النص السادس : مذهب المجسمة أقرب إلى القبول .
إننا عندما نتأمل في نفسية رجل مثل سعيد فودة وهو يريد أن يناطح مثل هذا الجبل الشامخ الراسي بقرنه الضعيف لا يغيب عنا أننا أمام قزم ضعيف النفس لم يؤت من العلم والحكمة ما يستضاء به ،وقد ملأ الحقد قلبه وامتلأت نفسه بالغرور وحب الظهور والتعالم والتعاظم على الآخرين من أقرانه ومريديه ، فمثل هذا لا يتورع عن شيء في سبيل تحقيق هدفه من الطعن واللمز في مثل هذا الإمام ، وغيره من أئمة الإسلام فتراه وقد تسلح من الكذب والاحتيال بما يؤهله لأن يقوم بمثل هذا الدور المشبوه ، ولذا فنحن لا نتعجب مما نراه مبثوثا بين الكلمات والأسطر سواء في العنوان أو الموضوع أو المقدمات أو التعليقات أو اختياره وانتقاءه لبداية المقطع الذي ينقله فكل هذا فيه من الكذب والاحتيال والتلبيس ما لا يكاد يحصى بحيث يعجز المرء عن حصره وذكره ...
فالرجل يكاد لا تفوته كلمة ولا سطر إلا وقد أودع فيها من الكذب والحيل ما يحرف به المعنى ويوجه فيه الكلام إلى غير وجهته .
فتأمل مثلا في هذا العنوان حين يقول :
(مذهب المجسمة أقرب إلى المقبول ) فهل قال ابن تيمية هذا ؟
والجواب قطعا لا ..لم يقل ابن تيمية أن مذهب المجسمة أقرب إلى القبول وإنما هذا توصيف منه ومن الرازي لمخالفيهم ومن الطبيعي أن لا يسمي هذا كذبا ولا احتيالا لأن هذا مجرد نفس من أنفاسه المبثوثة في هذا الكتاب ...
ثم تأمل في احتياله بعد العنوان مباشرة حيث يقدم للنقل الذي سينقله عن ابن تيمية فيقول :
) ومن كتاب الرد على أساس التقديس أيضا وفي أثناء رده على الرازي الذي ينفي كون الله تعالى جسما ومركبا من أعضاء وأدوات يقول ابن تيمية في (1/97 ) ( بل هذا " القول " الذي اتفق عليه العقلاء من أهل الإثبات والنفي )
..
فيوهم القارئ أن الكلام الذي نقله عن ابن تيمية هو حول ما ذكره قبيل النقل وهو أن الله جسم مركب وله أعضاء وأدوات وإلا فهل هذه بداية نقل يصح أن يبتدأ بها منصف ؟!!!
فيوهم القارئ أن قول ابن تيمية ( هذا القول الذي اتفق عليه العقلاء ..) هو أن الله حسم مركب من أعضاء وأدوات !!!
فنحن أمام أسلوب ماكر واحتيال وتلاعب بالكلمات لولا ه ما لما كان لمثله أن يرفع أنفه من التراب ليناطح الجبال .
فسياق الكلام ليس على أن الله جسم ولا أنه مركب والمسالة مختلفة تماما ولكنه الاحتيال الذي يتقنه فودة هذا الله !
فهو ينتقي المقاطع بدقه ويوجهها بمقدمته ويتبعها بتعليقه ويخللها بشرحه حتى يظن القارئ أن كلام ابن تيمية نص في المعنى الذي قدمه فيقول نعم قد قال ابن تيميه !!!
وحين نأتي إلى كلام ابن تيمية رحمه الله نجد أنه قد ذكر أصل المسألة التي يدور حولها الكلام والتي مازالت تدور حول مسالة انحصار الموجودات في المباين والمحايث واعتراض الرازي عليها .
قال رحمه الله ): بل هذا " القول " الذي اتفق عليه العقلاء من أهل الإثبات والنفي اتفقوا على أن الوهم والخيال لا يتصور موجودا إلا متحيزا أو قائما وهو الجسم وصفاته ثم المثبتة قالوا وهذا حق معلوم أيضا بالأدلة العقلية والشرعية بل بالضرورة وقالت النفاة إنه قد يعلم بنوع من دقيق النظر أن هذا باطل فالفريقان اتفقوا على أن الوهم والخيال يقبل قول المثبتة الذين ذكرت أنهم يصفونه بالأجزاء والأبعاض وتسميهم المجسمة فهو يقبل مذهبهم لا نقيضه في الذات(
والمتأمل في هذا النقل لا يجد ما يمكن أن يقال عنه نص على تجسيم ابن تيمية رحمه الله فالكلام واضح لا يحتاج إلى أدنى تأمل ومع ذلك يقول الاستاذ فودة معلقا :
( فانظر إليه هنا يقع في مغالطات فيستدل كما سترى بالوهم والخيال على الموجودات أي أنه يجعل الوهم حاكما ، فيقول كل ما لم يدرك عن طريق الوهم ، فليس موجودا وكل ما لم يستطع الخيال أن يتصوره فلا يمكن أن يكون موجودا . وتأمل في كلامه لترى كيف ادعى أن هذا لأمر قد دلت عليه أيضا النصوص الشرعية والأدلة العقلية وهو في ذلك مغالط )
وأقول : لقد أذهلت الأستاذ فودة سكرة البحث عن نصوص صريحة حتى غاب عنه أن ابن تيمية هنا لم ينسب هذا القول لأهل الإثبات فقط !
بل نسبه لأهل الإثبات والنفي جميعا ؟!!!
قد كرر ابن تيمية رحمه الله نسبة هذا الكلام إلى كل من النفاة والمثبتين مرتين فقال :
) بل هذا القول الذي اتفق عليه العقلاء من أهل الإثبات والنفي )
وقال : (فالفريقان اتفقوا على أن الوهم والخيال يقبل قول المثبتة )
فإذا كان متعلق الأستاذ فودة فيما ينسبه إلى ابن تيمية من نصوص أنه يحكيها على لسان أهل الإثبات أو المثبتين ويزعم أنهم أهل الحق عنده فهذا النقل لم يحكه ابن تيمية على لسانهم فقط بل حكاه عن النفاة والمثبتين جميعا فكيف كان ذلك نصا على تجسيم ابن تيمية با أستاذ فودة ؟! أم أن ألإفلاس والعجز قد وصل معك إلى حده ؟
ولقد كان على الأستاذ المحقق أن يبين للقارئ كيف اتفق الفريقان وكيف اختلفوا فيكشف ما ينبغي كشفه مما يتضح به المعنى للقارئ ولكن الأستاذ فودة يتلاعب بالألفاظ الموهمة .
فهو يطلق الأقوال المبهمة التي لا يفهم منها القارئ إلا معنى التشنيع فحسب وإن كان لا يدري في حقيقة الأمر ما المأخذ فيها وما الخطأ في هذه الأقوال .
- وحقيقة الأمر أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يتخذ في مناظرة الرازي وغيره من الجهمية النفاة طريقة المعارضة بين الأقوال المتقابلة فيقابلها ببعضها البعض حيث أنهم يزعمون أن حججهم عقلية كلامية لا تتعارض ولا تتناقض ، فيعارض حجج وأقوال النفاة بحجج وأقوال المثبتين في كل مسألة من هذه المسائل ، فيظهر بتعارضها وتناقضها بطلانها في نفسها وعدم صحة الاعتماد عليها للوصول إلى العلم بالله سبحانه وصفاته وأن الطريقة التي كان عليها سلف الأمة من إتباع الكتاب والسنة هي الطريقة الموصلة إلى العلم بالله سبحانه وتعالى فهم خير هذه الأمة وأعلمها بالله سبحانه وصفاته وأحكامه ولم يكن اعتمادهم على مثل هذه الألفاظ والمصطلحات المحدثة .
- وهو في هذه المعارضة قد يتوصل إلى إبطال القولين جميعا أو ترجيح احدهما على الآخر من جهة العقل أو الشرع بحسب قربه منهما أو بعده عنهما ، وليس بلازم عند العقلاء صحة القول الراجح أو القريب " مطلقا " في حقيقة الأمر لأنها مقارنة ومقابلة لا تقرير وتحرير وقد سبق النقل عنه في هذا.
- فابن تيمية رحمه الله يعارض ويرجح ويبطل دون التزام لأي من هذه الأقوال ولكن فقط ليبين بطلان هذه الطرق المبتدعة أو عدم صحة الاعتماد عليها وأن الطريقة الشرعية هي الطريقة الموصلة إلى العلم بالله سبحانه وتعالى وهي طريقة الأنبياء والصحابة والأئمة المتبوعين .
- فلا تصح نسبة هذه الأقوال له مطلقا سواء كانت صحيحة أو باطلة أو راجحة أو مرجوحة لأنه في الحقيقة يحكيها على لسان غيره وهي وإن اتفقت في النتائج أحيانا مع العقل أو الشرع أو كانت قريبه منهما فليست في تقريرها على منهج الكتاب والسنة الذي يتبعه الأئمة وابن تيمية بل على منه أهل الكلام المحدث فلا تلزمه ...
- بل لو كانت من كلامه هو نفسه وجاءت في سياق المناظرة والمحاورة فلا يصح أيضا الجزم بنسبتها إليه لأنها ليست في إيرادها على سبيل التقرير والتحرير بل في مقام المعارضة والمناظرة مع ما فيها من وجوه الرد والإلزام والتنزل والمحققون من أهل العلم والإنصاف يقررون هذا ويعتمدونه ولكن الأستاذ فودة الذي يزعم التدقيق والتحقيق والاطلاع الواسع لا يأبه بذلك ويضرب به عرض الحائط أملا في الحصول على ما يدعيه نصا صريحا وإمعانا في التلبيس والكذب على البسطاء ..
- فكيف إذا قرره رحمه الله ذلك بنصه وقوله وقد نقلته في مقدمات هذا البحث وأذكر به هنا حيث قال :
( ونحن نورد من كلامهم (أي المثبتين ) ما يتبين به أن جانبهم أقوى من جانب النفاة وليس لنا غرض في تقرير ما جمعوه من النفي والإثبات في هذا المقام بل نبين أنهم في ذلك أحسن حالا من نفاة انه على العرش فيما جمعوه من النفي والإثبات وقد أجاب هؤلاء عما ألزمهم النفاة من التجسيم الذي هو التركيب والانقسام ....) بيان تلبيس الجهمية ج: 2 ص: 63
فهل بعد هذا الكلام الواضح من شيخ الإسلام رحمه الله تصح نسبة هذه الأقوال إليه ويتبجح بأنها نصوص صريحة وواضحة ؟!!!
- هذا وإن أصل المسالة التي يدور حولها الكلام هو انحصار الموجودات في المباين والمحايث وادعاء الرازي بأن ثمة قسم ثالث موجود (لا داخل العالم ولا خارجه ) ورد المثبتين عليه بامتناع وجود هذا القسم ...
وهذا في الحقيقة موضع واحد ومسالة واحدة استل منها الأستاذ فودة الكثير من النصوص...
فالرازي يزعم أن القول بمنع هذا الموجود هو من حكم الوهم والخيال ولم يقم على ذلك دليلا إلا ادعاءه بأن هذا الموجود موجود .
- فإذا كان الحكم بوجود موجود لا داخل العالم ولا خارجه حكما عقليا كليا فما الذي يجعل القول بامتناعه من حكم الوهم والخيال ؟ لماذا لا يكون العكس هو الصحيح ؟.
فيكون القول بانحصار الموجودات بالمباين والمحايث هو الأصل الكلي الصحيح ، ويكون ادعائك قسم ثالث موجود لا داخل العلم ولا خارجه هو من حكم الوهم والخيال ؟لا سيما وأنت لم تقم دليلا على دعواك .هذا هو مسار الحوار وفكرته الأساسية .
وحيث أن الأستاذ فودة لم يتعرض في شرحه الطويل لأصل الموضوع ولم يبين كيف اتفق هؤلاء وكيف اختلفوا فنعرض أيضا عن تفصيل القول فيه أيضا ونكتفي فقط بكشف حيله وألاعيبه فيما يدعيه نصوصا واضحة وصريحة .
يقول الأستاذ فودة :
"ألا يعلم ابن تيمية أن الوهم ما هو إلا ملتقى الحواس أي ملتقى الصور الحسية وفي الوهم يحصل تركيب الصور الشخصية التي تصله عن طريق الحواس الخمس فكيف يقول بعد ذلك ان ما لا يدرك بالوهم فلا يمكن أن يكون موجودا أليس هذا هو عين مذهب الزنادقة الذين قالوا : بما أننا لا نستطيع أن ندرك الله بالحواس فلا يمكن أن يكون الله موجودا ""
- وأقول إن الأستاذ المتحاذق لا يعلم اصطلاح قومه في لفظ الوهم والخيال أو أنه يريد أن يوهم القارئ بأن الوهم والخيال المذكور هو ما يتعارف عليه لدى العامة من الأوهام والخيالات والكوابيس المزعجة !
فمن يسمع كلمة الوهم والخيال يظن أنها على معناها الدارج في كلام الناس كما يقال رجل ذو أوهام وخيالات يعني رجل مجنون أو واهم مخطئ وليس المعنى هو ذا في اصطلاح
القوم الذي يخاطبهم به ابن تيمية ...
، فإن الوهم في اصطلاح القوم قوة في النفس تدرك في المحسوسات معان ليست بمحسوسة كادراك معنى العداوة والصداقة كما تدرك معاني العلوم المنقولة بالخبر وليست هي ملتقى الصور الحسية كما يزعم الأستاذ المتحاذق بل ملتقى الصور هو الخيال أو قوة التخييل .
فالوهم والخيال عند القوم مرحلة تتوسط بين المحسوس والمعقول ...
وهي إما أن تتطابق المحسوس فيكون حكمها مطابقا صحيحا وحقا أو لا تطابقه فيكون حكمها توهما وتخيلا باطلا .
فقوله أن الوهم والخيال " يثبت كذا أو كذا " فهو لا " يثبت " بذاته كما يوهم كلام الأستاذ المتحاذق ولكنه يثبت تبعا لما يتلقاه من الحواس والإخبار ...
فإن طابق حكمه حكمهما فحينها يقال إن الوهم والخيال " يثبت " أو له تعلق وعندئذ لا يسمى وهما ولا خيالا بل يسمى علما وحقا وفقها ...
أما إن لم يطابق حكمه حكمهما فهو حكم باطل وظن فاسد ويسمى عندئذ وهما وخيالا ...
فالتحقيق أن لفظ الوهم والخيال له اصطلاح وله استعمال ولكن يغلب الاستعمال على الاصطلاح لذا لا يفهم الكثير من الناس إلا المعنى الدارج الذي أراد الأستاذ فودة أن يصل إلى القارئ حينما يقول إن ابن تيمية يتوهم ربه ويتخيله ولكن الأمر مجرد تشنيع رخيص وأسلوب ماكر يتبعه هذا الأستاذ المحتال .
–فهذه المصطلحات في استعمالها كلفظ الاعتقاد ليس بالضرورة أن يكون صحيحا وإن كان جازما ، فقد يطابق الحق في نفسه فيكون علما واعتقادا صحيحا وقد يخالفه فيكون جهلا واعتقادا باطلا ...
فإذا قيل الوهم والخيال يثبت كذا فإنما يقصد به الوهم والخيال الحق المطابق للحقيقة لا الخيال والوهم الغير مطابق والذي هو بالمعنى الدارج الذي سبقت الإشارة اليه .
- إذا علم ذلك فإن معنى القول أنهم اتفقوا على أن الوهم والخيال لا يتصور موجودا إلا متحيزا أو قائم بالمتحيز هو مبني على ما ثبت من الأخبار من أنه موجود وأن له نفس و ذات وقائم بنفسه ...
- فلما ثبت ذلك عندهم لم يتصوروا على أساسه وجود موجود إلا أن يكون مباينا أو محايثا حيث أن القائم بنفسه لا يكون إلا مباينا لغيره لا يكون حيث يكون قائما بنفسه أخر بخلاف القائم بغيره ...
- فإذا انحصر الوجود في القائم بنفسه والقائم بغيره فقد انحصر في المباين والمحايث وليس هذا من حكم الوهم والخيال المستقل بذاته- إن صح وصفه أنه كذلك - بل من حكم الوهم والخيال المطابق والتابع لما تلقاه من الحس والشرع بأن الله سبحانه موجود وثابت وله نفس وذات وقائم بنفسه ...
ثم قال :
(وأيضا فإن أصل المسالة هي ، هل يمكن أن ندرك الله بحواسنا ونتوهمه بوهمنا فابن تيمية يقول نعم يمكن ذلك، ويستدل على ذلك بنفس الوهم والتخيل وهو مصادرة على المطلوب كما ترى )
فنقول له : أما الإحساس به سبحانه فنعم ..
فإن الإحساس هو موجب العلم الصحيح وأصله الإبصار كما قال تعالى : ( وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ) وقال سبحانه على لسان يعقوب : ( يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ) وقال تعالى : ( فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله ) وقال النبي صلى الله عليه و سلم ( كما تنتج البهيمة بهمية جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ) ولقد ثبت أن المؤمنين يرون ربهم سبحانه وتعالى يوم القيامة بأبصارهم فهذا مقصودنا بأن الله سبحانه يحس فهو سبحانه يمكن رؤيته وسماع كلامه .
فإذا كان الوهم والخيال تابعا للحس فهو يتعلق به سبحانه وتعالى لتعلق البصر والسمع به ، هذه في الآخرة .
أما في الدنيا فهو متعلق بما يتلقاه عن طريق الخبر الصادق وهذا التعلق تعلق إثبات ما جاء في هذه الأخبار وهو إثبات وجود للذات والصفات فتوهمها هو إدراك معانيها التي أخبر بها الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة من الإثبات مع نفي مماثلة المخلوقات إثباتا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل ، فإن طابق هذا كان حقا وعلما اعتقادا صحيحا وإن خالفه فليس الكلام على الوهم والخيال الباطل فهذا لا تعلق له بشيء من الحقائق أصلا فاستنكار الأستاذ فودة لا وجه له لأنه مجرد تشنيع رخيص يستغل فيه جهل القارئ بمصطلح الوهم والخيال عند قومه .
أما قوله : ( هذه العبارة ترجيح من ابن تيمية لمذهب المجسمة بصراحة تامة ، لان قوله المثبتة لا يريد بهم إلا المجسمة ، فإنهم هم الذين يصفون الله تعالى بالأجزاء والابعاض وهم الذين سماهم الرازي بالمجسمة . فابن تيمية يقول بان مذهبهم هو الأقوى هنا..)
فهذا تدليس عجيب من الأستاذ فودة لان مسائل المجسمة على حد زعم الأستاذ فودة كثيرة وليست منحصرة في أن الله جسم وأنه مركب فمحاولة حشر هذا المعنى في كل مسألة حيلة مكشوفة من الأستاذ والمسالة مرتكز الحوار ذكرت في نفس النص المنقول وهي مختلفة عن مسألة أن الله جسم وأنه مركب والعجيب أن ابن تيمية يقول عن هذه المسالة محل الحوار (فالفريقان اتفقوا ( يعني لمثبتة والنفاة
فهل اتفقوا على أن الله جسم مركب من الأعضاء والأدوات ؟!!!
أم أن الأستاذ لا يفهم الموضوع أصلا ؟!
أما قول ابن تيمية أقرب أو مقبول من جهة العقل فهو بالنسبة إلى القول المقابل له ليس مطلقا وقد سبق بيانه والتدليل على معناه في النص السابق .