منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الفرق بين ‏(‏الصبرالجميل‏)ܔ҉ೋ(‏الصفح الجميل‏)‏ܔ҉ೋ(‏الهجر الجميل‏)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-03-27, 18:43   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أم سهيــر
عضو محترف
 
الصورة الرمزية أم سهيــر
 

 

 
الأوسمة
وسام التألق  في منتدى الأسرة و المجتمع الوسام الفضي لقسم الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










Flower2 الفرق بين ‏(‏الصبرالجميل‏)ܔ҉ೋ(‏الصفح الجميل‏)‏ܔ҉ೋ(‏الهجر الجميل‏)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سُئل الشَّيخُ شيخ الإسلام ابن تيمية ـ أيده اللّه وزاده من فضله العظيم ـ عن ‏(‏الصبرالجميل‏)‏ و ‏(‏الصفح الجميل‏)‏ و‏(‏الهجر الجميل‏)‏ وما أقسام التقوى والصبر الذي عليه الناس‏؟‏
فأجاب ـ رحمه اللّه‏:‏

الحمد للّه، أما بعد‏:‏ فإن اللّه أمر نبيه بالهجر الجميل، والصفح الجميل، والصبر الجميل:
فالهجر الجميل‏:‏ هجر بلا أذى.

والصفح الجميل‏:‏ صفح بلا عتاب.


والصبر الجميل ‏:‏ صبر بلا شكوى
،


قال يعقوب ـ عليه الصلاة والسلام ـ‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ‏}‏[‏يوسف‏:‏ 86‏]‏ مع قوله‏:‏ ‏{‏فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ‏}‏‏[‏يوسف‏:‏ 18‏]‏.
فالشكوى إلى اللّه لا تنافي الصبر الجميل، ويُروى عن موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه كان يقول‏:‏ ‏"‏اللهم لك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان، وبك المستغاث وعليك التكلان‏



ومن دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم‏-:‏ (اللّهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، اللّهم إلى من تكلني‏؟‏ إلى بعيد يتجهمني‏؟‏ أم إلى عدو ملكته أمري‏؟‏ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي‏.‏ أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن ينزل بي سخطك، أو يحلَّ علي غضبك، لك العتبي حتى ترضى‏)‏‏.‏
وكان عمر بن الخطاب ـ رضي اللّه عنه ـ يقرأ في صلاة الفجر‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ‏}‏‏[‏يوسف‏:‏ 86‏]‏، ويبكي حتى يسمع نشيجه من آخر الصفوف؛ بخلاف الشكوى إلى المخلوق‏.‏



قُرئ على الإمام أحمد في مرض موته أن طاووسًا كره أنين المريض، وقال‏:‏ إنه شكوى‏.‏ فما أنَّ حتى مات‏؛!!!
وذلك أن المشتكي طالب بلسان الحال: إما إزالة ما يضره أو حصول ما ينفعه، والعبد مأمور أن يسأل ربه دون خلقه، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ‏}‏‏[‏الشرح‏:‏ 7، 8‏]‏، وقال -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس‏:‏ ‏(‏إذا سألت فاسأل اللّه، وإذا استعنت فاستعن باللّه‏)‏‏.



ولابد للإنسان من شيئين‏:‏



طاعته بفعل المأمور وترك المحظور.
وصبره على ما يصيبه من القضاء المقدور‏.‏ فالأول هو التقوى، والثاني هو الصبر‏.‏
قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ‏}‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ‏}‏‏[‏آل عمران‏:‏ 118-125‏]
‏،



وقال تعالى‏:‏ ‏{‏لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ‏}‏‏[‏آل عمران‏:‏ 186‏]‏، وقد قال يوسف‏:‏ ‏{‏أَنَا يُوسُفُ وَهذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ‏}‏‏[‏يوسف‏:‏ 90‏].




مجموع فتاوى ابن تيمية-رحمه الله-



‏"‏اللهم لك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان، وبك المستغاث وعليك التكلان‏"













 


رد مع اقتباس