منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - كشف أكاذيب سعيد فودة في كتابه الكاشف الصغير
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-11-05, 14:26   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الموحد السلفي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الأستاذ فودة صـ129 من الكاشف :
النص الأول : المسالة الرابعة في إثبات أن ابن تيمية يقول
أن الله جسم :
ثم قال : وهنا سوف نوضح رأي ابن تيميه في هذه المسالة " بنصوص صريحة " وهي هل الله تعالى جسم أو لا ؟
وهنا يبدو الأستاذ فودة وكأنه يصور للقارئ أن ابن تيمية سيجيب على سؤال وجه إليه ونصه :
هل الله تعالى جسم أو لا ؟ فيقول ابن تيمية جوابا : نعم إن الله تعالى جسم ! (تصوير وهمي)
وهذا ليدل القارئ على صراحة ووضوح النص !
ثم يقول :
وهذا عنده له معنيان :
هل الله متحيز وقابل لفرض الأبعاد ، فهو يقول نعم .وسائر الفرق تقول لا .
وقوله : "وهذا عنده " تصوير تخيلي باطل يوهم بأن ابن تيمية مقر بهذا التفسير للفظ الجسم . . وتأمل كيف يصور الأستاذ فودة الأمر ببساطة وكأنه ابن تيمية يجيب على سائل يسأل :
هل الله متحيز وقابل لفرض الأبعاد ؟ ، فيجيب ابن تيمية : نعم ! ( وهذا كله غير صحيح بل مجرد دعوى لا دليل عليها )
فهل سيجد القارئ هذا السؤال وهذه الإجابة أم هو الكذب الصريح من الأستاذ على قارئه ؟!
ثم يكمل الأستاذ فودة المعاني التي "عند " ابن تيمية للفظ الجسم فيقول :
الثاني : هل هو متركب من أجزاء،سائر الفرق تقول أن ما كان متحيزا " كما مر" فهو لا محالة مركب ....
ثم يقول : فسائر الفرق ينفون التركيب عن الله تعالى بجميع الوجوه المذكورة هنا ، وأما ابن تيمية فيقول لا ينتفي ذلك عنه ، بل لا ينفي إلا معنى واحد ... إلى آخره
ثم أخيرا يقول : وسوف ننقل فيما يلي " نصوصا " عديدة عن ابن تيمية يوضح فيها بأن الله تعالى متحيز أي له حيز وأنه جسم بهذا المعنى ...
يعني أن القارئ لن يجد هذا السؤال ذكره الأستاذ فودة والذي وجه لابن تيمية ، ولن يجد أيضا الجواب الذي أجاب به ابن تيمية لان كل هذا في الحقيقة كذب ولا أساس له وإنما مجرد إيهام وتخييل للقارئ بأنه سيجد نصوصا صريحة على هذا النحو !
وقول الأستاذ فودة " سوف أنقل لكم نصوصا عن ابن تيمية " يوضح " فيها بأن الله " متحيز " وأنه بناءا على هذا فهو يقول بأن الله جسم !!!يظهر التلاعب الذي بدا به الأستاذ فودة من أول نص . فقد كان الأمر في البداية نصوصا بأن الله جسم في صورة سؤال وجواب .
ثم تحول الأمر بعد ذلك وفي نفس السياق بأن ابن تيمية يفسر الجسم بأنه المتحيز ذو الأبعاد أو أنه المركب . وأخير ينتهي الأمر بأن الأستاذ سينقل لنا نصوصا " يوضح " فيها ابن تيمية بأن الله متحيز وأن هذا هو معنى الجسم !!!
يعني إذا أثبتنا أن ابن تيمية يقول بأن الله متحيز فقد أثبتنا نصوصا صريحة وواضحة بان ابن تيمية يقول بان الله جسم !!!

ففي البداية أوهم القارئ بأن ابن تيمية يقول بأن الله جسم صراحة وكأنه يجيب على سؤال سائل بجواب مباشر (نعم أولا )
وبعد ذلك مباشرة انتقل من القول بالتصريح بلفظ الجسم إلى القول بالتصريح بمعاني الجسم وهذا يدل على أن تصوير الأستاذ فودة الأول كان كاذبا فلم ينقل عن ابن تيمية تصريحا بأن الله جسم ، فأين ذهب عنوان المسالة التي ذكر فيها أن ابن تيمية يقول بأن الله جسم ؟!
وانتقاله إلى معنى الجسم كان بنفس الصورة التخييلية السابقة :
"هل الله متحيز وقابل لفرض الأبعاد ، فهو يقول نعم .وسائر الفرق تقول لا"
فيتأكد لدينا من خلال عرضه السابق عدم وجود نص صريح في كلام ابن تيمية يقول فيه أن الله سبحانه وتعالى جسم وهذه أول لفته نلفت لها نظر القارئ في كلام الأستاذ فودة .
فليعلم من الآن أن الأستاذ فودة سـ : (ننقل فيما يلي " نصوصا " عديدة عن ابن تيمية يوضح فيها بأن الله تعالى متحيز أي له حيز وأنه جسم بهذا المعنى ...)
أو بمعنى أوضح ليس ثمة نصوص صريحة وإنما مفهومات وتلفيقات يوضح فيها ابن تيمية بأن الله متحيز وانه جسم بهذا المعنى !!!
وإذا كانت هذه الحيل الكلامية ظاهرة في أول " نص " جاء به والذي من المفترض أن يكون هو أقوى النصوص فكيف بما بعده ما سيفعل فيها ؟!
فلننتقل إلى ما سماه نصا :
ينقل سعيد فودة عن ابن تيمية قوله :
" والمقصود أن القول بوجود موجود لا داخل العالم ولا خارجه لم يقل أحد من العقلاء إنه معلوم بالضرورة وكذلك سائر لوازم هذا القول : مثل كونه ليس بجسم ولا متحيز ونحو ذلك ؛ لم يقل أحد من العقلاء : إن هذا النفي معلوم بالضرورة ؛ بل عامة ما يدعى في ذلك أنه من العلوم النظرية...)
ثم ذكر كلاما طويلا ثم قال :
" ثم قال ابن تيمية في إكمال تعليقه السابق على كلام الرازي" (وتأمل هذه العبارة جيدا)
ثم ذكر كلام ابن تيمية حيث قال :
( مما يبين أن هذه القضية حق أن جميع الكتب المنزلة من السماء وجميع الأنبياء جاءوا بما يوافقها لا بما يخالفها وكذلك " سلف هذه الأمة " من الصحابة والتابعين وتابعيهم يوافقون مقتضاها ؛ لا يخالفونها . ولم يخالف هذه القضية الضرورية من له في الأمة لسان صدق ؛ بل أكثر أهل الكلام والفلسفة يقولون بموجبها وإنما خالفها طائفة من المتفلسفة وطائفة من المتكلمين : كالمعتزلة ومن اتبعهم..).
ثم قال تعليقا : ( فانظر رحمك الله إلى ابن تيمية كيف يصرح أن قضية "كون الله جسما" وأنه في جهة حق ، أن جميع الكتب المنزلة من السماء ، وجميع الأنبياء جاءوا بما يوافقها (
وأقول ك
وهذا كذب صريح وواضح لمن له أدنى اطلاع على كلام شيخ الإسلام رحمه الله وإن لم يقف على ما نقله سعيد فودة عنه .فإن المتواتر عن ابن تيمية رحمه الله أن لفظ الجسم لم يتكلم به السلف ولا الصحابة ولا التابعين ولم ينقل عنهم شيء من ذلك وأن اثباته ونفيه بإطلاق لا يجوز فكيف يمكن أن يقول ( أن جميع الكتب المنزلة من السماء وجميع الأنبياء جاءوا بما يوافقها لا بما يخالفها وكذلك " سلف هذه الأمة " من الصحابة والتابعين وتابعيهم يوافقون مقتضاها ؛ لا يخالفونها (

وأقول : ما يدعيه هنا لا يصدقه إلا من سلم له عقله من مريديه أو أصحاب الزوايا الدراويش ولا يقبله من له أدنى تأمل في كلام ابن تيمية، ولعمر الله إن كان الكلام على الجسم وان الله جسم فما الداعي لكاشف الأستاذ فودة بعد ذلك ؟

- والحقيقة أن الأستاذ فودة يحتال على النص احتيالا عجيبا ،حيث أن موضوع النقاش بين ابن تيمية والرازي أصلا ليس على ( أن الله جسم ) وإنما هو عن قضية ( المباينة والمحايثة) وانحصار الموجودات فيهما وذلك ردا على الرازي في ادعاءه وجود قسم ثالث لا مباين ولا محايث .
والقضية الضرورية التي ذكرت في هذا النص هي أن كل موجودين فلابد أن يكون أحدهما مباينا للأخر أو محايثا له وما تضمنه من إثبات العلو والاستواء للباري جل وعلا
ولتوضيح معنى المباين والمحايث أقول :
المباين والمحايث مبني على تقسيم الموجود إلى قائم بنفسه وقائم بغيره وهذا التقسيم يتضمن واجب الوجود سبحانه حيث أنه القائم بنفسه ضرورة...
فالقائم بغيره من الصفات والأعراض يكون بحيث يكون غيره , فإن الصفات والأعراض تقوم بالمحل الواحد . وأما القائم بنفسه فلا يكون حيث يكون آخر قائما بنفسه بل يجب أن يكون مباينا لغيره , فيكون حيث لا موجود غيره , أو حيث لا قائم بنفسه غيره.
فالقائم بنفسه هو الموجود الذي له ذات يقومه ويمنع غيره أن يكون حيث هو فيكون مباينا له متميزا عنه بذاته وهذا هو المباين .
فكل مباين قائم بنفسه وكل موجود قائم بنفسه مباين فإذا انتفت المباينة ثبت الحلول ضرورة أو ثبت انتفاء الذات ...
أما الموجود القائم بغيره كالعرض والصفة فهو المفتقر إلى ذات تقومه فلا يقوم بنفسه وإنما يقوم بالقائم بنفسه الموصوف يعني يحايثه بمعنى أن يكون حيث هو ،فهذا هو المحايث..
فاذا انقسم الموجود إلى قائم بنفسه وقائم بغيره وكان القائم بنفسه هو المباين والقائم بغيره هو المحايث علم انحصار الموجودات في المباين والمحايث ضرورة فهي إذن قضية ضرورية فطرية وهي محور الكلام ..

هذا وقد نقل الأستاذ فودة في مقدمة ما نقله عن ابن تيمية قوله :
"المقصود أن القول بوجود موجود لا داخل العالم ولا خارجه لم يقل أحد من العقلاء إنه معلوم بالضرورة "
فهذه هي القضية الأساسية يدور حولها الكلام وهي التي طرحها الرازي في أول تأسيسه وشرع في الرد عليها شيخ الإسلام وذكر أنها ولوازما غير ضرورية حيث قال :
" وكذلك سائر لوازم هذا القول : مثل كونه ليس بجسم ولا متحيز ونحو ذلك "
فكيف يقال أن الكلام على إثبات أن الله جسم وأن هذا نص في ذلك وأن القضية الضرورية المذكورة في كلام ابن تيمية هي كون الله جسم ؟؟؟
!!! سبحانك هذا بهتان عظيم
أضف إلى ذلك أن قول ابن تيمية رحمه الله :
" مما يبين أن هذه القضية حق أن جميع الكتب المنزلة من السماء وجميع الأنبياء جاءوا بما يوافقها " ليس من قول ابن تيمية في معرض رده على الرازي أصلا !
وإنما هو منقول من الفتاوى لمعالجة سقط النسخة التي اعتمد عليها الأستاذ فودة .
ولقد ظهر بالرجوع إلى سياق الكلام أن قوله "أن هذه القضية " هي قضية ( المباينة وعلو الله على خلقه ) التي يسميها الأستاذ "جهة" وليست قضية ( أن الله جسم (كما يدعي الأستاذ !
ولذا هذا المقطع من كلامه رحمه الله مسبوق بقول محقق الكتاب : (وقال )
يعني ابن تيمية ، وهذا يعني أن هنا سقط ، وأن هذا منقول عنه من موضع آخر وهو الجزء الخامس صفحة 271 من مجموع الفتاوى ، والأستاذ طبعا لم ينقل هذه الكلمة ليوهم أن السياق هو في الرد على الرازي ، ومع أن لأستاذ يعرف هذا جيدا ،فأنظر لقول الأستاذ :
) ثم قال ابن تيمية في إكمال تعليقه السابق على كلام الرازي ( !!!!
فهذا يدل على إصرارا لأستاذ فودة على الالتفاف على القارئ وإيهامه بكل حيلة أن هذا هو كلام ابن تيمية رحمه الله وأن السياق مازال في الرد على الرازي !!!

- فهذا النص الأول للأستاذ فودة قد أقامه على إيهام بسيط منه بأن الكلام الذي ذكر فيه ابن تيمية أنه قضية ضرورية وان جميع الكتب والأنبياء قد جاءوا بما يوافقه هو ( أن الله جسم ) وقد تبين من الرجوع إلى لسياق أن الكلام ليس على أن الله سبحانه جسم بل الكلام على مسالة مباينة الله سبحانه على خلقه وعلوه عليهم .
وبهذا ينتقض النص الأول لفودة أصلحه الله ويثبت بذلك إما كذبه واحتياله أو جهله وضلاله .