلة الإحتجاجات ليؤكد أن 90 بالمائة من مشاكل الطلبة تم حلها خلال الندوات الجهوية، وهذا طرح خاطئ، لأن المشكل الذي أوصل وضع الجامعة إلى الإنسداد لا تحله مثل هذه الندوات، ولا يُحل بإلغاء مرسوم رئاسي أو إدراج آخر بديل، لذا فإن مطلبنا هو أخذ المطالب الحقيقية التي تقدمت بها الشريحة الطلابية بعين الإعتبار''·
مصطفى -طالب في العلوم الإقتصادية
''لم تستجب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى مطالبنا التي ترتكز أساسا في دمقرطة الجامعة الجزائرية، ونريد التأكيد على أننا طلبة أحرار ومستقلين لا نقبل أن تمثلنا لائحة مطلبية موحدة، لأن لكل قناعاته التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار بطريقة ديمقراطية، أما فيما يتعلق بالقرارات التي تمخضت عن الندوات الجهوية والوطنية، فإنها لا تعنينا بتاتا''·
موزان موسى -طالب في علم النفس
''أريد التوضيح أن قرارات الندوة الوطنية غير مقنعة وسيكون تاريخ الثالث من شهر أفريل، أي بعد العطلة مباشرة، موعدا لتحديد شكل الحركة الاحتجاجية، كما أن قرارات الفصل بين النظامين الكلاسيكي وأل· أم· دي هي وسيلة لتهدئة الطلبة ولن نقبل بحلول ترقيعية يدفع الطالب الجزائري ثمنها بالطبع، مطلبنا الأساسي هو دمقرطة الجامعة تليها مطالب أخرى فرعية''·
سفيان -طالب في الموارد البشرية
''كنا ننتظر من الندوة الوطنية حلولا جذرية تخرج الجامعة من الأزمة، شهرين من الاحتجاجات، لكن لم تقدم لنا شيئا، لذا نطالب بوضع سياسة عامة وإعادة النظر في هيكلة منظومة التعليم العالي لأن مشكلتنا الأساسية لا تنحصر في المراسيم الرئاسية، وإنما نريد أن نرفع من المستوى المتدني للطلبة ودمقرطة الجامعة لأن الطالب ليس سلعة''·
محمد يعقوب إيدير -طالب في الهندسة المعمارية
''نطالب بتقييم كل شهادة تخرج على حدا، فلا يعقل أن يطالبنا الوزير بالمشاركة في ندوات لوضع معابر في الوقت الذي لا يفقه فيه أغلبية الطلبة المعايير والأسس التي يرتكز عليها نظام أل· أم· دي، هذا ما دفعنا إلى مقاطعة الندوات والقرارات الصادرة عن الندوة لا تعني لنا شيئا، نريد دمقرطة الجامعة''·
جمعتها: سارة· ب